|
العربى مريض .. فمن يكون - بوش - : الطبيب أم الحانوتى ؟
سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 766 - 2004 / 3 / 7 - 09:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هجاء مشروع " الشرق الأوسط الكبير " .. مسألة سهلة ومقدور عليها من حيث الشكل ومن حيث المضمون ، لان مطاعنه ومثالبه ونقاط ضعفه اكثر من ان تحصى او تعد . ذلك انه مشروع يجمع بين السطحية والركاكة ، والصلف والاستعلاء ، والكذب والخداع ، والمكر الدفين والنفاق المفضوح . فرغم انه ينصب على الشرق الأوسط ، وتحديداً على العرب ، فان الإدارة الأمريكية التى عكفت على إعداد " طبخته " لم تكترث بأصحاب الشأن المعنيين – العرب حكاماً ومحكومين – ولم تأبه بإرساله إليهم مباشرة ، وانما تعمدت إرساله الى عواصم الدول الثمانى الكبار ، والى حلفائها فى " الناتو " ، الذين سيكونون اول من يناقشونه فى يونيو المقبل . وعندما قامت صحيفة " واشنطن بوست" بتسريب محتواه وقرأه حكام الشرق الأوسط مثل باقى خلق الله من القراء العاديين ، أوفدت واشنطن احد صغار كبار موظفيها – بدرجة وكيل وزارة وليس اكثر – الى المنطقة ، لكى يجس النبض دون ان يقدم نسخة من هذا المشروع الى زعماء الدول المعنية حتى من باب ذر الماد فى العيون ! وانطلاقاً من هذا الإجراء الشكلى، الذى يعكس صلفاً بلا حدود وغطرسة استعمارية متعمدة ،يتضح من القراءة المتأنية لظاهر وباطن هذا المشروع سوء مضمونه وفساد مقاصده . فالمشروع قد أعطى لواشنطن حق تشخيص أمراض الشرق الأوسط وتقرير العلاج المناسب لها من وجهة نظرها ، وفرضه على " المريض " دون اخذ رأيه ، فلم تتم استشارة اى دولة عربية او استطلاع رأيها رغم ان الأمر يخصنا نحن العرب قبل اى أحد آخر .
الفــــرض المــرفــــوض ولم تكترث الإدارة الأمريكية بتبرير سعيها الى فرض هذه "الروشتة الإصلاحية " علينا من الخارج ، وتركت هذه المهمة الى أبواقها المحليين . من هؤلاء – على سبيل المثال – الدكتور إحسان الطرابلسى الذى قال بالحرف الواحد ان " مشروع الشرق الأوسط الكبير الذى تثار حوله الزوابع العنيفة الآن فى الشرق الأوسط ما هو إلا نداء الحداثة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية . والعرب لا يملكون بضاعة هذه الحداثة . وعليهم ان يستوردوها من الخارج ، فلا حداثة عربية لدينا . وقد انتظرناهم نصف قرن بعد الاستقلال ، ولكنهم لم يفعلوا . والآن جاء وقت الحساب .. والعرب اليوم كمريض اصبح الغرب مسئولا عن تطبيبه حتى لا يستشرى داؤه فى باقى أنحاء العالم . وطبيبه وهو الغرب يصف له العلاج ، ويطلب منه ان يأخذه حتى لا يموت . ولكن المريض العربى يأبى ذلك ، ويعتبر دواء الطبيب فرض موفوض . ويفضل اللجوء إلى الطب العربى القديم كـ " الكى " و " كاسات الهواء " والحجامة والأعشاب الطبيعية التى لا تفيد فى شفاء مرض كمرض العربى الخطير ، وهو مرض " المناعة ضد الحداثة " ، الذى يستلزم جراحة عملية دقيقة ومتقدمة ، ينبغى على المريض العربى ان يجريها فى العيادة الطبية الغربية المتقدمة " . فإذا قلت له ان الإصلاح من الداخل وليس من الخارج هو الحل قال لك الطرابلسى بكل ثقة " اذا اعتقد المريض العربى بان عيادة الجامعة العربية ، او اى عيادة عربية اخرى يمكن ان تصف له العلاج الناجح او تجرى له الجراحة اللازمة فهو واهم ومخطئ . وهو يخاطر بهذا الشكل بحياته وحياة عائلته وذويه " . واذا تساءلت عن سبب أريحية أمريكا التى تجعلها تستميت لعلاج "المريض العربى" رغم انفه ، أجابك أحد الأمريكيين العرب ، او العرب الأمريكيين ، مثل مجدى خليل ، بان " العرب خلال نصف القرن الأخير رفضوا موجات التحديث ، فرفضوا التنمية وشوهوها بالفساد والاستبداد ، ورفضوا موجة الديمقراطية التى اجتاحت العالم من شرقه وغربه ، بحجج مختلفة واهية ، ورفضوا العولمة بدون حتى معرفة معناها ، ولكن الخطر فى حالة العولمة انهم لم يكتفوا بالعداء والرفض وانما ضربوها ضربة موجعة فى 11 سبتمبر ، وبدون اى مبالغة نجح بعض العرب فى إبطاء مسيرة العولمة ومن ثم التقدم العالمى المتسارع" . ويمضى هذا " المنطق " المتأمرك ليقول ان " حالة الرفض كانت تعود عليهم – اى على العرب – فى شكل تخلف مجتمعاتهم . ولكن حالة الصدام تشكل خطرا على التقدم الإنساني وعلى الحضارة القائمة " ( لاحظ ان سيادته قرر ان العرب هم الذين تصادموا او على الأقل سعوا الى التصادم وانهم هم الذين اصبحوا خطراً على الحضارة ) . العــــلاج الــوقـــــائــى ! ورغم فجاجة وقبح وغوغائية كل كلمة مما سبق فان هذه لم تكن سوى مقدمة للوصول الى نتيجة قاطعة هى " إذا كانت موجات التنمية والديمقراطية والعولمة اختيارية فان موجه الإصلاح المتقدمة لن تكون اختيارية وانما هى نوع من العلاج الوقائى لا مناص للمجتمعات العربية من قبوله من خلال " فرض أجندة الإصلاح السياسى والاقتصادي على الدول التى تعانى من التطرف الدينى وهى دول عربية وإسلامية فى الأساس " . هذا الكلام الفج – لكن الأكثر تعبيراً عن مشروع الشرق الأوسط الكبير - معناه بوضوح ودون لف او دوران فرض الوصاية على الدول العربية والإسلامية ومحاولة إعادة وضع المنطقة بأسرها تحت الانتداب الاجنبي . وعندما تتخفى مخططات الوصاية وراء لافتات الإصلاح والتغيير فانها تتحول الى مهزلة ومسخرة لان مبادرات الإصلاح ليست سلعاً للتصدير والاستيراد . وليست هذه شعارات مجردة بل انها خبرة التاريخ التى علمتنا أن "الإصلاح النابع من الداخل" هو بذرة التجديد والنهضة أما " الإصلاح الدخيل" فهو استعمار حتى لو كان بدون قوات احتلال ظاهرة. الـديمقــراطيـــة .. بالعصـــا ! ثم أن فكرة "فرض" الإصلاح والديموقراطية ، هى فى حد ذاتها فكرة مناقضة للديموقراطية ،كما أنها فى الوقت نفسه تمثل الوجه الآخر لفكرة استعمارية عتيقة اسمها التدخل فى الشئون الداخلية للأمم والشعوب. ويفند أكذوبة الديموقراطية التى يتغنى بها المشروع الأمريكى أنه لا يمكن لقوة احتلال أن تتحدث عن الديموقراطية أصلاً فهذا تناقض ذاتى صارخ وفاضح بعد التناقض الذاتى الذى تحدثنا عنه من قبل والمتمثل فى "فرض" الديموقراطية! فكيف تحتل القوات الأمريكية بلاد الرافدين بالمخالفة الصريحة للقوانين والأعراف الدولية وللرأى العام العالمى وتضع شعباً بأسره فى سجن الاحتلال ثم تعطى الإدارة الأمريكية لنفسها حق الحديث عن الحرية والديموقراطية ؟! وكيف تتصور أن أحداً يمكن أن تنطلى عليه هذه الأكاذيب الملطخة بدماء مئات وآلاف العراقيين؟! وكيف تتصور أن يصدق العرب اسطوانة "الإصلاح والديموقراطية" هذه ، بينما يتجنب المشروع الإشارة – مجرد الإشارة – إلى القهر الاسرائيلى للشعب الفلسطينى، فالمنطق البسيط يقول أن الطريق لإنهاء "التطرف" فى المنطقة يبدأ بإنصاف الفلسطينيين وردع الفاشيين الإسرائيليين الذين يقومون بحملة إبادة جماعية لهم تحت سمع وبصر العالم وبرعاية أمريكية سياسية وعسكرية واقتصادية! وبدلاً من ان يتحدث المشروع "الاصلاحى" عن ذلك يقول بكل وقاحة أن "إسرائيل هى البلد الوحيد فى الشرق الأوسط الذى صنف بأنه حر". وإلى جانب "استعباط" المشروع فيما يتعلق بالصراع العربى – الاسرائيلى، فان اختراعه لفكرة الشرق الأوسط الكبير بحيث يشمل بلدان العالم العربى زائد باكستان وأفغانستان وايران وتركيا وإسرائيل ، إنما يعنى ضمنيا العمل على ضرب فكرة الرابطة العربية من الأساس وتقويض الهوية العربية وطمسها عن طريق إغراق العرب فى محيط يمتد من تركيا شمالا إلى باكستان جنوبا وتكون قيادته لإسرائيل بطبيعة الحال. انه حلف بغداد الجديد بعد تغيير اسمه إلى الشرق الأوسط الكبير ! النفــــاق العـــــربى كل ما سبق ،وغيره الكثير ، يؤكد سهولة نقد مشروع الشرق الأوسط الكبير وفضح أهدافه الاستعمارية التى هى أبعد ما تكون عن الإصلاح او الديموقراطية . لكن الاكتفاء بهجاء هذا المشروع الامبريالى يتجاهل حقائق عربية مريرة تستحق هجاء مماثلاً ان لم يكن أكثر قسوة. فرغم مسئولية الاستعمار القديم والجديد عن كثير من مظاهر التخلف الذى يكبلنا ويسحق أرواحنا ، تظل الأنظمة العربية – منذ الاستقلال حتى الان – هى المسئولة الأولى عن الواقع المزرى الذى نعيشه على كل المستويات ، بدءاً من الاستبداد السياسى إلى الفساد الاقتصادي مروراً بالخراب الاجتماعي والانحطاط الثقافى ، وما نتج عن ذلك كله من إهدار الكرامة الوطنية ، وتحويل السيادة إلى خيال مآته فى معظم أرجاء العالم العربى. ولم تكتف تلك الأنظمة المتعاقبة بهذا الخراب الشامل الذى تحقق على أيديها وإنما صنعت أذناً من طين وأخرى من عجين أمام العديد من مبادرات الإصلاح التى تقدمت بها النخب العربية منذ منتصف القرن الماضى ، أى عندما كانت معظم هذه الأنظمة سمنا على عسل مع الأمريكيين ، ولو أنها أخذت بعشر معشار هذه المبادرات لكان الحال غير الحال ، ولما وجدت الإدارة الأمريكية ذريعة للتنطع على شئوننا الداخلية. واليوم .. وبعد أن غيرت الإدارة الأمريكية أساليبها وقررت الانتقال من الاعتماد على بعض هذه الأنظمة إلى "وكلائها المباشرين" – العرب الأمريكيين او الأمريكيين العرب – تذكرت هذه الأنظمة قضية فلسطين رغم أنها أدارت ظهرها للانتفاضة الفلسطينية منذ سنوات تستعصى على الحصر . وتذكرت الآن فقط أن مشروع الشرق الأوسط الكبير ينطوى على تدخل فى الشئون الداخلية العربية ، رغم أن معظمها لم يتوقف طيلة السنوات السابقة عن التغنى بالتحالف الإستراتيجي مع "ماما أمريكا" ، وتنفيذ "نصائحها" فى شئون الاقتصاد والسياسة على حد سواء . وحتى عندما طلبت واشنطن تنحى صدام حسين عن السلطة – قبيل الغزو الأمريكى للعراق – تضامن معها كثير من الحكام العرب وطالبوا الرئيس العراقى بالتحلى بـ "الحكمة" والاستماع إلى "صوت العقل" وقبول العرض الأمريكى .. رغم أنه ينطوى على أكثر أشكال التدخل فجاجة فى الشئون الداخلية. وها هى الدائرة تدور ، بعد صدام حسين ، على غيره. مع العلم بأن الهجوم العربى الرسمى العلنى على التدخل الأمريكى فى الشئون الداخلية مجرد كلام فى الهواء للاستهلاك المحلى فى معظم الأحيان ، يختلف جذريا عن الخطاب الفعلى والواقعى داخل الغرف المغلقة عندما تقفل الأبواب على كثير من المسئولين العرب وكبار صغار موظفى الإدارة الأمريكية. الطــــريــق الثــالـث لكن الأخطر من مناكفة أمريكا – وهى مناكفة مشروعة على أى حال – هو محاولة استخدام مطاعن وسلبيات مشروع الشرق الأوسط الكبير كذريعة للتنصل من استحقاقات الإصلاح المطلوب والمطروح وطنياً وعربيا قبل أن يفكر صناع القرار فى البيت الأبيض فى اختراع مشروع الشرق الأوسط من الأصل. وفى ظل هذا الحصار المزدوج لا يتبقى أمام النخب العربية ، غير المتورطة فى ارتباطات عضوية مع "الطبيب" الأمريكى المزيف أو فى علاقات تساند وظيفى مع منظومة الفساد والاستبداد العربية – سوى التحرك على جبهتين من أجل إحياء المشروع العربى للإصلاح والنهضة ، بدلاً من الأمر الواقع المروع وبديلاً وطنياً عن مشروع الوصاية الاستعمارية المسمى بالشرق الأوسط الكبير. فإذا كان العالم العربى قد أصبح بالفعل "الرجل المريض" فان الإدارة الأمريكية ليست "الطبيب" وإنما هى "الحانوتى" وحفار القبور بكل تأكيد.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صاحبـــة الجــلالة تنهـض من تحـت الأنقــاض
-
بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الرابع للصحفيين مـصــــر تستـحـ
...
-
حــرب - الكــاتشــب - و - النفــط - للفــوز بالبيت الأبيــض
-
انتبهوا أيها السادة : تهويد التاريخ بالاحتيال بعد تهويد الجغ
...
-
أمريكا فى مواجهة العالم
-
صـحفـــى مصــــرى .. بــدرجــة شيـــخ قبيــلة فى العــــراق!
-
ســـــنـة ســــوداء للصـحـــافـــة
-
مضــاعفــات انتقــال المبـــادرة مـن - المـركـز - إلى -الهام
...
-
الحجاب- الفرنسى .. و-النقاب- الأمريكى!
-
رحلة طــائــر جميــل.. في غـابــة لا تعـتــرف إلا بالغــربان
-
ثقافة الاحتفاء بالصغائر والتفريط فى الكبائر
-
تراجيديا ثلاثية المثقف والسلطة والمال كاتب كبير .. مات ثلاث
...
-
لماذا تسلل رئيس الدولة الأعظم إلى عاصمة الخلافة العباسية مثل
...
-
لا تفكـــروا فى الـذهــاب الى لنـــدن .. يــوم الأربـعــاء !
-
الســحابـة الســــوداء .. والكتــاب الأبيــض
-
مفارقة - الابراهيمين - .. صنع - الله - وسعد - الدين -
-
العولمــــة المتوحشــــة والعولمــة البديلــــة حيرة العرب ب
...
-
ضمير مصر .. لا ينام في الاسكندرية .. ولا يرقص علـى سـلالم ال
...
-
دولة تحت الإنشاء - القناة - و - القاعدة - و - المؤسسة - .. ث
...
-
عين الصاحب - .. تذرف الدموع وعلامات التعجب
المزيد.....
-
بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
-
فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران
...
-
مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو
...
-
دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
-
البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
-
ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد
...
-
بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
-
مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
-
مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو)
...
-
الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|