|
المناطق المتنازعة عليها
شهاب رستم
الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 06:41
المحور:
القضية الكردية
يقصد بالمناطق المتنازعةعليها تلك المدن والنواحي والقصبات التي تقطنها اغلبية كوردية منذ الاف السنين ، وترسخت جذورهم في هذا الارض ، وما زالوا يعيشون عليها رغم كل المحاولات العنصرية للانظمة المتعاقبة التي حكمت العراق منذ تشكيل الدولة العراقية وحتى اليوم . اثناء الحكم الملكي وفي الثلاثينات من القرن المنصرم سكن الحكومة العراقية القبائل العربية في منطقة كركوك بسبب الخلافات القائمة بين هذه العشائر ، وتنازعاتهم على الكلأ والماء ، فوفر لهم الحكومة الماء والعشب ووزع عليهم ما لم يكم لهم من ارض . لقد حاول الحكومة المركزية الحاكمة منذ نشأة الدولة العراقية وبعد الحاق ولاية الموصل( ولاية شهرزور ) الى العراق ، بتعريب المناطق الكردية ، وبمباركة الاحتلال البريطاني ، لا لشيء بل لابقاء المشاكل والمنازعات في المناطق للبقاء في الدولة العراقية المتشكلة لاطول فترة ممكنة وفرض اجنداتها الاستعمارية . في الوقت الذي الحق المحافظات الكردستانية بالعراق كان هناك رفض قطعي من كركوك للتصويت على الانضمام الى العراق . كما كان من حق الكرد كقومية تعيش على ارضها من تشكيل نظام حكم ذاتي لها تحت الانتداب البريطاني بموجب معاهدة سيفر التي كانت هي بحد ذاتها تشكل معوقات امام الشعب الكردي في الاستقلال التام . اما الحكومات في العهد الجمهوري هي الاخرى لم تبخل في سياساتها نجاه الشعب الكردي وفي تعريب كوردستان وترحيل ابناء كوردستان الى الغرب والجنوب العراقي ، بل ممارسة سياسة توظيف العرب في المدن الكردية ومنح الامتيازات لهم للبقاء في هذة المدن ، ونقل المئات العوائل العربية الى كركوك وخانقين زمنحهم عشرة الاف دينار وبيت من بيوت المرحليين ، وكانوا هؤلاء يقفون بالطابور لسلب الفلاح الكردي من ارضه وحقله وزرعة للاستحواذ على كل ما جمعه طوال حياته ( كما يقول المصريين شقا العمر ) ففي عام 1963 قام النظام البعثي الذي لم يطول حكمهم اكثر من بقاء طفل في احشاء امه بتعين الاف من المعلمين والموظفين العرب في المدن الكردية – كركوك – خانقين بشكل لم يسبق لها مثيل ، وتعين الخريجين من اهالي المدينة في القرى والارياف البعيدة عن مسقط رأسهم . ومن هؤلاء مازال موجودا لحد اليوم في خانقين وكركوك . حيث تزوجوا واستقروا في هذه المدن واحترموا من الاكراد ، بل لم يفرقوهم مع ابناءهم ، رغم انهم جاءوا لتغيرديموغرافية هذه المدن بعلم او دون علم . هذا ناهيك عما فعله النظام العفلقي المقبور من تعريب و تبعيث وترحيل للكرد من تلك المدن ، بل اجبارهم على نقل نفوسهم الى المناطق التي رحلوا اليها . وكثيرا ما كان يتعثر نقل السجلات لعدم رغبة هؤلاء المهجرين لذلك ، لذا نقل النظام سجلات المهجرين الى الفلوجة والرمادي والمناطق الجنوبية رغم انفهم . وهذا ما جعل المهحرين يلتصقون بارضهم اكثر فاكثر . وعند سقوط النظام عادوا الى مدنهم وهم تاركين كل مل لديهم من اثاث وبيوت في المناطق ا لتي هجروا اليها قسرا.
عند مجيء الجيش الاسلامي العربي الى جلولاء ، اصطدم هذا الجيش بقوات يزجرد القوي عدة وعددا ، فانكسر هذا الجيش وانسحب الى المدائن ، هناك اعاد الجيش الاسلامي قواته من جديد وعادوا الكرة على جلولاء في هذا المرة انكسر جيش يزدجر ، وانسحب يزدرجرد الى مدينة خانقين ليحصعلى المساعدة من الاكراد هناك ورغم المساعدات التي حصل عليها من الاكراد في هذه المدينة الا ان قواته لم يكن بمقدورها الوقوف امام الجيش الجرار فهرب يزدجرد الى اكباتان ( همدان ) ، فدخل الجيش الاسلامي الى مدينة خانقين . هنا لا اريد ان اوضح كيف جرى معركة جلولاء الا ان اقول ان خانقين تاريخيا كانت سكانها من القبائل الكردية والحضر منهم ورغم كا المحاولات لتعريب المدينة لم يتكمن القائمون على السلطات من تغير ديموغرافية المدينة في اي زمن من الازمان وان فعلوا فكانت تغير مرحلي عاد الاكراد السكان الاصليون لهذه المدينة وغيرها من المدن الى بيوتها مهما طال الازمان ، ومهما حاول السلطات القهرية في ظلمهم واضطهادهم بشكل تعسفي وتزيف واقعهم اهالي مدينة خانقين وكركوك والمدن والقصبات الاخرى التي وصلت اليها ايادي السلطات لتعريبها عادوا الى مدينتهم واثبتوا لكل الذين ساندوا وتجحشوا للعفالقة ان امالهم خائبة فليس من الممكن ان يقلع جدور الكرد الراسخة في هذه المدن فان قطعوا الاغصان والجذع فان الجذور ستنمومن جديدجذع اقوى واغصان اكثر زهوا . هذه المدن او كما يسمونه المناطق المتنازعة عليها مناطق كانت وما تزال تزينها واقعها العراقي بلباس كوردستناني ، وان اية محاولة التزيف واقع سكانها ووجودها الحاضر والتارخي لا يكون نتيجتها الا الفشل ومن حق اهله الاقرار بارتباطها الاقليمي والاداري والسياسي وهذا ما يقره القوانين الدولية والشرعية ، ان كان هناك من يؤمن بالقانون والشرع وان الاصرار على تسميتها مناطق متنازع عليها ليس الا الاصرار على تعريب هذه المناطق ، بل القبول بكل ما فعله النظام الدكتاتوري الفاشي المقبور لهذخه المناطيق ، من انفلة وقتل وتهجير ، وتغير لكل ما تربطه بواقعه ووجوده وتاريخة . فان كان الامر غير ذلك لماذا تم تعريبها وترحيل اهلها ، بل وحتى محاولة تغير اسماء المحلات والشوارع في المدينة الى اسماء لا علاقة لها لا بالمدينة ولا حتى بالعراق. الاكراد لا يتنازعون عليها بل الحكومات العراقية تنازعت عليها ويتنازعون عليها اليوم للاصرار على تغير هوية هذه المدن والمناطق منذ ان الحقت المحافظات الكوردستانية الى الدولة العراقية الحديثة التكوين ، عمل الاكراد بكل اخلاص وتفاني في هذه الدولة ، للمشاركة في الحياة العملية الاجتماعية والسياسية ، الا ان السلطات ، بدأت من الملك الاول بتهميش الاكراد من على الساحة السياسية الا الذين كانوا يتغنمون على الموسيقا الملكية ونادرا ما كنت تجد من ليس كذلك ، وهؤلاء فرضوانفسهم كرجال علم وادب وسياسة وحتى في الامور العسكرية اما الوطنين المخلصين للعراق وطن الجميع كان لهم حصة الاسد مع الوطنين من العرب والاقليات الاخرى في السجون والمعتقلات . وكان المواطن الكردي مواطنامن الدرجة الثانية في عرف هذه الانظمة الشوفينية العنصرية ، التي حكمت العراق خلال الفترات السابقة من تاريخ الدولة العراقية . كان لنا شرف المشاركة في مساندة والدفاع عن العراق ما بعد الدكتاتورية ، الا ان ما يحدث اليوم من هجمات عدوانية شعواء ضد الكرد شعبا وقيادة ليس الا في خدمة اعداء العراق، تهم باطلة منسوجة في عقل الفاسدين الذين عاشوا في البيئة الفاسدة ففسدوا وفسدوا كل ما كان حولهم ويريدن افساد ما بقي بعيدا عن بيئتهم الفاسدة . هؤلاء يصرخون ويبكون على العراق وكأنهم كانوا ملائكة الرحمن خلال ثلاث عقود ونصف من حكمهم الذي ينادون بالعودة اليها ، نسوا او تناسوا ان افكارهم القومية العنصرية لم تكن ولن تكون الا المناداة لعودة الدكتاتورية والمركزية المقيتة وسيطرة الحزب الواحد ، بل مجموعة من القتلة واللصوص وتشكيل النظام الاستبدادي لتكملة ما كانوا عليه من قتل وتدميرمدن بكاملها وللعودة لاستعمال الاسلحة المحرمة ولاضافة مقابر جماعية جديدة الى سجلاتهم المليئة بالارهاب ، وانفلة القوميات وجعلها وقودا لسياساتهم المتخلفة البعيدة عن الركب الحضاري
#شهاب_رستم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما بعد الموافقة على الاتفاقية
-
ماذا بعد فوز الرجل الاسود في السباق الى البيت الابيض
-
العملية السياسية في العراق الى اين ؟
-
تاريخ الاحزاب السياسية في النرويج
-
تاريخ الأحزاب السياسية في النرويج- الجزء 1
-
خمسة في زنزانة
-
تحية الى مهاباد قره داغي وقلمها الحر في يوم المرأة العالمي
-
اللقلق
-
المادة 140 ما بين التطبيق والاقصاء
-
الوفد الكردي
-
الهارب من وجه العداله
-
و........الحبل على الجرار
-
كلام بلا كمرك
-
الزنزانة وحقوق النزيل
-
الاب
-
من شعر الشاعرة النرويجية انجر ياغورب
-
ونطح الصخرة
-
قصيدتان للشاعرة النرويجية انجر ياغورب
-
رئيس الوزراء في حارتنا
-
الشخير
المزيد.....
-
كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج
...
-
تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي
...
-
وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
-
مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. فما هي الخطوات المقبلة؟
...
-
ماذا بعد صدور مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت؟
-
العمال المغاربة الموسميون بأوروبا.. أحلام تقود لمتاهة الاتجا
...
-
الجزائر تستعجل المجموعة الدولية لتنفيذ قرار اعتقال نتنياهو و
...
-
فتح تثمن قرار المحكمة الجنائية الدولية: خطوة نحو تصويب مسار
...
-
نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية الدولية إفلاس أخلاقي.. ويوم أ
...
-
السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغا
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|