أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - خواطر في المسالة القبطية















المزيد.....

خواطر في المسالة القبطية


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2487 - 2008 / 12 / 6 - 06:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم تكن الاعتداءات على الأقباط ومهاجمة كنيستهم بعين شمس هي الأولى ولن تكون الأخيرة في مسلسل الاعتداءات العنصرية ضد الأقباط فهذه حرب استنزاف مستمرة بدأت منذ فترة طويلة ولا نعرف متى ستنتهي فهذه الاعتداءات ستستمر لسبب هام جدا وهو إن هذه الاعتداءات أصبحت اعتداءات من العامة .
فإذا تأملنا الاعتداءات الأخيرة على الأقباط من عين شمس بالقاهرة إلى بمها بالعياط جيزة إلى الطيبة بسمالوط المنيا إلى العديسات بالأقصر إلى محرم بك بالإسكندرية اى من أقصى شمال الجمهورية إلى أقصى جنوبها لا فرق بين ريف وحضر أو شمال وجنوب ..إذا تأملنا كل هذه الاعتداءات نجد إن العامل المشترك فيها هو إن القائمين بهذه الاعتداءات هم في غالب الأحيان عامة الناس من المسلمين جيران الأقباط وكما كتبت في مقالة سابقة بعنوان "الأقباط بين مطرقة الحكومة وسندان التطرف الشعبي" وأوضحت فيها كيف إن القبطي الذي كان يخشى من أعضاء الجماعات الإسلامية المتطرفة الهاربين في الجبال أو في زراعات القصب والذرة في الصعيد أو المسيطرين على بعض المساجد.. أصبح هذا القبطي الآن يخشى من جاره المسلم الذي يقابله ويلقى عليه التحية صباح ومساء وذلك بعد إن مارست الدولة سياسة تطريف الجميع بسماحها للمتاسلمين ودعاة الدولة الدينية بالسيطرة على الشارع وعلى جميع وسائل الثقافة والإعلام فأصبح الطفل المسلم منذ صغره يشب وبتريى على قناعات وأفكار تقول له بان المسيحي كافر ولا يصح التعامل معه .
وبعد إن كنا نرى في السابق الجار المسلم يجير جاره القبطي ويقف إلى جواره ويدافع عن ماله وعرضه في حال تعرضه لاى ظلم أو اعتداء أصبحنا نرى الآن هذا الجار المسلم في غالب الأحيان يتحين الفرصة للاعتداء على مال هذا القبطي أو على عرضه وشرفه والكثير من حالات خطف القبطيات نجد أن المسئول الرئيسي فيها هو هذا الجار المسلم بعد ان تسمم بالدعاية التي تقول له أن أموال ونساء النصارى حلال للمسلمين .
كل ما سيق يذكرني بالوضع الذي كان فيه السود الأمريكيين سابقا حيث كانوا أيضا واقعين بين مطرقة القوانين العنصرية وبين سندان التطرف الشعبي من البيض الذين رفضوا إعطائهم حقوقهم حتى بعد إبطال قوانين التفرقة العنصرية لولا وجود رؤساء محترمين صمموا على احترام القانون وعلى تنفيذه بحذافيره حتى ضد رغبة الأغلبية التي انتخبتهم وتعالوا نلقى نظرة سريعة على الاتى :
1 إن نشاط السود وخصوصا نشاط رجل مثل مارتن لوثر كنج السلمي الذي بدا بمقاطعة السود لوسائل النقل العام قد اثبت نجاحه الفائق بالحصول على حقوق السود كاملة والمتأمل في رسالة مارتن لوثر يجد أنها قد تكون نبراس لنا كأقباط ومن أقواله حول المقاومة السلمية :
- قد يعتقد البعض أن هذه طريقة الجبناء، بل هي وسيلة للمقاومة غير العنيفة لمواجهة الشر؛ فنحن نعارض العنف؛ فكيف يكون وسيلتنا للمطالبة بحقنا؟ إن العنف الجسدي يولد الكراهية، ويعمل على استمرارها لا إنهائها، وتستمر سلسلة العنف دون جدوى، بينما إذا اعتمدنا على العقل والمشاعر الإنسانية في محاولة إقناع الخصم بأنه مخطئ، فيساعد هذا على مخاطبته إنسانيا لا هجائيا؛ مما يجعلنا نتواصل روحانيا؛ فقد تكون هذه الطريقة سلبية جسديا، ولكنها فعالة روحانيا.
- إن المعارضة السلمية لا تسعى إلى هزيمة أو إذلال الخصم، إنما تحاول أن تكسبه كصديق؛ لذلك فان المقاطعة وعدم التعاون هما من الوسائل السلمية للاعتراض لإحراج الخصم، وإيقاظ إحساسه بالخجل كإنسان
- نحن لا نكره البيض فهم بشر مثلنا، إن ما نقاومه هو الشر وليس الأشخاص، إنما ما نسعى إليه هو هزيمة ذلك الشر وليس الإكثار من الضحايا؛ فالصراع ليس بين البيض والسود، وإنما بين العدل والظلم، إن النصر المحقق ليس للسود ضد البيض، وإنما انتصار الحق وهزيمة الظلم.
- إن ما يجب أن نستمع إليه دائما كلمات السيد المسيح تتردد عبر القرون "أحب أعداءك، واطلب الرحمة لمن يلعنونك، وادع الله لأولئك الذين يسيئون معاملتك".
إن ما أقصده من حب ليس ذلك الحب العاطفي؛ فمن الصعب أن يحب الإنسان شخصا يكرهه ويحقر منه، بل ذلك الحب الذي يعلو بالروح الإنسانية لقهر مشاعر البغض والعنف داخل الروح البشرية، فيجب علينا جميعا بيضا وسودا أن نعلو بذلك الإحساس لقطع سلسلة الكره، ولن يكون هذا إلا بإعلاء مشاعر الحب.
2 على إن مارتن لوثر والسود لم يكتفوا بالمقاطعة فقط بل عملوا على النضال من خلال كل الساحات الموجودة وخصوصا من خلال القضاء الامريكى حتى صدر قرار المحكمة العليا الذي أعلن أن الفصل العرقي ( التمييز العنصري) غير قانوني ولكن حتى هذا القرار والقرارات الأخرى اللاحقة له وجهت بالمقاومة من البيض خصوصا في الولايات الجنوبية وواجه الطلبة السود صعوبات كثيرة من زملائهم البيض الذين رفضوا دخولهم إلى مدارسهم ولم يقتصر الأمر على معارضة العامة لالتحاق السود بالمدارس والجامعات بل تعداه إلى بعض حكام الولايات الجنوبية كما حدث من حاكم ولاية اركنسو، أورفال فوبس الذي كان مؤيدا للبيض(أملا في إعادة انتخابه) في مدينة ليتل روك ضد تسعة من الطلبة السود صمموا على مواجهة كل التحديات من اجل كسر الطوق العنصري .
3 لم ينجح نضال السود لولا تدخل اعلي رأس في البلاد واستخدام سلطاته التي منحها له الدستور فقد قام الرئيس الامريكى دوايت آيزنهاور الذي كان رجلاً أقسم على دعم القانون قام في 24 أيلول/سبتمبر بإرسال 1200 عنصر من الفرقة المجوقلة 101، فرقة "النسور الصارخة"، من فورت كامبل، بولاية كنتكي، إلى مدينة ليتل روك. وفي اليوم التالي، رافق عناصر الفرقة التلاميذ السود إلى المدرسة وقاموا بحمايتهم في الردهات وتكرر هذا الأمر ثانية حيث قام الرئيس جون ف. كندي بإرسال القوات المسلحة مرة أخرى في العام 1962 لفرض تطبيق قرار أصدرته محكمة فدرالية نص على أنه يتعين على جامعة مسيسبي قبول الطالب جيمز ميريدث، وهو محارب قديم في سلاح الطيران الأميركي. وواجه شرطة فدراليون في العام 1963 حاكم ولاية ألاباما، جورج والاس، عندما منع طلبة سوداً من تسجيل أنفسهم في جامعة ألاباما ( بينما النظام المصري ترك الطلبة الأقباط فى السبعينات فريسة لطلاب الجماعات الإسلامية ولازال يتركهم وبترك عامة الأقباط فريسة للرعاع الآن ) .
4 سلاح المقاطعة وان كان لا يمثل كل شئ في نضالنا ضد ما يحدث لنا إلا انه سلاح هام ويجب استخدامه ولنتذكر كأقباط إن نسبتنا الآن في مصر اعلي من نسبة السود إلى البيض أيام نضالهم من اجل نوال حقوقهم . وانا هنا لا أقول بالمقاطعة التامة ولكن على الأقل المقاطعة الجزئية ضرورية في مواقف عديدة فمثلا عندما تقوم جريدة كالأهرام اوغيرها بنشر مقالات شخص مثل زغلول النجار يكفرنا ويتهكم على مقدساتنا وعلى عقيدتنا فان اقل شئ يمكن إن نفعله هو الامتناع عن شراء هذه الجريدة لمدة زمنية محددة أو حتى إلى إن تتوقف عن نشر هذا الهراء وهذا اقل القليل الذي يمكن أن نفعله من اجل أنفسنا ومن اجل قضيتنا .
5 رغم حالة التشابه بين حال الأقباط المصريين الآن وبين حال السود الأمريكيين سابقا في أن الاثنين انتهكت حقوقهما واستبعدا بسبب الدين أو اللون إلا هناك فرق كبير بين الحالتين ففي الولايات المتحدة كانت التفرقة العنصرية مقننة ومعلنة وهذا ما سهل للسود هناك مواجهة قوانين التفرقة العنصرية واللجوء إلى المحاكم العليا والاتحادية من اجل إبطال هذه المادة أو تلك وكذلك سهل لهم فضح نظام التفرقة العنصرية في كل مكان ولكن في حالة الأقباط الأمر مختلف تماما حيث أن الاضطهاد الذي يعانيه الأقباط غير مقنن وغير معلن فالدستور المصري وبعيدا عن المادة الثانية يكفل المساواة بين جميع المواطنين وهذا مما يصعب الأمور على الأقباط حيث أنهم قي سعيهم للوقوف ضد هذا الاضطهاد يتحركون وكأنهم يطاردون أشباحا فكل ممارسات الاضطهاد غير مقننة ولا يستطيع الأقباط في غالب الأحيان توثيقها وإثباتها بصورة رسمية لان أجهزة الدولة المختلفة تعمل على طمس أدلة الإدانة في كل الجرائم الموجهة ضد الأقباط .
6 حلم السود الأمريكيين المتمثل في مقولة مارتن لوثر " لديّ حلم أنه في يوم من الأيام أنّ أطفالي الأربعة سوف يعيشون في يوم من الأيام في دولة لن تعاملهم بلون جلدهم لكنّ بمحتويات شخصيّتهم.. " تحقق إلى حد كبير بوصول باراك اوباما كأول رجل اسود إلى منصب رئيس اقوي دولة على وجه الكرة الأرضية فهل من الممكن إن تتحقق أحلام الأقباط في العدالة والمساواة كما تحققت أحلام السود الامريكين ؟
أقول في النهاية أن الأقباط في مصر مضطهدون وحقوقهم منتهكة في جميع مجالات الحياة ولا حل لهذا كله إلا بنضالهم على كافة الأصعدة بمحاولة كسب أصدقاء لقضيتنا العادلة من كتاب واعلامببن وسياسيين داخل مصر وخارجها, وبالمقاطعة تارة وفضح النظام تارة وبتوثيق الاعتداءات التي تقع ضد الأقباط في كل الحالات حتى يكون كلامهم عن الاضطهاد الذي يتعرضون له موثق بالأدلة والبراهين وبالإضافة إلى هذا النضال فانه لابد من توفر رجال شرفاء من كبار المسئولين في الدولة يستطيعون أن يقفوا في وجه الأغلبية المسلمة ويقولوا لهم كفى ظلما للأقباط وأقول لمبارك هل ستفعلها وتستخدم سلطاتك التي منحها لك الدستور وتقوم بحماية الأقباط وإعطائهم كافة حقوقهم المهدرة ؟
وهل ستفعلها وتخطو هذه الخطوة التي سيذكرك بها التاريخ والتي ستكون ليس لصالح أقباط مصر فقط بل لصالح المصريين جميعا؟
أنا أظن إنك لن تفعل هذا أبدا ولكنى أدعو الله من كل قلبي إن يكذب هذا الظن .
مجدي جورج



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحاد المنظمات القبطية الأوربية (المغالطات والأكاذيب المثارة ...
- بارك اوباما رئيسا للولايات المتحدة
- الإفراج عن السياح الأوربيين وفضائح مصرية بالجملة
- حمدي رزق ورواية تيس عزازيل
- القبض على هشام طلعت مصطفى إمبراطور العقارات في مصر
- الاعتذار الايطالي لليبيا ملاحظات ودروس مستفادة
- مبارك وسياسة الهاء الشعب ونتائج بعثة بكين استقيلوا يرحمكم ال ...
- بشار الأسد والاصطياد في الماء العكر
- دولة فسادستان ومحافظ مطروح الهمام
- هنيبعل القذافى الاسم والفعل والأزمة
- التظاهرة القبطية بباريس
- التغييرفى أمريكا والتغيير في مصر
- الرشاوى الانتخابية واستقالة اولمرت الوشيكة
- الاتفاق اللبناني وأسباب نجاح المبادرة القطرية
- في انقلاب حزب الله :جفت الأقلام وطويت الصحف
- نظام فقد عقله ونواب مجلس شعب يمثلون النظام ولا يمثلون الشعب
- إضراب 4مايو : بين ذعر النظام وفتوى يوسف البدرى وانتهازية الأ ...
- من الصعب أن تعيش قبطيا في مصر
- لكل وقاحة حد تنتهي عنده إلا وقاحة القذافى فهي بلا حدود
- لكل وقاحة حد تنتهي عنده إلا وقاحة العقيد القذافى فهي بلا حدو ...


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - خواطر في المسالة القبطية