أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أبو مسلم الحيدر - لضمان مستقبل الأمة العراقية (1) الحد من سوريا - البعث - مركزاً للتآمر على الشعب العراقي؟















المزيد.....

لضمان مستقبل الأمة العراقية (1) الحد من سوريا - البعث - مركزاً للتآمر على الشعب العراقي؟


أبو مسلم الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 766 - 2004 / 3 / 7 - 09:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في هذه المقالة المقتضبة، لا اريد الدخول في تفاصيل تاريخ "حزب البعث" ولا بيان سلوك قياداته – في سوريا أو العراق- ولكني ببساطة شديدة أريد أن أوضح الأسباب التي تدفع بقيادة " البعث" السورية الى التدخل المستمر في الشأن العراقي وأن أطرح حلاً ً- قد يكون الوحيد- لأنقاذ ابناء الأمة العراقية من هذا التدخل.
إن تدخل "البعث السوري" في العراق- في التاريخ الحديث- كان واضحا وجليا وله تأثيرات سلبية على مسيرة امتنا العراقية لبناء مستقبلها المنشود ولا زال هذا التأثير مستمرا وواضحاً وضوحاً جليا يكاد لا يخفى عن كل عين، وهو تدخل ليست الغاية منه مساعدة أبناء العراق على بناء وطنهم وبالطريقة التي يجدونها مناسبة لهم ولكن الغاية منه هو جعل العراق منطقة دائمة التوتر سياسياً واجتماعياً وذلك لأن عدم الأستقرار هذا سيعود بالنفع الأكيد على " البعث السوري "( وليس ابناء الأمة السورية الذين لازلوا يقاسون من الأرهاب والضلم تحت "سلطة البعث").
من الأدلة التاريخية – التي هي كثيرة جداً- على هذا الأتجاه البعثي المتأصل :

1- الحضور المباغت لعفلق وبطانته المجرمة بحق الشعب العراقي وكافة شعوب المنطقة- ومنها الشعب السوري- مباشرة وبعد كل تغير في السلطة العراقية وذلك لأذكاء روح الأنتقام والقتل الفردي والجماعي لأبناء العراق وتصفية نخبه الفكرية والسياسية والأجتماعية. فقد قدم عفلق الى بغداد بغتة وبدون إخبار السلطات العراقية في تموز عام 1958 بعد الأطاحة بالنضام الملكي وأشعلها حرباً دموية بين الناصريين والبعثيين من جهة والشيوعيين والوطنيين من الجهة الأخرى، وهذا ما فعله في شباط عام 1963 عند الأطاحة بنظام عبد الكريم قاسم حيث كان هوالموجه الرئيسي وصانع المبررات لعمليات القتل الجماعي ودفن الأحياء بالجملة وكان بيان 13 السيء الصيت، وقد جاء أيضاً وبنفس الطريقة – هو والأعضاء البارزون في عصابته- عند انقلاب عارف على "علي صالح السعدي" والحرس القومي في تشرين أول من نفس العام ليشعلها حرباً ضروساً كانت هذه المرة بين حلفاء الأمس (بين الناصريين من جهة والبعثيين من جهة ثانية) وبعد تسلم العفالقة للحكم في العراق في تموز 1968 قدم الى بغداد ليقيم فيها (لحين موته) وليكون المهندس الأقدم في عمليات الأرهاب البعثي- العفلقي وأشعال روح الطائفية والعنصرية بين أبناء الأمة العراقية الواحدة وتفكيك البنية الأجتماعي وأشاعة اللا أستقرار السياسي والأجتماعي والفكري.
2- الأيواء المستمر للمجرمين بحق ابناء الأمة العراقية وتوفير الأجواء الآمنة والحياة المترفة لهم كضيوف على حزب عفلق (ومن بعده الأسد) بعد هربهم من الحكم العادل الذي يصدر على جرائم اقترفوها مثل أيواء صدام حسين وعلي صالح السعدي وآخرين بعد جريمة محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم عام 1960 وقتل عدد من الناس الأبرياء في شارع الرشيد ثم أيوائهم لمنمذر الونداوي قائد الحرس القومي في عام 1963 الذي كان أول من ادخل الى العراق اسلوب القتل بالجملة ودفن الأحياء (وبمباركة عفلقية). والآن فقد جعل"البعثيون الأسديون" دمشق ملجئاً أمناً لأزلام العهد الصدامي المدحور ووفروا لهم كل سبل الراحة بالرغم من مطالبة الشعب العراقي بهم لمحاكمتهم على جرائمهم التي يندى لها جبين كل شريف على وجه المعمورة.
3- السماح للمجرمين والقتلة بالعبور الى العراق عبر الأراضي السورية وتجهيزهم بالسلاح والعتاد كما حصل في حركة الشواف عام 1960 وكما هو حاصل الآن بمساعدة القتلة والمجرمين والطائفيين من أفراد القاعدة وفلول حزب البعث العفلقي الصدامي حيث سوريا هي المعبر الآمن لهم والمجهز الرئيسي لهم بالسلاح والعتاد.
4- إن إيواء سوريا البعث "الأسد-طلاس" لبعض مجاميع وفصائل المعارضة العراقية الوطنية لنظام "عفلق- صدام " لم تكن الغاية منه هو لمساعدة أبناء الأمة العراقية على التحرر والأنعتاق من الحكم الأرهابي-الطغياني وإنما هو لبث الفرقة وأشعال التناحر والتحارب بينها وذلك بتقريب بعض المجاميع على أساس طائفي تارة او على أساس قومي تارة أخرى معتمدا على حسابات بعيدة المدى الغرض منها اذكاء روح التصارع بين هذه المجاميع بعد زوال نظام الأجرام الصدامي( والذي كان الجميع متفقون على إنه زائل لامحالة) وما سيخلفه هذا التناحر من إشاعة أجواء عدم الأستقرار السياسي والأجتماعي في عراق ما بعد البعث وصدام.

والآن... ما حاجة البعث السوري الى إشاعة عدم الأستقرار في العراق؟
الجواب بسيط جداً ولكنه بحاجة الى مقدمة بسيطة.
إن حزب عفلق –الأسد هو نفسه حزب عفلق – صدام فالأفكار هي نفس الأفكار وطرق التفكير مكتسبة من نفس المدرسة العفلقية الشوفينية. إذا المبدأ واحد " البعث" والمدرسة السلوكية واحدة"العفلقية". ومبدأ البعث هو مبدأ شوفيني –قومي –عنصري ينظر الى قومية واحدة على إنها سيدة القوميات والأمم ودمها أقدس الدماء (فدم البعثي – الصدامي طاهر لهذا استخدمه المجرم المدحور صدام لكتابة القرآن الكريم) وهم وحدهم من حقهم القيادة والريادة فمدرستهم الفلسفية هي نفس المدرسة الفلسفية التي اعتمدها هتلر. أما آليات السلوك فواحدة ايضاً وتشمل:
1- لن يعيش على أرض العرب الا العرب وعليه يجب تغيير قومية كل من هو غير عربي الى عربي (التذويب القومي أو الأبادة) وذلك باستخدام الترهيب والترغيب والقتل الفردي والجماعي (حلبجة والأنفال في العراق وقتل وإبادة اليزيديين والأكراد في سوريا).
2- الحكم باسم الطائفة الدينية الثانية من حيث العدد (العلوية في سوريا والسنة في العراق) وزرع الخوف في قلوب أبناء هذه الطائفة من الطائفة الأكثر عدداً(السنة في سوريا والشيعة في العراق) والأيحاء لهم بأن وجودهم سوف لن يكون من غير وجود هذا الحكم وإن عليهم السيطرة على أبناء الطوائف الأخرى (الصغيرة والكبيرة) حتى بإستخدام النار والحديد والابادة الجماعية لو أقتضت الضرورة(حمص وحماه في سوريا ومذابح النجف وكربلاء 1973 ووسط وجنوب العراق 1991) وإلا فالفناء مصيرهم( وهذا ما نرى آثاره جلية الآن في الوضع العراقي الجديد).
3- تفكيك الكيانات الأجتماعية وصولا الى العائلة وزرع روح عدم الثقة بين افراد المجتمع وحتى بين أفراد العائلة الواحدة.
4- قتل وتشريد الكفاءآت العلمية والأجتماعية والدينية والسياسية لأبقاء الساحة خالية من المنافسة وإشاعة الفراغ في المجتمع.
5- إنشاء العدد الكبير من الأجهزة الأمنية والأرهابية للمحافظة على السلطة، فالسلطة هي الأساس.
6- قتل وابعاد العسكريين الحقيقيين وإنشاء جيش جديد (عقائدي) يخضع تماماً للسيطرة البعثية.
7- العمل بجد ومثابرة على إبقاء ما يسمونه "قضية العرب المركزية-فلسطين" كقضية متجددة وذلك بالعمل الجاد على اشعال الفتنة الأقليمية باسم القضية وبذل كل الجهود لأفشال أي عملية للوصول الى حل سلمي للقضية وإستغلال هذه القضية لعسكرة الشعب(جيش القدس في العراق وعسكرة المدارس في سوريا) وإشغاله بها عن التفكير في ما ينفعه أو في طبيعة الحكم واستخدامها ذريعة للقضاء على الخصوم.
8- أشعال الحروب المحلية (سوريا مع الأردن وفي لبنان والعراق مع أيران وغزو الكويت) وذلك لديمومة حكمهم وإيجاد الذرائع في امعان القبضة الحديدية على أبناء الشعب.
9- عزل الشعب عزلا تاما عن شعوب العالم الأخرى ومنع التواصل معها (منع أجهزة التلفاز القمرية-الستلايت-ومنع الأنترنيت والرقابة المشددة على الأتصالات الهاتفية-التلفون-) وذلك لضمان أستمرار السيطرة عليه.
10-تشويه وتزوير التاريخ ( اعادة كتابة التاريخ في سوريا والعراق) وصياغته صياغة جديدة تخدم أستمرارهم في فرض القبضة الحديدية وذلك بأشاعة روحية حكم الفرد وتركيز السلطات جميعها بيد قائدالضرورة التاريخية.

من هذه المقدمة نلاحظ إن أي تغيير في العراق يؤدي الى تحرر الأمة العراقية من تلك القيود والفروض والأنظمة التي فرضها عليها نظام البعث سيؤدي وبشكل مباشر الى التأثير الأيجابي على أبناء الأمة السورية وقد يؤدي بهم الى الأطاحة بالنظام البعثي هناك. والبعثيون في سوريا (كما هم في العراق) يدركون جيدا إن الأستقرار الأمني والاجتماعي والسياسي سيؤدي الى العيش الهانيء المستقر والتطور السريع من أجل اللحاق بركب الحضارة العالمية وهذا ما لا يريده البعث السوري لأنه سيؤدي حتما الى خسارته السلطة هناك حيث سيتحرك أبناء الأمة السورية وينتقمون من جلاديهم كما فعل أبناء الأمة العراقية.
هناك أيضاً سبب آخر يدفع بقيادة البعث السورية الى أيواء المجرمين من بعث العراق وتوفير الحماية لهم وكذلك فتح حدودها أمام الأرهابيين بل والمساعدة في تجنيدهم لأشاعة اللاأمن واللاإستقرار في أرض العراق ألا وهو طمع البعث السوري في السيطرة على تنظيمات البعث في البلدان العربية الأخرى (كاليمن وموريتانيا والسودان والأردن وغيرها من البلدان) والتي كان قد عمل على إنشائها وتطويرها البعث العراقي بإنفاقه المليارات من الدولارات (التي كان يسرقها من أفواه الأطفال العراقيين). فالبعث السوري عندما يؤوي المجرمين ويفتح الحدود للأرهابيين يثبت لهؤلاء العفالقة إنه هو الوريث الشرعي للقيادة الصدامية المجرمة، علما بان البعثيين في كل مكان واينما حلّو يمثلون اللبنة الأولى لأنشاء "جمهورية الخوف" على منهج صدام-عفلق-الأسد.
هل سيستمر هذا المنهج الأجرامي في توفير آلة اللاإستقرار في العراق والى متى؟ والجواب نعم سيستمر ويستمر صعوداً وهبوطاً حسب الضروف، أذا ما هو الحل؟
لا أظن بوجود حل الا حلا واحدا ألا وهو العمل على جعل قانون "إجتثاث البعث"( الذي باركته جماهير الأمة العراقية) قانوناً أقليمياً يشمل كل المنطقة لمحاربة الأفكار الشوفينية والعنصرية والطائفية البغيضة وإسعاد أبناء الأمة السورية وإنقاذ أبناء أمم المنطقة من شرور البعث العفلقي وأفكارة المريضة وأساليبه القذرة ومنحهم الفرصة للحق ركب العالم الذي سبقنا مراحل ومراحل. " إجتثاث البعث" هو العلاج والحل لأستقرار المنطقة.



#أبو_مسلم_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى نضال حمد.... من هم بنات آوى؟


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أبو مسلم الحيدر - لضمان مستقبل الأمة العراقية (1) الحد من سوريا - البعث - مركزاً للتآمر على الشعب العراقي؟