أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابراهيم علاء الدين - من اين ستنطلق الشرارة ..؟؟














المزيد.....

من اين ستنطلق الشرارة ..؟؟


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 10:03
المحور: حقوق الانسان
    


تفيد الاحصاءات الرسمية لمؤسسات دولية ومحلية ان معدلات الفقر في العالم العربي تتصاعد بحدة .. مع الانهيارات المتواصلة في صفوف الطبقة الوسطى. التي هي الاكثر تأثرا بالازمة المالية العالمية .. والتي اغلقت العديد من المنافذ والنوافذ التي كانت تحاول اقتحامها لتحسين اوضاعها المعيشية، فاذ بها تفقد كل او جزء كبيرا من مدخراتها وثرواتها رغم محدوديتها.

وقد يظن البعض ان الخسائر الفادحة في اسواق المال العربية اقتصرت على اصحاب الثروات الضخمة . وشركات الرساميل الكبيرة .. فترى البعض من ابناء الطبقتين الفقيرة والوسطى يردد شامتا عبارة "فخار يكسر بعضه". دون ان يدري ان هذا الفخار يتناثر في كل اتجاه ليصيب الملايين من الفقراء وابناء الطبقة الوسطى بجراح عميقة.

ففي البورصات الخليجية مثلا يستحوذ صغار المستثمرين وهم بالكامل من ابناء الطبقة الوسطى على نحو 20 بالمائة من اجمالي القيمة السوقية للشركات المسجلة في البورصات، وتتراوح استثمارات الواحد منهم ما بين 50 الى 100 الف دولار.، ومع الهبوط الحاد الذي وصل في بعض الاسواق الى قرابة 60 بالمائة .. فقد هؤلاء ثرواتهم "وتحويشة عمرهم" والاشد بلوى ان الكثير منهم جاءت اموالهم التي استثمروها في البورصات من خلال قروض مصرفية وبفائدة مرتفعة، وباتوا الان امام امرين .. اما تسديد القروض من رواتبهم فيفقدوا اكثر من نصفها ويقعوا تحت طائل متطلبات الحياة المعيشية، واما التوقف عن السداد فيصبح مطلوبا للقضاء وقد يواجه السجن.

وفي الاردن مثلا انهار ما كانت تسمى شركات البورصة العالمية، وفقدت الطبقة الوسطى الاردنية مئات الملايين من الدولارات، هي حصيلة مدخراتها على مدار عمرها، وفي سؤال لأحد الاصدقاء في الاردن حول طقوس عيد الاضحى هذا العام .. تساءل باستغراب .. أي عيد ..؟؟ واضاف لن يكون هناك عيد.. فاحوال الناس صعبة جدا بعد انهيار البورصات .. وقال "الناس فقدت اموالها على بساطتها ، والكثير منهم "مديونين" للبنوك.

ولم تقتصر الازمة المالية على من اقترب من الاسواق المالية، بل انعكس ذلك على ضعف التسوق بمناسبة العيد، ومن المعروف ان مناسبة العيد تعتبر موسما مهما جدا لتجار السلع الاستهلاكية ، وهم في الغالب افراد من الطبقة الوسطى، فالشكوى في اسواق العرب وبلا استثناء على كل شفة ولسان، حتى محلات الحلويات تشكو ضعف السوق، وفي نفس الوقت انخفضت اسعار الاراضي والمباني والسيارات والمواد الغذائية، ومع ذلك فالقوة الشرائية في ادنى مستوياتها.

واذا كان التراجع بالاسعار وخصوصا اسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية قد خفف نوعا ما من الضائقة المالية، الا ان ضعف الايرادات الناشئة عن ضعف المبيعات تلقي بثقلها على الطبقة الوسطى وتدفع باعداد كبيرة منها الى صفوف الطبقة الفقيرة.

وهذا التراجع والانهيارات في صفوف الطبقة الوسطى ينعكس بقوة على الطبقة الفقيرة وخصوصا العاملة منها، فمن المعروف اقتصاديا ان 80 بالمائة من الاعمال المتاحة امام الطبقة العاملة في الدول المتخلفة او النامية توفرها الطبقة الوسطى، وعندما تتراجع القدرة المالية للطبقة الوسطى فان الطبقة العاملة سوف تتاثر بقوة وتزداد اوضاعها صعوبة وقسوة.

ان تفاقم هذه الاوضاع تنذر بامكانية حدوث متغيرات دراماتيكية .. وتوقعات بحدوث حراك سياسي اجتماعي .. سيظل ذو طابع احتجاجي نظرا لضعف القوى السياسية الجماهيرية التي لن تستطيع كما حدث في مرات عديدة من التقاط اللحظة التاريخية لفرض تغييرات في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

المنطقة كلها تقريبا باستثناء الدول النفطية تجلس على مرجل يغلي .. ولا احد يعلم من اين ستنطلق الشرارة الاولى. وهل تكون من مصر ام المغرب ام من لبنان ؟؟ الشعب اليمني سبق الجميع بتحركات احتجاجية لكنها وئدت ولم تتجاوز نطاقها الضيق .. في غزة رغم القهر والفقر والجوع وفقدان ابسط مقومات الحياة .. لكن الامور لم تخرج عن نطاق المناشدة .. وما زالت الجماهير غائبة الا من شكوى بؤس حالها، والقوى السياسية تلقي بالمسؤولية على من هم خارج الحدود.
في لبنان الفقر يشمل اكثر من نصف السكان واصبح الاستثمار السياسي يشكل مصدرا رئيسيا لتوفير القوت اليومي .. ومن هم خارج نطاق الاحزاب السياسية يواجهوا صعوبات بالغة، وفي الجزائر البطالة تجاوزت 25 بالمائة ، وفي العراق حدث ولا حرج ، اما في السودان فالامور ماساوية، وكذا الامر في موريتانيا.

وهذا يفرض على حكومات المنطقة ان تولي اهتماما كبيرا بحال غالبية السكان وليس فقط بايجاد حلول وتوفير مليارات الدولارات لمساعدة الطبقة الثرية على البقاء ثرية، ان الخلل اذا ما اتسع في صفوف الطبقة الوسطى سوف يصعب معالجته بحلول اصلاحية، ان المسؤولية الوطنية تفرض على حكومات العرب تغيير سياساتها وبرامجها وقوانينها المسخرة لخدمة الطبقة الثرية، يجب ان يكون هناك وزنا مهما ورئيسيا للاقتصاد الاجتماعي، الذي ياخذ بعين الاعتبار تقديم كل اشكال المساعدة والعون لتوسيع ميدان الاعمال الوسيطه وتوفير الحماية للطبقة الوسطى باعتبارها تشكل مركز التوازن في المجتمع وهي المحرك الرئيسي لكل النشاطات التي تجري فيه.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة الحاج عطية للقضاء على مشكلة العنوسة
- هيلاري وجانيت وسوزان .. والعقل الناقص للمرأة المسلمة
- كيف أصبحت السيدة -يسرى- صاحبة عمارة
- المرأة .. والرصيف .. والقهر الشرقي
- فاطمة .. انا سورية .. وأفتخر ..
- متى يتوقف عبث النظام السوري
- فاطمة .. وساعتها الرولكس .. وفقراء غزة
- تصريحات موتورة لن تحول دون اقامة الدولة الوطنية الديمقراطية
- احتلال امريكي لثلاث سنوات... ام احتلال ايراني لثلاثين سنة
- استراحة الجمعة .. العلم يعيد الحياة للانسان بعد الموت .. فال ...
- ماذا تريدون .. دولة وطنية ديمقراطية أم دينية استبدادية
- صواريخ حماس العبثية تحاصر فقراء غزة
- متابعة لمقال حوار مع سيدة سورية في صالة الترانزيت
- حوار مع سيدة سورية في صالة الترانزيت
- مؤتمر حوار الاديان يمهد لصدام قادم بين الحكومات العربية وجما ...
- يجب هزيمة المشروع السياسي الديني لحركة حماس
- الدكتور بن حميش يهدد ويتوعد العلمانيين
- محاربة الظلاميين وحوارات الاديان
- نعم يا قاهرة ليكن الحوار بمن حضر ..
- مطلوب موقف تاريخي من اليسار الفلسطيني .. اما المصالحة .. أو ...


المزيد.....




- بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث ...
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال ...
- هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟ ...
- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
- كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
- حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- 133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابراهيم علاء الدين - من اين ستنطلق الشرارة ..؟؟