أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جاسم الحلفي - عراقيون تحت مستوى الفقر!














المزيد.....

عراقيون تحت مستوى الفقر!


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 10:04
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


" ما مر عام والعراق ليس فيه جوع" عبر ولا زال يعبر ما قاله الشاعر بدر شاكر السياب رغم رحيله، في هذا البيت من الشعر، عن أوجاع الفقر التي لا تكاد تغادر حياة العراقيين، في كل الأزمنة والأحوال.

رغم الحديث المتكرر عن حاجة الفئات الضعيفة في المجتمع وأهمية مراعاتها، وضرورة دعمها، فان هناك معطيات إحصائية عن حجم الفقر وآثاره، تدعو إلى القلق. فالمسح المدعوم من برنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة "WFP" عن العوز والفاقة التي يعيشها ملايين العراقيين، يدعو إلى التحرك العاجل لوضع معالجات هادفة. لقد تبين من هذا المسح ان هناك 990 ألف عراقي يعيشون حاليا تحت خط الفقر، وأن النسبة الأكبر من بينهم تتركز في المناطق الريفية. وبغض النظر عن حدود العينة التي تم اعتمادها، ومدى تضمينها لجوانب الخدمات الأساسية، لكنها تؤشر، في كل الأحوال، إلى خطورة المشكلة التي لا بد للحكومة العراقية من النظر إليها بمسؤولية، خاصة وان المسح أظهر "أن 24 % من سكان العراق يعيشون في حالة فقر في مختلف المجالات، وان اكبر نسبة من فقراء العراق هم من محافظة المثنى، حيث بلغت نسبتهم 49% من سكانها ".

ولا بد من الإشارة إلى ان تلك النسب والأرقام لا تشكل أي مفاجأة للمتابع الميداني، لان العوز والفاقة التي يعيش في كنفها سكان الريف معروفة للجميع. فهم يعانون من الجفاف، فضلا عن صعوباتهم الحياتية التي لا حد لها واعتمادهم أساسا على مفردات البطاقة التموينية، هذا ان وصلت إليهم كاملة، وبأوقاتها، وغير مغشوشة. كما إنهم يعتمدون أيضا على إنتاجهم الزراعي، وهو رغم شحته لا يستطيع منافسة المستورد لعدم وجود الحماية والدعم.

لم يكن سكان الريف وحدهم من تحاصرهم آفة الحاجة وضيق اليد، بل كذلك أبناء المدن، كما هو الواقع الصعب الذي يعيشه سكان المدن الهامشية، المنتشرة في اغلب ضواحي المحافظات. ففي هذه الأماكن تعشعش مختلف الأمراض بسبب نقص الخدمات وانعدامها، وعدم وجود مراكز صحية، ونقص المدارس، وانقطاعات التيار الكهربائي المستمرة، فضلا عن المطالبة بالماء الصلح للشرب.

ولا يأتي المرء بجديد حينما يقول أن ما ينتجه الفقر من أزمات ذات إبعاد اجتماعية وسياسية واقتصادية مكلفة، تهدد استقرار البلد وتعيق تقدمه. غير أن مشكلة الفقر في العراق اليوم، حيث يمر بظروف بالغة التعقيد والتشابك والخطورة في آن، تشكل تهديدا مقلقا على جميع الأصعدة. ويرتبط الفقر بمشكلة كبيرة أخرى هي البطالة وما تتركه من آثار خطيرة على حياة الشباب. ففي مسعى البحث عن فرصة عمل يضطر " المحضوض" منهم إلى دفع مبالغ تعادل ما يقارب ثلاث رواتب كاملة، حتى يحصل على فرصة عمل. ولكن السؤال: من أين هذا المبلغ لمن لا يتجاوز دخله الشهري 78 ألف دينار، وهو حد مستوى حد الفقر في العراق كما حدده المسح، ان "يشتري" فرصة عمل!.

رغم سعة الحديث عن الإعمار والتنمية، ونصرة الجائعين ورفع الحيف عن المعوزين، وتشغيل العاطلين، ودعم الفلاحين، وبناء المعامل والمصانع وتعبيد الطرقات وتشييد البنايات من جانب. ومن جانب آخر فانه ورغم تخصيصات البطاقة التموينية وشبكة الحماية الاجتماعية، فان مشكلة الفقر ما زالت تشكل عنوانا كبيرا من عناوين الأزمة في العراق.

ان معالجة مشكلة الفقر في العراق، ممكنة لكن عبر تبني إستراتيجية اقتصادية تأخذ بالاعتبار القضاء على الفقر والبطالة، وتعمل على رفع المستوى المعيشي للسكان، وبناء اقتصاد متنوع، يعتمد على الزراعة والصناعة والسياحة، وفق دراسة واقعية ومسئولة، تأخذ موارد واقتصاديات العراق وإمكانياته في الحسبان، وهذا ما يجب التركيز عليه عند مناقشة ميزانية عام 2009.

كما ان هناك ضرورة لإقرار قانون للضمان الاجتماعي كما في البلدان التي يحترم فيها الإنسان، يؤمن لكل شيخ او عاطل او أرملة او يتيم حياة لائقة يعيشونها بكرامة.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحة مرتزقة -بلاك ووتر- الجديدة
- مدنٌ ظُلمتْ وتتطلع إلى الإنصاف
- عطش الفاو ما أغربه!
- زيارة الى بقايا الهور
- مراكز استطلاعات الرأي: إتاحة المعلومة ام تزييفها
- إسناد مؤسسات الدولة مسؤولية وطنية
- رُسل التسامح في محنتهم الأخيرة
- يمكن للتضامن تحريك المطالب العادلة
- مشروع -كامل- للدولة المدنية
- هل يحق الاقتراع لمن لم يراجع سجل الناخبين؟
- المؤسسة العسكرية والتزامها الدستوري
- الأزمة بين المركز والإقليم وآفاق الحل
- الديمقراطيون ومهمة اشراك المواطن في الانتخابات
- القوى الديمقراطية والاستحقاق الانتخابي
- اهمية تحسين الاقبال على سجل الناخبين
- سجل الناخبين: تأجيل ام تحديث آخر
- كي لا تصادر اصواتنا
- الدار قبل الجار
- الديمقراطيون و انتخابات مجالس المحافظات
- حين افتقدنا الزعيم


المزيد.....




- السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت ...
- وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا ...
- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...
- أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
- أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
- قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
- السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب ...
- نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ...
- اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ ...
- تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جاسم الحلفي - عراقيون تحت مستوى الفقر!