|
ردا على الشيخ نعيم قاسم!
سعيد علم الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2485 - 2008 / 12 / 4 - 01:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أكد نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم لصحيفة "الديار"، 08.12.01، التالي: "ان مشروع الحزب هو الدولة العادلة والقادرة كما انه ملتزم اتفاق الطائف". قبل أن أدحض كلام نائب الامين العام قاسم وأعريه على حقيقته، سأترك العنان للامين العام حسن نصر الله ليدحضه هو بنفسه. ففي 2006/01/17 قال نصر الله كلاما خطيرا جدا، انقلب به على اتفاق الطائف، وعلى الدستور وعلى الشرعية وعلى الدولة اللبنانية وشعبها وشعوبها، رافضا وباختصار قيام الدولة العادلة والقادرة. وذلك اثناء استقباله لوفد المجلس الوطني للإعلام برئاسة عبدالهادي محفوظ الذي نقل عنه: "ان حزب الله يمكن ان يتحمل اي شيء إلا الحديث عن قدس الاقداس اي سلاح المقاومة الذي يعتبر بمثابة المس بالشرف والكرامة والعرض". إن من يعتبر أن السلاح قدس الأقداس يكون قد انقلب نهائيا على الدولة الشرعية، أي على اتفاق الطائف الدستوري الذي أنهى الحرب بين اللبنانيين، وأدى إلى إنهاء سلطة الدويلات وتسليم أسلحتها للجيش الوطني وانضمام عناصرها للدولة القادرة والضامنة لحقوق الجميع. وإلا فكيف ستقوم الدولة العادلة والقادرة ببسط سلطتها الشرعية على أراضيها يا شيخ نعيم، وبوجهها سلاحٌ ثقيلٌ، مرتبطٌ بالخارجِ، وقادرٌ على اشعال الحروب الكارثية والفتن الداخلية، ويفرضُ نفسه عليها ليس كأمرٍ واقعٍ فقط، بل وكقدس الأقداس أيضا؟ أهل هذا هو مشروع الحزب الذي تتحدث عنه في قيام الدولة اللبنانية العادلة والقادرة؟ أم هو مشروع الحزب في فرض الدويلة المذهبية المقدسة والمهيمنة على الدولة المنهكة والمخترقة والمغلوبة؟ ومن هنا فمن يرفض بعد الطائف تسليم سلاحه للجيش، وانضمام عناصره للدولة، وبدل إنهاء دويلته، يقوم بتجييشها ضد المذاهب الأخرى، وتثبيتها رغم ارادة اللبنانيين، وتوسيع كيانها على حساب دولتهم، كي تبقى ضعيفة وهجينة ومغلوب على أمرها، كما يفعل حزب الله الآن، إنما يرفض قيام الدولة العادلة والقادرة. ولا عجب بعد ذلك خدمة لقدس الأقداس أن يحارب حزب الله الدولة اللبنانية بشراسة لكي لا تنهض، ويعتدي على اللبنانيين بدموية وهمجية كما حدث في 7 أيار، شالاًّ قرارها العسكري، فارضا على جيشها الوقوف على الحياد وعدم الدفاع عن شعبه الأعزل في وجه حملة السلاح المقدس! إن من يعتبر أن السلاح قدس الأقداس يصبح السلاح قضيته المقدسة الأولى ونقطة على السطر. وترخص عنده أمامها كل التضحيات والدماء والشهداء والقضايا ومصير الأوطان وما عدا ذلك تبقى مزايدات هدفها الاحتفاظ بالسلاح فقط لا غير. وتصبح قضيته الأساسية قضية سلاح فقط لا غير، وليست قضية تحرير الجنوب الذي تحرر، ولا تحرير الأسرى الذين تحرروا، ولا تحرير مزارع شبعا الغير مرسمة مع سوريا والممكن عودتها إلى السيادة اللبنانية بالمفاوضات كما تعمل سوريا على استعادة جولانها المحتل بالمفاوضات، ولا تحرير فلسطين من البحر الى النهر، ولا حتى تحرير القدس نفسها، ولا يهمه البتة قيام الدولة اللبنانية العادلة والقادرة والقوية، ولا التفكير بمستقبل الشعب اللبناني ومصير وطنه، وإنما تصبح قضيته فقط قضية سلاح مقدس مربوط بالشرف الرفيع الذي يراق على جوانبه الدم. أي يصبح اسمه الحقيقي ليس "حزب الله" وإنما "حزب السلاح" وكما وصفه بدقة الكاتب البيروتي الأستاذ محمد سلام. نصر الله ما زال مصراً على كلامه حول قدسية السلاح حتى الآن. والدليل كيف ان حزب الله هاجم منذ أيام عبر بيان الرئيس أمين الجميل، الذي طالب في خطابه بذكرى تأسيس "الكتائب" لملمة السلاح الغيرشرعي ومن ضمنها سلاح حزب الله، لكي تنهض الدولة العادلة والقادرة. كم كنا نتمنى أن نصدق كلام نعيم قاسم إلا أن الحقائق الجلية والتي أصبحت واضحة أشد الوضوح للرأي العام اللبناني والعربي والدولي تدحض كلامه، وتنظيرات حزبه وأدبيات مقاومته جملة وتفصيلا، حيث كَشَفَتْ السنوات الأربع المنصرمة بالممارسات العنفية الموثقة الأفعال وليس بالتصاريح المضلِّلَةِ الأقوال حقيقة مشروع "حزب الله". الذي يعمل جاهداً من خلاله بكافة أساليب فرق تسد مدعومةً بالتحريض الإعلامي ضد قوى 14 آذار وجمهورها: كالكذب والتلفيق، والافتراء والدجل، والتجريح والاستفزاز، والتهديد والتخوين، منتقلاً بعدها إلى التطبيق العملي: بالاعتداء على الآمنين وتوزيع السلاح على ما يسمى سريا الدفاع عن المقاومة لزرع الفتنة بين اللبنانيين وضرب الطوائف بعضها ببعض، وباحتلال بيروت العزلاء ومحاولة احتلال الجبل وكما ظهر من احداث اليمة جدا خلال السنوات الأربع المنصرمة. بالتأكيد ان ما يدفع قاسم الى قول ما قاله هي الانتخابات النيابية التي قرب موسمها. ولكن الشعب اللبناني الملدوغ أكثر من مرة بالسموم القاتلة من جحر نعيم قاسم ونصر الله وبري وميشال عون، لن تدغدغ مشاعره هذه الكلمات. والتي لا تعبر عن الحقيقة التي صار يعرفها كل اللبنانيين، بل هي فقط للاستهلاك المحلي وذر الرماد في العيون قبيل الانتخابات كما أسلفنا. حيث سيكون فيها الصولة والجولة للناخب الحر وليس للقتلة وحملة سلاح الإرهاب والفتنة، أي السلاح المقدس. ومما يلفت النظر قول نعيم قاسم ايضا أن "الفيدرالية هي خراب للبلد. التي تجعل للطوائف كانتونات داخل الكيان الواحد، "ونحن نرفض اي شكل من اشكال الكانتونات". كلام جميل من الشيخ نعيم، إلا أنه وللأسف لا ينطبق على ما يحصل على أرض الواقع. فجماعة الحزب يعملون عكسه تماما في تطهير كانتونهم المذهبي من بقية أبناء المذاهب الأخرى. فمثلا في نهاية شهر تشرين ثاني أي قبل تصريح نعيم قاسم بلحظات تم في الضاحية حي السلم - الكفاءات التي يسيطر عليها حزب الله حرق محلا تجاريا لأحد أبناء الطائفة السنية وهو من معتري ومهجري الجنوب ايضا وقد احترق ودمر منزله في حرب تموز في قريته الجنوبية، وها هي جماعة السلاح المقدس يحرقون محله في الضاحية ايضا. بالتأكيد الحزب استنكر. ولكن مرحبا استنكار! يستنكرون بحبر البيانات ويمارسون على الارض ابشع الممارسات. وبدل الاستنكار اللفظي عليهم لو كانوا اصحاب نوايا حسنة دعم الدولة القادرة والعادلة في الضاحية وفي كل انحاء لبنان، لكي لا تحدث هذه الأعمال الهمجية بحق الفقراء والمساكين والمهجرين من قراهم. ولكن هذه الحادثة تؤكد استمرار تمرير مخطط مشروع التقية رغم انف الدولة اللبنانية في فرض الدويلة المذهبية وطرد وتهجير أبناء الطوائف الأخرى من كانتون الضاحية الطاهر.
#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لبنان بلد الصحفيين الأحرار يا أشرار!
-
الرئيس الجميل يضع الإصبع على الجرح
-
وقاحة فارسية أمام رئيس الجمهورية
-
العراق سيد وقراره حر وسيبقى حرا!
-
من يتحمل المسؤولية الأولى في مأساة نهر البارد؟
-
دحض وتفنيد لاستراتيجية عون الدفاعية (2)
-
دحض وتفنيد لاستراتيجية عون الدفاعية (1)
-
أين كنا وأين صرنا يا دولة الرئيس؟
-
الديمقراطية تصنع المعجزات
-
لماذا الهلع الإيراني من الاتفاقية الامنية؟
-
الدولة الديمقراطية ليست دكان!
-
لماذا عون العلماني يكيل المدائح للنظام الإيراني؟
-
عون يجب أن يحاكم بتهمة الخيانة العظمى
-
المسيحيون هم أهلنا!
-
الكلاب المخابراتية هي التي تنهش الأجساد!
-
الكوبرا اللبنانيةُ
-
مَنْ يَدُسُّ السُّمَّ في عَسَلِ الدَّيِمُقْراطِيَّةِ اللبْنَ
...
-
من يستهدف الجيش اللبناني في الشمال؟
-
ماذا تعني الحشود السورية على الحدود الشمالية؟
-
ولماذا لبنان جوهرة في محيطه؟
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|