سعيد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 2485 - 2008 / 12 / 4 - 01:28
المحور:
القضية الفلسطينية
لبيك اللهم لبيك.. لبيك اللهم لبيك... لبيك لاشريك لك لبيك... إن الحمد والنعمة لك والملك... لاشريك لك ... صرخة دفينة في أحشاء غزة تنفطر لها قلوب الملائكة... حيث ضيوف الرحمن يعتصرهم الحزن من خطيئة وجرم الحرمان البشري الأسود للقاء رب العباد العزيز الرحيم..الجبار المنتقم... حيث ترنوا قلوب محبي الله ورسوله ويذرفون الدمع والناس نيام على ما وصل به حال غزة النازفة... وان أوقف البشر زحفهم حيث المكان الموعود مكة والمدينة للقاء الله ورسوله الكريم, فلن يوقف احد تسبيحهم وتضرعهم إلى الواحد الأحد الرحمن الصمد, هو مالك القلوب وعلام الغيوب أدرى بحالهم بكائين قيام جاهشين سجد وركوع والناس نيام, أأوصل بنا الحال ياغزة يارمز الصمود والعزة, أن يمنع فيك البشر لقاء رب ا الطير والحجر والإنسان والشجر, ألا نشفق على أنفسنا وذريتنا من غضب الله يامسلمين ويا عرب!!!
الله اكبر.. الله اكبر.. الله اكبر... لا الاه إلا الله ... الله اكبر الله اكبر الله اكبر ... ولله الحمد ... الله اكبر كبيرا.. والحمد لله كثيرا... وسبحان الله بكرة وأصيلا... صدق وعده.. ونصر جنده... وهزم الأحزاب وحده... لاشريك لك.
الله اكبر على كل من طغى وتجبر... الله اكبر تسبيحة عباد الرحمن الضعفاء للقوي العزيز... الله اكبر ترنيمة أهل غزة المقهورين مناجاة وتوسلا للرحمن مثبت الجبال ومسير السحاب ومالك أمرنا,,, فهونا ياغزة هونا,,, هونا ياضيوف الرحمن هونا,,, والذي نفسي بيده وانتم لاحول ولا قوة لكم إلا بالله وحده, إنني أرى الله في قلبي حين ينطلق الزحف والحجيج إلى عرفة التي ترنوا لها قلوبكم الباكية حبا للقاء الله ورسوله,, مع صرخة الله اكبر اعلموا ياضيوف الرحمن يامن حالت دون حجيجكم كل قوى البغي والعدوان,,, إن الله مع تلبيتكم وتكبيرتكم المخنوقة والمحشورة في ارض وسماء غزة, سيستجيب لها الخالق رضا وتسبيح وتوبة قبل اؤلائك المباركين على سفوح عرفة الحبيب, فهو الله رب من لاحول ولا قوة له إلا بالله, ورب المستقوي الجبار من البشر التائهين,, فهنيئا لكم ياضيوف الرحمن وانتم تحشرون وتمنعون من لقاء الرحمن في رحاب المسجد الحرام, فانتم إخواني وأخواتي, أمهاتي وآبائي في ارض الرباط, في ارض الثبات على الحق, في أكناف بيت المقدس المذكور في محكم آيات الرحمن وأحاديث الحبيب الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, صبرا ياضيوف الرحمن على هذا البلاء والابتلاء صبرا, هونا أيها المحبين المشتاقين القانتين لله رب السماوات والأرض ومابينهما هونا, إن الله لمذهب عنكم الحزن والأسى , فادعوا ياضيوف الرحمن أن يصلح الله حالنا ويبدل ذلنا عزا, وشقاقنا مودة, وتجبرنا رحمة, إن الله لمن عقد العزم لمجيب سميع.
الله اكبر, من ضيوف الرحمن والمرابطين في غزة,,, تصعد عرفات قبل الصاعدين, حيث ترنوا الأرواح لبطن الجبل وحضن الكعبة وجوار الحبيب محمد من قلوب العارفين المحبين, الله ينظر للضيوف وللمرابطين والصابرين على آذى عدو الله وذي القربى, يختبر صبرهم, فحسبنا الله هو ولينا وهو نعم الوكيل,,, الله اكبر تسبيحة الإنس والجن,,, الله اكبر تسبيحة الطير والشجر,,, الله اكبر تسبيحة البر والبحر,,, الله اكبر تسبيحة النجوم والشمس والكواكب والقمر,, الله اكبر نبض الجنين في رحم أمه,, الله اكبر أنفاس الوحوش في جوف المحيطات والغابات وفي كهف الجبل,,, الله اكبر يابشر,, اتقوا الله في عباد الله,,, اتقوا الله في ضيوف الله,,, أيعلم من يمنعهم عن اللقاء أي عربي أو مسلم هو,,, أيعلم هول غضب الله الذي يمهل ولايهمل,,, الله اكبر مالك الملك ,,, الله اكبر ,,, ألا نخشى والعياذ بالله من غضب الله.
لبيك اللهم لبيك,,, من قلب غزة النازفة الشامخة لبيك, لبيك اللهم من قلب غزة الحرة المحاصرة, المظلومة الظالمة لبيك ,,, نسألك بدموع المحبين في وسط الدياجي قائمين قانتين خاشعين, أن توحد كلمتنا وتجمع شمل الفرقاء الابن وأبيه, الأخ وأخيه في مواجهة عدو متربص بنا جميعا, وقد أثلج صدره شتاتنا, ونام ليله جراء نزاعنا واختلافاتنا,, إنها الطامة الكبرى أن نُسيس أركان الإسلام, أن نُسيس الصلاة والحج والزكاة والشهادة والصوم,أن نُسيس العلم والعلماء, فأي رحمة نحن ملاقين ياعرب ويا مسلمين,فالدين المعاملة,فالمعاملة بين المسلم وأخيه قبل المسلم وغيره هي عز الإسلام, وهي الدافع إلى دخول غير المسلم لدين الإسلام والعكس صحيح,تلك المعاملة هي الدافع وراء مناصرة حتى الأعاجم لقضايانا العادلة في وجه المغتصبين والعكس صحيح, غزة تختنق وتغرق من جور وظلم النفس وجبروت أعداء الله وأعداء الدين, ومازال هناك عرب ومسلمين صامتين بل يغذون الفرقة ويحرضون على استمرار تمزقنا وتشتتنا, السنا لأنفسنا في فلسطين ظالمين, توبوا إلى الله فكل ما تتنازعون عليه زائل وسراب وعودوا كجسد إذا هاجمته الحمى المعروفة والمتسترة, كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له باقي الأعضاء بالحمى والسهر, وأطلقوا سراح ضيوف الرحمن كي يرحمنا الله برحمته.... فان الكفر عناد ... إن الكفر عناد.. والظلم حرمه الله على نفسه وعلى العباد.
فيا ضيوف الرحمن طوبى لكم ولما عقدتم عليه العزم والنية طوبى,,, ويا أهل غزة وسط شبح الظلم والحصار المجرم صبرا,,, فان الله غالب على أمره ومتم اختباره فيفوز بالعزة الصابرين المرابطين,,, ياضيوف الرحمن إن الأرواح في حب الله تتمرد على الأجساد وتسافر وتعلو الجبل وتكبر وتطوف وتبتهل,,, نحتسبكم عند الله أطهارا انقياء كنقاء الثوب الأبيض من الدنس, فصبرا إنكم إن أراد الله لملاقون وساعون وصاعدون وطائفون صبرا,,, صبرا جميل والله المستعان.
((أود أن اذكر البعض لمن أراد أن يفهم مابين السطور,فقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أسوة حسنة, حين منع وأصحابه من التوجه للطواف والسعي, وقد عقد مع مانعيه اتفاقا رآى به الصحابة جورا واسمعوا الرسول الذي لاينطق عن الهوى الكثير من النقد في صيغ السؤال,على اعتبار انه بنهج الشورى ينزل عند رأي احدهم حيث يريد الله ويلهمه سداد رأي المشورة, وقد أصر على الحج رغم الظلم ووقعت الاتفاقية, فأمر أصحابه بالحلق والنحر, وقد تقاعسوا ليس عصيانا بل في ذلك درسا سنيا,لعل الوحي يأتي بأوامر تشفي غليلهم بعد الارتضاء بالظلم, فما كان من الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم طيب الصحبة المعلم الأول, إلا أن دخل إلى حجاب زوجته "أم سلمى " رضي الله عنها, وقال لها ما كان من أصحابه المترددين, وماكان حتى تلك اللحظة ولاحتى بعدها أن انزل الله فيهم عتابا, فردت عليه رضي الله عنها بمشورتها وهو رسول الله" فاحلق وأنحر" وعاد لصحبته الطيبة وفي مقدمتهم الفاروق الغاضب من شروط المانعين ومضمون الوثيقة, فحلق ونحر, وقد هرول الصحابة دون تردد بان أمر الله غالب, فحلقوا ونحروا, وأتموا وعد الله)) وربما يجد الجميع في هذه العبرة والدرس المحمدي الرباني مايجعلهم يراجعون أنفسهم, أو ربما يجد فيها ضالته وحجته, لكني لم اذكرها ولا اذكر بها هنا من اجل أن يأخذ أي فريق منها ما بلائمه, بل ليأخذ بها الجميع في مواجهة العدو الرئيسي والتناقض الأساسي, ليأخذ منها الجميع الشورى العامة والالتفاف خلف رأي سديد على هدي محمد صلى الله عليه وسلم, للمانع الصهيوني الأساسي المتخفي خلف اختلافاتنا, كي لا نكون أي من فرق الفرقاء وكلاء له بعلم أو بغير علم, وان يتفق القوم على تجنيب الركائز والأركان خلافاتهم ويتقوا الله في رعيتهم, كي لايكون ذلك مادة رخيصة يستثمرها أعداء الله وأعدائنا لكي يبرروا جرائمهم بمثل ذلك من أفعالنا, فلسطينيين وعرب ومسلمين, لاحول ولا قوة إلا بالله.
من قلب غزة النازفة, الشامخة, الحزينة, بعد تكبيرة الاستغاثة برحمة الرحيم, وتلبية التكبير للجبار الغفور الكريم, لا نملك إلا أن نقول خير القول, حسبنا الله هو نعم الوكيل, حسبنا الله هو نعم المولى والنصير, من وسط ظلام غزة الدامس, من وسط الحصار والظلم الجائر, لايفقد الأمل من رحمة الله وفرجه إلا ضعيف هالك, من قلب حرية القيد, من قلب نعمة الحرمان والجور, من قلب قلعة غزة النازفة, وبشائر الأضحى المبارك, والتضحية القدوة, تعود على الأمة التائهة المشتتة الغير متفقة على كلمة سواء, نقول الله اكبر ولبيك اللهم لبيك, إن الحمد والشكر والنعمة لك والملك, لاشريك لك لبيك, من غزة الصمود والأمل بالفرج والخير, نقول كل عام وانتم بخير أعاده الله عليكم وعلينا وعلى الأمة العربية وقد هداهم الله لنصرة فلسطين وشعبها, لإنقاذ غزة وأهلها, باليمن والهداية والبركات.
#سعيد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟