يعتبر الدكتور المهدي المنجرة أن كلمة عولمة كلمة شريفة، والإسلام جاء كحركة عولمة إذ أن نظر الإسلام ليس هناك حدود ولا تمييز ولا تشتيت، إلا أن العالم سار في اتجاه التشتت على امتداد مرحلة تاريخية طويلة لكن العرب الآن يسير الغرب نحو التوحد وخلق مجموعات، في حين يظل العالم الثالث- ومن ضمنه دول العالم العربي – مقسما ومشتتا.
ولما بلورت أمريكا العولمة، بلورتها بقصد معين، إن العولمة حاليا تعني بالأساس الأمركة وفرض رؤية وقيم وثقافة معينة وهذه الأمركة – في نظر الدكتور المهدي المنجرة- لم تكن لتتقدم وتتقوى وتكرس لولا التعاون الذي وجدته من طرف الكثير من حكومات العالم الثالث.
وفي هذا الإطار، يعتبر الدكتور المهدي المنجرة أن اتفاقية التبادل الحر والمنطقة الحرة ما بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية من الأخطاء الكبيرة، بل يعتبرها بمثابة حمق اقتصادي، وينم عن نوع بارز من عدم المسؤولية.
وفي نفس المضمار سبق للدكتور المهدي المنجرة مند بداية سنة 2000 أن أكد أن حرب أفغانستان – والتي اعتبرها الحرب الحضارية الثانية – تعتبر من مؤشرات انطلاق سيرورة نهاية الإمبراطورية الأمريكية وبعد ذلك بمدة لم تتجاوز عامين على أكبر تقدير ظهر كتاب " ما بعد الإمبراطورية" لإمانويل طود، وقد أوضح الدكتور المهدي المنجرة أن القوة الأمريكية مبنية على الأسلحة وعلى البحث العلمي، فأمريكا قوة عظيمة بأسلحتها توظف ثلثي بحثها العليم في الميدان الحربي وميدان الدمار، لهذا فهي في حاجة لحروب من أجل استعمال أسلحتها وتجريبها.
إلا أن الدكتور المهدي المنجرة يعتبر أن هناك مؤشرات لعالم جديد ممكن بعد 40 سنة، شريطة أن لا تبقى قوة واحدة تتحكم في العالم وتتصرف فيه، ومما يسير في اتجاه تلك المؤشرات، بروز آسيا كعملاق اقتصادي، علما أن ثلثي المسلمين يوجدون بآسيا وأن إسلامهم مبني على معرفة أكثر من باقي دول العالم الإسلامي وإذا كان رأي الدكتور المهدي المنجرة مبنيا على التفاؤل في الأمد الطويل في هذا المجال، إلا أنه على الأمد القصير يظل متشائما بالنسبة للعالم العربي والإسلامي والعالم الثالث في انتظار التغيير الفعلي الذي سيؤسس للتفاؤل على المدى البعيد. يتبع