أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - لقد جاء الذئب فعلا














المزيد.....


لقد جاء الذئب فعلا


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2484 - 2008 / 12 / 3 - 00:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


الدعوات الباهتة الملامح ، التي نسمعها بين وقت وآخر ، حين نصرخ مشتكين من الحصار ،تلك الدعوات ذابت وتلاشت في الصمت ،وبقينا وحدنا في قطاع غزة نواجه الحصار الحقيقي.
إنها حكاية الراعي والذئب التي قرأها لنا الجد والجدة ونحن أطفال صغار في المدارس الابتدائية ، ذالك الراعي الذي كان يصرخ كذبا "أنقذوني انه الذئب يهاجم أغنامي "فيهرع الجيران لنجدته عند سماعهم صراخه ،ولكنهم عندما يصلوه يكتشفون انه يكذب ، ولا يجدون ذئبا ، ولكنهم يجدون الراعي الذي أعجبته اللعبة ، بأنه يستطيع إحضار الناس إليه ،بسرعة فيعطيه هذا نوع من الحضور ، فيرى نفسه بينهم ، ويختال افتخارا بنفسه ،ولكن سرعان ما حدث مالا يتوقعه وجاء الذئب فعلا وبدا بالتهام أغنامه ،وعندما صرخ الراعي صراخا حقيقيا ، فان أحدا لم يأتي لنجدته ،
وها أنا اقسم ، أننا محاصرون فعلا في قطاع غزة ،برغم بعض البضائع التي تصل إلينا عبر معبر كرم أبو سالم فنحن في اشد مراحل الحصار ،برغم الأنفاق ، وتجار الأنفاق ،وأغنياء الأنفاق ،والموت الكارثي عبرها ،وبضاعتها الفاسدة ،وأسعارها الجنونية ،فإننا فعلا في اشد درجات الحصار الذي هو اشد قسوة من تجربة يوسف والبئر،وإخوته الذين يكرهونه،
نعم نحن الآن أصبحنا في قاع البئر، الذي لا يوجد به إلا مياه فاسدة، ولا يستفيد منه إلا أخوة أعداء، يستفيد من عدائهم لبعضهم، كل من حاول ذلك،
ننادي ونصرخ ،فلا يأتي لصراخنا احد ،ولا يستجيب لندائنا احد،وحتى المتضامنين ألمحدودي العدد بشكل ملفت للنظر والذين استضفناهم برغم حصارنا ،وروجنا لهم ،وأشدنا بخطوتهم إلى أقصى مدى ، غادروا على بزوارقهم مصحوبين بالدعوات والأمنيات ،وما عادوا يريدون العودة إلينا ،بعضهم جاء بالأساس لأنهم ربما استطاعوا معرفة بعض الأخبار عن شاليط مثل الصحفية عميرة هاس ،وبعضهم كان يتمنى لو استطاع الحصول على مبادرة مثيرة،وبعضهم وبعضهم جاء للشهرة ، ومع ذلك فانه حتى هؤلاء لم يعودوا يرغبون بالعودة ،مع أن الذئب موجود فعلا ،يلتهمنا على مدار اليوم وفي كل لحظة ،وما سيأتي سيكون أكثر خطورة وقسوة ،هذا الذئب الذي اسمه الحصار ،بتعمق كل يوم ،ويزداد خطورة كل يوم ،وكلما صرخنا كلما ضيق الخناق على رقابنا أكثر وأكثر ،ويزداد تشددا على خطابنا السياسي المأزوم الذي لا يستطيع فهمه احد ولا حتى المتعمدين بالصراخ ليل نهار.
المصيبة:
أن الذئب أتى فعلا دون ا نياتي أحدا لنجدتنا ،حتى أولئك الشياطين ،الذين وسوسوا لنا بما بخطة تؤدي إلى نتائج لصالحهم ،حرضونا على قتل مشروعنا الوطني في مهده ،ولم يصلنا منهم شيء ،وحتى الأحزاب الإسلامية التي ادعت أنها زاحفة إلينا لم يتحركوا ولم ينتقلوا من أماكنهم ،وأولئك الذين يطلقون على أنفسهم أقطاب الممانعة ،وأقطاب المقاومة ،اكتشفنا أنها ليست سوى ألقاب فارغة المعنى ،هم أيضا لم يقدموا لنا شيئا سوى التصفيق ونحن نحمل سيوفنا ونقطع أطراف بعضنا ،
مسكين قطاع غزة:
كان شاهدا على كل بداية
وكان رحما لكل ميلاد
وكان حاضنا لحلمنا
أول الرصاص وأول الجارة
ها هو اليوم مخنوق محاصر ممدد على طاولة البحث، ليقرر قاتليه رفع الظلم حتى ينتحر أم تمديد مسافة الحصار حتى الضياع.
يتناقش الإسرائيليون فيما بينهم بشكل علني وبصوت مرتفع، أيهما الأقل كلفة وثمنا، القتل السريع باجتياح صاخب، أم القتل ببطيء بنظام العقوبات الجماعي ؟ ويوازيهم نقاش علفعلا، في العواصم القريبة والبعيدة ،قادة سياسيون وحزبيون من كل الماركات ،لكن هؤلاء يصابون بالرعب كلما اعتقدوا أن الفلسطينيين سينجون من جاذبية الشر ،سؤال يخيفهم دائما ويرددونه دائما ،ماذا لو توحد الفلسطينيون مع بعضهم حتى ينجو،وقبل أن يجيبوا على سؤالهم هذا يضاعفون التحريض حتى لا نفعل ذلك ،لان وحدتنا لن تنجينا فقط ،بل أنهم سيفقدون لعبتهم المسلية وهي متابعة تناحرنا ،وسيظهرون أنهم بلا قيمة تذكر لان القضية التي تسبب حضورهم ستعود لأصحابها ،وسيظهرون على حقيقتهم ، فبدون التدخل في شؤوننا سيصبحون عاطلين عن العمل عديمي الحضور ،
ها قد جاء الذئب فعلا ، ذئبا مخيفا حقيقيا ،يهدد كل شيء ،وقطاع غزة وحيدا بلا ماء ولا غاز ولا كهرباء ،يلتهمه الذئب الذي هو الحصار شيئا فشيا وهو يصرخ ولكن صراخه لا يسمعه احد وما من مجيب





#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناشدات الأخلاقية جدل طويل الامد
- هل نصل الى التدويل
- اختبار الارادة الوطنية
- انتظار
- أوباما بين نموذج كندي و ظاهرة برادلي
- الى اللقاء الاحد
- فتح ومؤتمرها السادس
- عكا بعد ستين سنة
- القراصة الصغار والقراصنه الكبار
- مساهمة مناضلة فلسطينية في الحوار الوطني
- دولة للفلسطينين ام دولة للمستوطنين
- الصعود باتجاه الحوار
- قصيدة للغناء
- الاستيطان والتحديات الكبرى
- شرف المحاولة
- الذهاب إلى الحل ام الذهاب إلى المشكلة
- الدورة رقم 130
- الحواروالخريف
- التعليم قاعدة التنمية البشرية
- قريبا هناك.... في القوقاز


المزيد.....




- -جزيرة إنستغرام-.. أكثر من 200 زلزال يضرب سانتوريني في اليون ...
- -لم أتوقف عن البكاء-.. رصاصة تخترق جدار منزل وتصيب طفلًا نائ ...
- تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا ...
- -9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش ...
- الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي ...
- الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
- كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
- ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
- نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك ...
- دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - لقد جاء الذئب فعلا