ويغذ الشعب العراقي مسيرة كفاحه للتحرر من الاحتلال وكل ادواته مستفيدا من تجارب معاركه بثغاراتها وانجازاتها

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2483 - 2008 / 12 / 2 - 08:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

خاض شعبنا ببسالة ولا يزال معركة قبر الاتفاقية الاستعبادية المكرسة لادامة الاحتلال، بدءا بمعركة وقف اقرار البرلمان لها. وكانت اول معركة يخوضها شعبنا المثقل بعشرات السنين من الارهاب الدموي للنظام الدكتاتوري وما يقرب من ست سنوات من حرب ابادة منظمة، من قبل قوات الاحتلال وادواتها. نعم انها اول معركة منذ انتفاضة 1991 الباسلة ضد النظام الدكتاتوري. وهي فاتحة لعشرات المعارك ضد الاحتلال وادواته، على طريق نضالنا المضفر لتحرير وطننا واسعاد شعبنا. بل ان معركة احباط توقيع البرلمان الحالي على الاتفاقية هو جزء من معركة قبر الاتفاقية، لان اقرار مجلس الرئاسة والحكومة والبرلمان في ظل الاحتلال وكلها من صنعه، لا يعطي الاتفاقية الشرعية . ولان القوانين الدولية صريحة بعدم الاعتراف باتفاقيات ومعاهدات تتم بين اطراف غير متكافئة، ولاسيما في ظل قوات الاحتلال. ولذلك تفرض معركة قبر الاتفاقية الاستعبادية، تصعيد النضال الجماهيري لرفضها، ومقاومة كل اجراءات قوات الاحتلال والحكومة العميلة لتنفيذها. وتطوير النضال والمقاومة لايصال صوت شعبنا الى المحافل الدولية ولاسيما هيئة الامم ومجلس الامن . فالادارة الامريكية بدأت في ترويض أي دور للامم المتحدة لمعارضة الاتفاقية ، المنافية للقوانين الدولية، بتفجير مقر ممثليتها في المنطقة الخضراء المحمية بقواتها . وقتل اثنين من شغيلتها وجرح 15، الامر الذي يذكر بتفجير مقرها واستشهاد ممثلها دي ميلو مع 22 من فريقه عام 2003 لاعتراضه على اجراءات تحويل حربها تحت شعار "التحرير" الى حرب "احتلال" ، والتفجبر الضخم الذي هز قاعة البرلمان عام 2007 عندما كان الامين العام للامم المتحدة، بان كيمون يخطب. وتصويره وهو يرتعش رعبا. ولتذكره والعالم بتهديداتها بعرض هذه الصورة يوميا على شاشات التلفزة كما تفعل قناة الجزيرة، في مقدمة كل نشرة للاخبار. واخيرا وليس الاخير القصف بعد يومين من توقيع الاتفاقية ، لتاخر مباركة الامم المتحدة وممثليتها في العراق لاقرار الحكومة والبرلمان للاتفاقية . ولذلك لا بد للقوى الوطنية من تقديم شكوى الى مجلس الامن وهيئة الامم المتحدة تعرض كل وسائل الترهيب والتهديد والاغراء لادامة الاحتلال المؤقت الذي فرضته على شعبنا وعلى المنظمات الدولية من خلال الحرب ، باحتلال دائم من خلال التعاقد مع حكومة من صنعها وفي ظل الاحتلال.
ان اهم انجازات هذه المعركة انطلاقة التحرك الجماهيري واستعادة الجماهير ثقتها بنفسها وبقدراتها بعد كبت طويل ومقاومة رائعة لارهاب دموي دام سنوات طويلة وعمليات مدعمة بكل مبتكرات المعاهد العلمية والسايكولوجية لاعتى اعداء البشرية في ترويع الشعوب وتضليلها وتشويه سايكولوجيتها. واستطاع هذا التحرك الجماهيري الذي ما زال في بدايته ورغم كل اساليب ووسائل قوات الاحتلال وادواتها لمقاومته، نجح في عرقلة اقرار الاتفاقية حتى من قبل البرلمان الذي اعدته قوات الاحتلال لاقرار كل مخططاتها، لعدة اشهر. فقد دعمت الجماهير الكتل المعارضة للاتفاقية وشجعت الكتل المترددة وذكرت جميع اعضائه ، بكل الوسائل، بمصير اسلافهم من برلماني نوري السعيد سلف نوري المالكي ، الامر الذي قوى عزائم المعارضين و دفع المترددين خوفا من حكم الجماهير، الى رفع سعر بيع اسهم شعاراتهم الزائفة ،الدينية والطائفية والوطنية والطبقية والاممية في بورصة البرلمان لقاء التوقيع. ولاشك بان من اهم نتائج المعركة الايجابية ، افتضاح خيانة كل الكتل الحزبية البرلمانية الدينية والطائفية والعلمانية التي وقعت على الاتفاقية لاحزابهم ومبادئهم وشعاراتهم فضلا عن بيع الوطن وحقوق الشعب. ولاشك بان توقيعهم على الاتفاقية هو توقيع على المشاركة في تحملهم مسؤولية كل جرائم وكوارث الاحتلال التي تحملها شعبنا وما سيتحمله جراء ادامة الاحتلال لسنوات مقبلة .
ولعل من اهم مكاسب كل معركة مع اعداء الشعب هو دراسة ثغراتها والعمل على تجاوزها لكسب المعارك المقبلة . وفي مقدمة الثغرات التي تعانيها حركتنا الوطنية هي غياب القيادة السياسية الواعية القادرة على توحيد جميع القوى الوطنية بغض النظر عن الانتماء السياسي والديني والطائفي والقومي ، والقادرة على تعبئة وتوعية الجماهير عن طريق الربط النضال من اجل تحقيق المطالب الانية لكل فئة من فئات الشعب بالنضال من اجل تحرير الوطن . فلا ديموقراطية ولا حقوق انسان ولا حقوق للمرأة بل ،لا حماية لها من البربرية التي اطلقها الاحتلال تحت راية الاسلام ولا حماية للطفل العراقي الذي يباع كاملا او مجزءا للاتجار باعضائه ولا حقوق نقابية وفرص عمل ولا كهرباء او وقود ، مع بقاء الاحتلال. فهو المخطط والمنظم والمنفذ من خلال ادواته لجميع هذه الجرائم،وما سيبدعه، لتركيع شعبنا ، وهي التي لا زالت تعرقل تطور النشاط الجماهيري وبلوغه الدرجة التي ترعب اعداء شعبنا وترغمهم على تحقيق مطالبها، كما ارعبها في معاركه الكبرى عبر تاريخه المعاصر. فلم يبلغ التحرك الجماهيري درجة المواصلة اليومية ولا حد محاصرة البرلمان ولاسيما في يوم الاقرار رغم اعلانه.
نعم ان معركة مقاومة اقرار البرلمان للاتفاقية الاستعبادية هي التمرين الاول بعد ركود طويل والانطلاقة الاولى للحركة الجماهيرية ولاشك بانها ستنضج قيادتها السياسية و سترفع وعيها وتفجر مبادراتها وتعزز استعداداتها للمعارك المقبلة ، وصولا الى التحررمن الاحتلال وعملائه وكل ادواته وبناء العراق الديموقراطي الموحد .

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات