أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق الحارس - مجزرة جديدة لن تكون الأخيرة















المزيد.....

مجزرة جديدة لن تكون الأخيرة


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 765 - 2004 / 3 / 6 - 08:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


من قال أن الرجال لا يبكون فهو على خطأ كبير فها أنا أبكي الآن .. أبكي دما .. أبكي اليوم على شهداء الفاجعة الكبيرة التي حصلت في يوم عاشوراء . بكائي يختلف عن بكائي في السنوات التي سبقت سقوط النظام الصدامي لأنني كنت أريد أن يكمل هؤلاء الشهداء المسيرة الجديدة أن يروا النور الجديد الذي سيضيء في سماء العراق الجديد .

يبدو أننا أبناء الشعب العراقي قد كتب علينا البكاء ولا أعتقد أن هناك شعبا في هذا العالم قد سقطت دموعه مثل شعبنا .. لا أعتقد أن هناك أما في هذا العالم قد بكت مثل أمهاتنا . دماءنا التي سالت كالنهر في العهد البائد يبدو أنها لم تشف أحقاد المرتزقة والساقطين الذين حكموا العراق وذيولهم من مجرمي القاعدة ودليلنا أن الدم العراقي قد سال وبغزارة في بغداد وكربلاء مؤخرا مثلما سال بالأمس في النجف وبغداد وأربيل والبصرة والموصل وللأسف يبدو أن هذا النزيف سيستمر مادام أعداء الله والانسانية يعيثون بأرض العراق فسادا .

هم المرتزقة .. هم القاعدة أتباع الشيطان بن لادن .. لا أشك في أنهم من فعلها فهذه الجريمة لا يفعلها الا من لا يحمل ذرة من الانسانية والشواهد عديدة لاثبات أن هذه الفئة الفاسدة لا تحمل ذرة من الانسانية . من يتجرأ على ضرب بشر يمارسون طقوسهم الدينية .. من يتجرأ على ضرب ضريح حفيد رسول الله .. لقد اقترفها من قبل معلمهم الكبير المجرم صدام وهاهم تلامذته يقترفونها مرة أخرى .

ان الجرائم التي اقترفت في بغداد وكربلاء تختلف في أهدافها وتفاصيلها عن الجريمة التي جرت في الباكستان وراح ضحيتها العشرات من الشيعة الباكستانيين . نقول تختلف لأن واقع الحال العراقي يختلف مع نظيره الباكستاني فشيعة العراق ليس لديهم مشكلة مع أبناء السنة مطلقا وان حصل اختلاف فذلك في اجتهادات فقهية لم ولن تصل في يوم من الأيام الى حد الاقتتال ، هكذا يقول لنا تأريخ العراق ، أما في الباكستان فالحال يختلف ، إذ أن قضية الاقتتال بين الشيعة والسنة هناك ليست قضية جديدة وربما أن البعض أضاف على نارها حطبا في السنوات الأخيرة . لهذا كله نجد أنه من الخطأ الربط بين العمليات الاجرامية التي أقترفت في بغداد وكربلاء بالجرائم التي أقترفت في الباكستان .

لا نعتقد أنه من المنطقي أن نحمل الشرطة العراقية مسؤولية ما حدث فقد حاولت الشرطة العراقية بكل وسائلها المتاحة ولا يخفى على أن الشرطة العراقية بامكاناتها المحدودة في الوقت الحاضر ليست قادرة على حماية العراق وهذه حقيقة لا غبار عليها وفي الجانب الآخر ليس من المعقول أن نحمل قوات الاحتلال مسؤولية ماحدث مع أن القانون الدولي يحملها هذه المسؤولية لأننا قد طالبناهم بعضمة لساننا أن يتركوا الأماكن المقدسة .

نحن نرى أن المواطن العراقي هو الذي يتحمل هذه المسؤولية .. نحن نقول أن المواطن العراقي ونقصد به ذلك المواطن الذي غرر به ، ذلك المواطن الذي تعرض الى غسيل دماغ من فئة مجرمة .. نحن نحمل هذا المواطن المسؤولية لأنه يؤي هؤلاء المجرمين ويتستر على وجودهم ، بل ويمدهم بالأسلحة التي خلفها النظام الساقط . نحن نقول المواطن العراقي لأننا للأسف الشديد لايمكن أن ننكر هذه الحقيقة المرة . هذا المواطن لديه فرصة كبيرة لكي يصحح وضعه وعليه أن ينتبه الى أن من يموت هم أبناء وطنه لا غيرهم .

إذن فقد أصبح الأمر واضحا والمؤامرة التي بدأها النظام السابق لازالت مستمرة والدليل أن دماءنا لازالت تسيل كالنهر . إذن الهدف نحن أبناء العراق وليس أمريكا هي عدوهم كما يدعون ، كما يتبجحون . لقد أصبح واضحا أن عدوهم هو أبناء الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته فقد قتلوا الشيعي في النجف وكربلاء وبغداد وقتلوا السني بالفلوجة والخالدية والموصل وقتلوا الكردي في أربيل والتركماني في كركوك والمسيحي بالبصرة والموصل لذا علينا أن ننتبه الى المؤامرة الكبيرة التي يتعرض لها عراقنا .

هناك تساؤل يطرح نفسه ونحن نريد من خلال طرحه أن نناقش الأمر بجدية . هذا التساؤل هو :

من المستفيد من هذه الجرائم ؟

يعتقد البعض ، ونحن لسنا معه في ما يذهب اليه ، يعتقد أن أمريكا هي المستفيد من هذه الجرائم ، بل وأنهم يقفون وراءها وتبرير هذا البعض حول ما ذهب اليه هو حتى يجد الأمريكان حججا لبقائهم بالعراق وأن ضعف الحالة الأمنية بالعراق هو من أكبر الححج التي من الممكن أن تتشبث بها أمريكا للبقاء بالعراق .

نحن نعتقد أن ذلك التحليل غير منطقي وغير واقعي ذلك لأن أمريكا وكما أثبتت التجارب الأخيرة ومنها القضية العراقية بالذات لا تحتاج الى مبررات تحاول أن تقنع بها الجانب الآخر من أجل تحقيق أهدافها وأغراضها ولهذا نقول أن جهة أخرى هي المستفيد من اقتراف هذه الجريمة وهي جهة أصبحت معروفة وواضحة للجميع وأن هدفها هو زرع الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب العراقي .

لقد حاولت هذه الفئة الضالة ذلك حينما اغتالت آية الله محمد باقر الحكيم وكانت تراهن على أن قتل هذا الرمز الشيعي سيخلق الفتنة التي ينشدونها وحاولت حين اغتالت شقيق الشيخ ضاري الحارث وحاولت حين اغتالت جمعا من أبناء الشعب الكردي في أربيل وحاولت حين اغتالت عددا من أبناء الشعب التركماني وحاولت حين اغتالت عددا من المسيحين العراقيين وتحاول الآن في مجزرة عاشوراء ، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل الذريع وستبوء لأن مراهتنا على شعبنا وتأريخه أكبر من جرائمهم التي أصبحت أهدافها واضحة بوضوح الشمس.


علينا أن نكون واقعيين في كلامنا فلا وقت لدينا للمجاملة والشعارات والتصريحات الرنانة فقد شبعنا منها ، أكلت وشربت معنا لمدة خمسة وثلاثين عاما ، علينا أن نقول الحقيقة حتى لو كانت مزعجة لبعضنا لأن أرواح أبنائنا أغلى بكثير من انزعاج البعض منا . الحقيقة هي أن العدو بدأ يسجل أهدافه في الأيام الأخيرة بدقة اجرامية لافتة للنظر ، لقد بدأ يختار الأماكن المزدحمة بالعراقيين ولا أريد بهذا الكلام أن أدعو الى تأجيل الحياة بحجة الخوف على أبناء العراق من أعداء الله والانسانية لأنني أعلم أن ثمن الحرية باهض وعلينا نحن العراقيين بالذات أن ندفع ثمنا باهضا جدا من أجل نيل حريتنا التي سلبت ودمرت عشرات الأعوام ، لكنني أدعو من خلال ذلك الى الحذر والحذر الشديد . أن دعوتي هذه لا تخص الشرطة العراقية وقوات التحالف حسب ، بل أنها تشمل المواطنين العراقيين كلهم لأنهم هم المستهدفون لاغيرهم .

هنا على ما نعتقد تقع مسؤولية أخرى على عاتق المواطن العراقي تتمثل هذه المسؤولية في أن يكون له دور مباشر وحقيقي في وقف الجرائم التي تقترف بحقه ، عليه أن يعي هذه الحقيقة ولا يترك الأمر على عاتق الشرطة العراقية أو قوات التحالف فهؤلاء ليسوا من جنس البشر .. نعم ليسوا من جنس البشر لأن البشر ان اختلفوا في الرأي يتحاورون ويتناقشون ، أما هؤلاء الذين يطربون عند رؤية جثامين خصومهم في الرأي فهم ليسوا من جنسنا وعلينا أن نبحث عنهم ونقضي عليهم مهما كلف الثمن .

أكرر ماذهبت اليه وهو أن دعوتي هذه لا أريد بها وقف الحياة ، لكن أدعو الى أن تكون بداية الحياة بلا دماء جديدة تنزف من أوردة وشرايين أبناء العراق ، إذ يكفي ما نزفنا من دماء غالية ويكفي أن أمهاتنا ماتت دون أن تنزع الملابس السوداء التي لبستها حزنا على الأبناء والأزواج .

للأسف نقول أن هذه الجريمة لن تكون الأخيرة التي سيقترفها أعداء الله والانسانية بحق أبناء شعبنا ، لكن ليعلم هؤلاء المرتزقة أننا سنكون أكثر اصرارا لمواصلة الحياة وأن جرائمهم لن تثنينا ولن تهبط عزيمتنا في اكمال مشوار الحرية الذي بدأ في التاسع من نيسان من العام الماضي .

كاتب عراقي مقيم في استراليا



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغفرة من أجل عيون الوطن
- عقدة الخوف من اللجنة الأولمبية
- لكن ، هناك العراق
- الأمان ولقمة العيش ثم الانتخابات
- أمن الملاعب الرياضية في خطر
- مقترحات في مسألة تنفيذ الحكم على صدام
- أمنيات كانت أحلام
- وجهة نظر
- أسير حرب أم مجرم حرب .. مسلة حمورابي كفيلة بمحاكمته
- أخيرا صدام سجينا
- تهنئة لأبناء الشعب العراقي
- مبروك
- غيمة سوداء لابد لها من أن تنقشع
- الثرى والثريا زهير كاظم عبود وسمير عبيد
- عيدكم مبارك يا أهل العراق
- مطعم حبايبنا - قاعدة أمريكية
- الى القوميين والعروبيين والاسلاميين الجدد فقط


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق الحارس - مجزرة جديدة لن تكون الأخيرة