أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بهية مارديني - بعضهم اعتبرها مؤامرة بين صدام و الاميركيين والبعض الآخر اعتبرها مؤامرة اسرائيلية كيف ينظر رجل الشارع العادي في سورية الى احتلال العراق ؟















المزيد.....

بعضهم اعتبرها مؤامرة بين صدام و الاميركيين والبعض الآخر اعتبرها مؤامرة اسرائيلية كيف ينظر رجل الشارع العادي في سورية الى احتلال العراق ؟


بهية مارديني

الحوار المتمدن-العدد: 765 - 2004 / 3 / 6 - 08:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يضج الشارع السوري هذه الايام بآراء متنوعة الى حد الغرابة حول المسألة العراقية وقد تجد لكل  فرد سوري رؤيته الخاصة للموضوع العراقي لدرجة بدا لنا سبر الاراء الخاصة بهذا الامر صعبا ومحيرا ولكن الشيء الوحيد الذي اتفق عليه السوريون كان صب اللعنات على الاميركيين وصدام واسرائيل على حد سواء .
ومن متجره الصغير في سوق الحميدية  الاكثر اكتظاظا في دمشق ارسل ابو يوسف الف لعنة الى صدام حسين في معتقله الذي تمنى ان يكون قبره وقال :هذا المجرم اعاد العرب الف سنة الى الوراء اه لو استطيع الوصول اليه .. لقد جلب اميركا  الينا وليس الامريكان فقط بل كل من وجد في نفسه طاقة في العالم اتى ليسرق النفط العربي ..
وكان ابو يوسف متشائما عندما اضاف بمرارة اخشى ان لاتقوم للعراق قائمة بعد اليوم من كان يحسب حساب كل هذ !!؟؟ا.
اما الزبون علي الذي دخل الى المتجر اثناء حديثنا مع صاحبه فقال لي بعد ان سمع بعض ما دار من حديث:ارجوك سجلي ما اقول  ان صدام والاميركيين تآمروا على العرب والايرانيين والا كيف تفسرون وضعه كأسير حرب بعد ان طبلوا وزمروا عن خطره واسلحته ؟ ..لقد كرموا عميلهم وربما هو الان في قصر بجانب البيت الابيض .
أما الحاج أبوياسين الذي اخبرنا انه كان يحب ميشيل عفلق كثيرا قبل ان يعلم انه ذهب الى العراق ليعيش بحماية صدام حسين فله رأي مختلف اذ يقول ان امريكا احتلت العراق لانها بحاجة اليه كي لا تظل تعتمد على اسرائيل لضمان مصالحها وهو يعتقد ان علاقة اميركا مع العرب ستتحسن مع الايام خصوصا اذا فشل الرئيس بوش في البقاء في سدة الرئاسة لفترة جديدة .
ولم يقدم أبو ياسين جوابا عن توقعاته حول احتمال تعرض سورية لهجوم اميركي مكتفيا بالقول : الشام الله حاميها.
أما الدكتور عبد اللطيف  الذي انهى دراسته في احد جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق فيعتبر ان ما حل بالعراق هو نتيجة طبيعية لانهيار النظام العالمي القديم ولهيمنة منظومة جديدة على العلاقات الدولية قوامها القطبية احادية الجانب.
ويضيف  عبد اللطيف :إن الخليج العربي والعراق سيكونان خلال العشرين او الثلاثين عاما القادمة من اهم نقاط الصراع بسبب تناقص كميات النفط العالمية وتحكم من يسيطر على هذه المنطقة بميزة اقتصادية استباقية ليس لاحد مجاراتها .
ويشير الى ان امريكا لن تستهدف سورية على الاقل في المرحلة القريبة لان سورية بلد غير مهم من الناحية النفطية وان كان يتمتع بثروات اخرى مهمة كالموقع والتنوع الطبيعي وان الهدف الاميركي الحالي يتمثل في تحييد سورية واثنائها عن التدخل في شؤون العراق وارغامها على توقيع تسوية غير عادلة مع اسرائيل .
ولكن الدكتور عبد اللطيف متفائل بإمكانية تجاوز محنة احتلال العراق عبر نتائج المقاومة العراقية التي حققت خلال فترة قصيرة –كما يقول –قفزات كبيرة رغم وقوعها باخطاء جسيمة نوعا ما وربما ضعف التجربة كان السبب وراء ذلك .
وبالطبع شعور المرارة لايمكن اخفاؤه عند أم محمد التي تقول انها نصف سورية ونصف عراقية بحكم كون اخوالها واعمامها من عشائر على جانبي الحدود السورية والعراقية وتؤكد ان ماحدث في العراق سيحدث في كل بلاد العرب او انه حدث فعلا باشكال مختلفة .
وتضيف بغضب :الامريكان في مصر وكل الخليج والمغرب وليبيا وفلسطين والاردن وحتى سورية لو استطاعوا لقاموا بغزوها اليوم قبل الغد "ولكن حساباتهم ماتظبط مع السوريين".
وعندما سألنا الحلاق معتز  عن رأيه فيما حدث في العراق انطلق وكأنه يخزن جوعا للكلام عمره مائة عام وقال :اليهود يخططون لمائة سنة الى الامام ونحن نخطط لتصحيح اخطاء مائة عام فكيف نستطيع التغلب عليهم ..بعد احتلال العراق لم يبق سوى سورية لتحقيق شعار اسرائيل الكبرى "حدودك يااسرائيل من الفرات الى النيل"
ويتابع معتز مغالبا غصة وجرحا  " الله يعين العرب على اغلب حكامهم كل واحد قاعد ومبرد دمه وكأن ما يجري لا يعنيه او يحدث في فيتنام او كوستاريكا."
ويقول الطالب الجامعي زياد وهو طالب في السنة الثانية هندسة :صدام والاميركان وجهان لعملة واحدة الاول جلب الاميركان الى الخليج والاميركان كافؤه على ذلك بأن اعتبروه اسير حرب وبالتالي فان ذلك يحميه من مساءلة العراقيين الذي ذاقوا على يديه ابشع الجرائم.
أما التاجر أبو احمد فيرى ان القصة بمجملها تخضع للمصالح والقوة فلو كان العرب يملكون القوة لما تجرأ الاميركان عليهم لدرجة اعتقال رئيس عربي وعرضه على التلفزيونات وكأنه مشرد لا اكثر ولا اقل.
ويضيف ابو  احمد :بصراحة انا لا استبعد ان تكرر اميركا ما فعلته في العراق في أي بلد عربي لايوافق على الانصياع لها وعندما تقرر ذلك فليس لنا الا الدعاء فالدول العربية كل يمشي على هواه والقمم العربية اصبحت للخطابات وتسجيل المواقف والمنافحات العلنية .
ولكن لدى خير بغدادي الذي يحمل ماجستير في العلاقات الدولية رأي مختلف في قضية العراق فهو يزعم ان الولايات المتحدة اقدمت على غزو العراق وفق خطة مبرمجة هدفها احداث تغييرات جيو سياسية في منطقة شديدة الاضطراب ومليئة بالثروات ويقوم هذا التغيير على توسيع نطاق حلف شمال الاطلسي ليضم العراق وربما الاردن وبالمحصلة اسرائيل إضافة الى حصار ايران أو استيعابها واخضاع دمشق او اجبارها بأية وسيلة على توقيع السلام بالشروط الاسرائيلية .
ويتابع بغدادي :اذا نجح المخطط الاميركي لاقدر الله ستكون المنطقة العربية عبارة عن كانتونات تفصل بينها جدران العدوات والمصالح الضيقة والخلافات الدينية التي ستحرص اسرائيل على ابقاءها مشتعلة باعتبارها الدولة الاقوى بحكم السلاح والعلاقة مع القوة الوحيدة العظمى المتبقي .
اما السيدة منى وهي شابة عراقية فقد جمعتني المصادفة  بها عندما كنت اعد هذا التحقيق و في منزل عائلتي في دمشق رأيت عمار صديق اخي منذ الصغر يعرّفني بزوجته العراقية السمراء الجذابة المحجبة واستغربت كيف تعرّف عمار السوري على منى ؟وهو لم يذهب الى العراق وعندما سألته  التقطت منى طرف السؤال وقالت : انها جاءت من بغداد الى منزل جدتها في دمشق بعد سقوط نظام صدام حسين لان الامريكان يروجون اعلاميا انهم ينشرون الامن والامان والديمقراطية ولكن الحقيقة تبعد عن كلامهم مسافات كثيرة و ان مايحصل في العراق بعد دخول الامريكيين مختلف تماما ويفوق الوصف بكثير ولا علاقة له بالامان او الديمقراطية..
 فهمستُ في أذن منى : اهذا ما جعلك تتزوجين شابا سوريا ؟فقالت: لا لقد سحرني عمار بعينيه الخضراوتين ولذلك قبلت الزواج منه  دون تردد وضحكنا وسط دموع كثيرة تنهمر دون توقف وهي تتذكر والدها ووالدتها واخوتها الصغار الذين تركتهم في العراق  وانا اسجل قصة من الاف القصص الحزينة ..
ولدى سؤال عمار عن رأيه فيما يجري قال انه في حياته لم يتدخل في السياسة ولم يستمع الى الاخبار  ولكن اعجبه جدا واقتنع برأي سمعه بأن ما يحصل  للعراق هو مخطط له ولنا منذ زمن بعيد و آن  الاوان ان نستفيق وانه حزين  جدا على عدم وعيه وحرصه على فهم ما يجري وعندما يتذكر طيشه ومحاولاته الدائمة لترك سورية والهروب من ظروفه المتخبطة مرة الى روسيا ومرة الى اليمن يود ان يعيد الزمن نفسه ليفعل شيئا صالحا لهذا البلد  ..
الشارع السوري على اختلاف مشاربه في حالة ترقب ونسبة مشاهدة القنوات الاخبارية ترتفع الى ارقام خيالية وفي غياب أي دراسات ميدانية لحركة هذا الشارع يضطر المتابعون الى التحليل ولكن قطعا لن يحتاج المحلل الى جهد كبير ليكتشف كم هي المراراة وكم هو الغضب باد على السوريين ولكن كما يقال اذا هبت الريح وجب على الحشائش أن تنحني..
وأيا يكن رأي المواطن السوري العادي في الازمة العراقية فان غيوم سوداء تخيم على اجواء الشرق الاوسط وانقشاع هذه الغيوم بحاجة الى اكثر من الارادات الطيبة والنوايا الحسنة .
ان السوريين على اختلاف مشاربهم لايخفون قلقهم من الضغوط الاميركية على بلادهم خصوصا بعد ان اصبحت القوات الاميركية على حدودهم ولكنهم في نفس الوقت يعولون على نجاح الحوار المستمر مع الولايات المتحدة للوصول الى صيغة تبقى التوتر عند حدود منخفضة .



#بهية_مارديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقضية اغتصاب المرأة وجوه عديدة جرح ينزف حتى بعد نضوب الدماء
- مذكرات حازم جواد.. نقاط تثير التساؤلات حول مساءلات تاريخية


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بهية مارديني - بعضهم اعتبرها مؤامرة بين صدام و الاميركيين والبعض الآخر اعتبرها مؤامرة اسرائيلية كيف ينظر رجل الشارع العادي في سورية الى احتلال العراق ؟