|
تحقيق / لماذا يقبل شبابنا على تقاليع من هذا النوع/التاتو أخر تقليعة للموضة
إبتهال بليبل
الحوار المتمدن-العدد: 2485 - 2008 / 12 / 4 - 09:58
المحور:
الطب , والعلوم
ربما لن تؤمن المرآة يوماً بتلك المقولة التي تقول أن الجمال هو جمال الروح ، ولها الحق في ذلك حتماً ، لان كل وسائل الإعلام وتقليعات الموضة وآخر صيحات الجمال تؤكد لها أن الجمال يكمن في القشور وليس الجوهر ، وقد يكون اندفاع الرجل وراء جميلات الشاشة وعارضات الإغراء هو ما دفع المرآة للبحث عن أي شيء يجعلها جميلة في عيونهم ، أما ربما هو الترف المادي جعلها تبحث عن طريقة لاستنزافه ، التاتو أو الوشم تقليعة جديدة يقبل عليها من الجنسين ، الشباب يحفرون على أجسادهم نقوشاُ وكلمات قد لا يعرفون معناها ولكنهم يتحملون في سبيلها ساعات طويلة من ألألم من أجل أن يميزوا أنفسهم عن غيرهم ، أما النساء فأنهن يرسمن الحواجب وغيرها من ملامح الوجه لتزيد من جمالها وتلفت الانتباه ... حالة غريبة تجعلنا نتساءل : لماذا يقبل هؤلاء على تقاليع من هذا النوع خاصة أنهم لا يملكون إجابات واضحة ؟ ولو حاولتُ سرد ما أشاهدهُ يوميا لحالات من هذا النوع لربنا يفاجأ القارئ من أنهم يمتلكون طباعاً غريبة ، تفسر لنا الكثير من التناقضات في شخصية مستخدم هذه التقليعة ، المرآة اتجهت لهذه الظاهرة كي تعتني بجمالها باعتباره ( التاتو ) ماكياج أساسي ثابت في تحديد الشفاه ورسمها بدلاً من استخدام ( احمر الشفاه ) كما واستخدمت «التاتو» لرسم العين بألوان الكحل ليكون الكحل ثابتاً.ولا ننسى أيضاً في تغيير شكل الحواجب... وعن أحدى المصادر التي ذكرت ( أنه على الرغم أن الوشم الآن أصبح موضة ألا أنه في الماضي البعيد كان له وظيفة ورمز مرتبط بحضارة وتاريخ العديد من البلدان ، فمن الصين بدأ فن الوشم أو التاتو وأنتقل منها إلى الهند التي خرج منها قبائل الغجر أشهر طائفة من الجماعات الرحل والذين حافظوا على عاداتهم وتقاليدهم ومهنهم الخاصة بهم ومنها " الوشم " الذي أنتقل إلى أجزاء العالم عن طريقهم فعرفته قبائل المايا وكانت تستخدمهُ للتقرب من الآلهة ...وعرفتهُ قبائل أخرى من العالم من أجل أن تتميز به كل قبيلة عن الأخرى برسوم خاصة بهم تعد علامة مميزة لها ..واستخدمته أصحاب المهن المختلفة ليكون بمثابة بطاقة التعريف لهم والتي تسهل تعريفهم على أبناء مهنتهم في أي مكان بالعالم .. فكانت البحارة يوشمون الهلب على أذرعهم ، وأستخدم الكتبة وشم القلم دليلا على مهنتهم ، وقبل اختراع صحيفة الحالة الجنائية للمجرمين أو لأصحاب السوابق كان المسئولون عن السجون يوشمون الشخص الذي ارتكب جريمة وعوقب عليها بالسجن بعلامة مميزة تصاحبه طوال عمره لتكون بمثابة إنذار وتحذير للآخرين بأن صاحب الوشم سبق له ارتكاب جريمة وعوقب عليها بالسجن ... ومع تغيير العالم وتبادل الحضارات ... تطورت الو شوم أيضا حتى في مجال الجريمة فاستخدمها المافيا الروسية لتكون بمثابة علامات تعنى تدرج أفرادها وأعضائها في مجال الجريمة ورمزا لمكانته داخل المافيا فكل مرحلة يمر بها العضو يتم ترجمتها برسم معين على الجسد حتى يصل إلى مكانة عالية فيتم وشمهُ بنجمة كبيرة تخرج منها أشعة ... وبعيدا عن السجون والمجرمين يظل مشهد النجم الراحل رشدي أباظة في فيلم " تمر حنة " مميزاً وهو يستعرض وشم حبيبتهُ على صدرهُ دليلاً على لجوء المحبين إلى تسجيل قصص حبهم على أجسادهم لثبات إخلاصهم الأبدي وهو ما لجأت إليه أيضا سكينة ( ريا وسكينة ) أشهر سفاحة في القرن العشرين لتعبر به عن حبها لعبد العال شريكها في جرائمها ) ... اليوم تنتشر هذه الظاهرة ( التاتو ) في بلادنا بشكل ملفت للانتباه ، وخاصة بين الشباب في بعض من مناطق كردستان العراق ، حيث يقومون برسم أشكالاً ورموزاً على أجسادهم وتعتمد هذه الرسومات على طبيعة ورغبة الشخص في اختيارها .. كان الوشم في العراق ظاهرة منتشرة في أحدى الفترات التاريخية ، حيث كان للكثير ممن يعملون بصفة ( جندي ) أو عسكري يوشم على ذراعهُ ذكرى معينة أو أسم حبيبة له ، ولا ننسى السجناء كانوا يستخدمونه في كتابة أبيات شعرية أو كلمات تعبيرية عن حالات معينة يعانون منها مثلا ( المعذب ، حبيبي ، هجرني ) وهكذا .. أما النساء ومنهن جداتنا كن يجملن وجوههن بخطوط تسمى بالعامية ( ألدكه ) ، ولو حاولنا البحث لوجدنا الكثير منهن واللواتي يسكن المناطق الشعبية يزين وجوههن الوشم ( ألدكه) ، ولا أنسى وفاة جدة زميلتي ، عندما سمعتها تقول أن متألمين على جدتي لأننا لم نستطع أن نحقق رغبتها با إزالة خطوط الوشم من وجهها وجسدها ، لأنها سمعت يوماً أن الوشم محرم من الله عز وجل .. أن الذي شجعني على كتابة هذا الموضوع هو ما شاهدته على وجه زميلة لي في عملي ، أنها للمرة الثالثة تعمد إلى عمل لوجهها ( البوتاكس ) وهي عملية النفخ ، تصاحبهُ عملية التاتو ، لكن هذه الأخيرة ، جعلت من وجهها مشوهاً للغاية والعين اليسرى شل العصب الذي يسيطر على حركتها ، حقيقة عندما شاهدت ما أصابها ذهلت أمام عقل المرآة وكيف أنها تضحي بكل شيء من أجل إن ترضي رجلاً قد يستوعب ذلك وقد لا يستوعب ، كما أني لا أنسى أيضا تلك الممثلة المشهورة في هوليود عندما ظهرت بشكل مخيف وأنفها الذي بدأ بالنزف فسألها الحاضرين ما سبب ذلك ، قالت أنه بسبب العدوى التي أصيبت بها من عملية حقنها بإبرة ملوثة بمرض الكبد الفيروسي ، لعمل موضة التاتو .. الكثير من الأطباء اليوم حذروا من أضرار التاتو وبشدة وتعالت الأصوات الآن على ظهور الكثير من الأمراض السرطانية وانتقال أمراض الكبد الوبائي بسبب التلوث واستخدام نفس الأدوات عند الحقن دون تعقيم ...وهاهي الحكومات العربية مثل الحكومة الأردنية أصدرت تعليمات معدلة لتراخيص صالونات قص الشعر منعت بموجبها الصالونات من مزاولة مهنة التاتو في شهر تموز /يوليو الماضي . وجاء المنع بسبب ما تحتويه الأحبار المستخدمة من مواد "مجهولة غالباً" قد تؤدي إلى التسمم إضافة أن الأدوات المستخدمة في "التاتو" والتي تحقن من خلالها الأحبار داخل الجسم قد تؤدي إلى نقل الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائي أو فيروس الإيدز.. أن الله تعالى لم يحرم شيئاً بدون سبب ، فقد حرم على الإنسان كل شيء له نتاج سلبي على حياتهُ ، كم ؟؟ هو رحيم سبحانهُ وتعالى ، يحب مخلوقهُ ولكنه لا يتعض ، ألا يكفي ، ألا يكفي ما يحل بنا من كوارث نتيجة ابتعادنا عن الله تعالى ونتيجة جرمنا بأنفسنا ، هذه دعوة إليك سيدتي أن تتركي كل ما يشوه جمالك بل ويحرمك من نعمة التواصل بحرية مع الآخرين ..
#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أين مكرمة بطل عام 2008...لكمال الأجسام اللاعب ستار عطية
-
في ذكرى وفاته يوم 17 تشرين الثاني عام 1949 /شاعر الأسى الروم
...
-
الدولة المعنوية والعقلية
-
نون النسوة
-
لوحة الفنان الاسباني سلفادور دالي/ حرية الفكر وتخمة الأفكار
...
-
الرؤيا الجدلية في لوحة الفنان التشكيلي حسين السلوان
-
أنا كاتبة لا نجمة إعلان
-
العنف وجذوره الجزء الخامس /نساء يجلدهن التخلف تحت غطاء زواج
...
-
بعق الإلهة تلاشت
-
حوار ..الخاطرة ، الشموخ ، الأمل في لوحات الرسام حسين السلوان
...
-
مدينة أهلها عراة وسماؤها تمطر . .
-
تحقيق / موظفات بين الرغبة في الدراسة والسعي الى زيادة الراتب
...
-
تحقيق / شخبطة طفلكِ على جدران المنزل ...حجر أساسي في بناء شخ
...
-
خنفساء (1)
-
(قصائد)
-
هل من تعليق إيها الكتاب العرب عن حوار أمين عام المجلس الإسلا
...
-
الأرملة العراقية في الهاوية ( الجزء الثاني )
-
الأرملة العراقية في الهاوية ( الجزء الأول )
-
ظاهرة ضرب الزوجات ...مسؤولية الرجل والمجتمع
-
رقصات مياه الصرف الصحي على أنشودة المطر
المزيد.....
-
مصر.. تحرك برلماني لإلغاء قرار رفع أسعار المكالمات الهاتفية
...
-
اضطرابات وفصام.. أضرار كارثية للمخدرات على الصحة العقلية وال
...
-
مباراة النصر والقادسية تويتر SSC SPORT1 HD دوري روشن السعودي
...
-
أضراره تصل إلى توقف القلب والموت.. كيف يدمر مخدر الأيس الجسم
...
-
الإجهاد قد يؤدى إلى الإصابة بمرض السكري.. كيف تقلل المخاطر
-
“نزلها وفرح اطفالك” تردد قناة كراميش الجديد على القمر الصناع
...
-
مش بس مخك.. كيف يمتد تأثير المخدرات المدمر لأعضاء الجسم إلى
...
-
قد تكون أول دليل على السرطان.. علامات لو ظهرت على ساقيك لا ت
...
-
تردد قناة مصر أم الدنيا الجديد 2024 على القمر الصناعي نايل س
...
-
5 مشروبات تمنحك عظامًا أقوى لو عندك نقص فى الكالسيوم.. إنفوج
...
المزيد.....
-
هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟
/ جواد بشارة
-
المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
-
-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط
...
/ هيثم الفقى
-
بعض الحقائق العلمية الحديثة
/ جواد بشارة
-
هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟
/ مصعب قاسم عزاوي
-
المادة البيضاء والمرض
/ عاهد جمعة الخطيب
-
بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت
...
/ عاهد جمعة الخطيب
-
المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض
/ عاهد جمعة الخطيب
-
الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين
/ عاهد جمعة الخطيب
-
دور المايكروبات في المناعة الذاتية
/ عاهد جمعة الخطيب
المزيد.....
|