بلكميمي محمد
الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 07:34
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
-4-
في المغرب ،، كان الوضع الطبقي ، غداة الاستقلال على النحو التالي : من جهة اولى ، كانت هناك طبقة وسطى زراعية ناشئة ، ( كنتيجة لافرازات الصراع الطبقي بين الاقطاع والفلاحين الخماسين ) .
ومن جهة ثانية ، كان هناك النظام القبلي الجماعي المغلق على ذاته ، الموجود في حالة ما قبل الانحلال .
ومن جهة ثالثة ، كان هناك الراسمال الزراعي المغربي الكبير ( كنتيجة لافرازات الصراع الطبقي – الوطني بين الراسمال الكولونيالي الاحتكاري والعمل المغربي ) ..
ومن جهة رابعة ، كانت هناك طبقة عمالية وسطى ناشئة ( كنتيجة ايضا لنفس الافرازات الاخيرة ) .
اما تشكيلة الصراع الطبقي ، في الفترة التاريخية الحاسمة ، فقد كانت على النحو التالي :
في اليسار قطب الراسمال الصغير الناشئء ( الزراعي اساسا ) .. وفي اليمين قطب الراسمال الكبير المغربي ( الزراعي اساسا).. وفي الوسط قطب الطبقة العاملة الوسطى الناشئة ... وخارج العلاقات الراسمالية ، يوجد النظام القبلي الجماعي المغلق .
واذن كان جوهر الصراع الطبقي الطاحن ، يدور وقتئذ ، بين طبقة الراسمال الصغير الصاعد ( التي يعبر عنها بن بركة ) ، والتي تريد ان يتم التحول الراسمالي تحت قيادتها .. وبين طبقة الراسمال المغربي الكبير الصاعد ، التي تريد بدورها ان تقود صيرورة التطور الراسمالي في المغرب .
ان طبيعة ذلك الصراع الطبقي ، كانت طبيعة تناحرية اقصائية .. اذ لاامل في فوز احد المشروعين المتعارضين ، الا بتدمير الطبقة الخصم .
هذا الصراع الطبقي المصيري ، كان يميل موضوعيا لصالح الراسمال المغربي الكبير ، من جهة ، لان هذا الاخير ، كان يستند الى خلفية راسمالية قوية ( ارث ممتلكات الراسمال الكولونيالي ) ومن جهة ثانية ، لان الراسمال الصغير الناشئ ، لم يكن يستند لاي عمق استراتيجي ، باعتبار ان النظام القبلي كان نظاما مغلقا ، خارج دائرة العلاقات الراسمالية .
فهذا الصراع الطبقي الغير متكافئ اصلا ، تم حسمه بشكل نهائي ، لما قررت الطبقة العمالية الوسطى ( الممثلة في نقابة الاتحاد المغربي للشغل ) . الانحياز الواضح لقطب الراسمال الكبير .
فكانت هزيمة الطبقة الوسطى الثورية المغربية
وكانت هزيمة زعيمها الثوري العملاق بن بركة ...
-5-
بعد تدمير الطبقة واغتيال الزعيم ، والمحاولات المتكررة لتدمير وتصفية حزب الزعيم .. كان كل هم مناضلي حزب الزعيم ، هو النضال المستميت لوقف خطر الانقراض المرعب .
اية بطولة تلك ، ابان عنها رفاق الزعيم واحضاء حزبه ، للحفاظ على الاستمرارية .
ويالعظمة يقول الفقيد عبد السلام المؤذن الصمود الفوق الانساني الذي قدمه المناضلون الاتحاديون ، والذي لولاه لماكان شخصيا ، يتمتع بامتياز ممارسة السياسة والنضال .
شخصيا يقول عبد السلام المؤذن ، لم يكن في يوم من الايام عضوا في الاتحاد .. الا انه لايسعه الا ان يعلن : انه ينتمي للحركة الاتحادية التاريخية .
#بلكميمي_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟