|
استراتيجية الإصلاح
محمود رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 03:34
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
دعاة الإصلاح كثروا وقت الانتخابات و ازدادوا عددا و قوة رغم ظهورهم المصاحب لفتح باب الترشيح لانتخابات نقابة المحامين ، وانفعالهم لعملية الانتخابات و رغبتهم في المساهمة في عملية الإصلاح من خلال كشف الفساد و أعمال النقابين المرشحين لمجلس نقابة المحامين و نتائج أعمالهم خلال تلك الفترة ، مع أنني كنت أتساءل مع نفسي أين المصلحين وقت ما كان الفساد يمارس علنا داخل النقابة ؟!! ،لماذا المصلحين صامتين ومنعزلين وقت ما كان الفاسدون يسعوا في نقابتنا الفساد ؟؟! ،
وقت ما حقق بعض الشخصيات النقابية إنجازات في تجاهلهم للفساد ، و اهتموا بقضايا أقل حساسية من الناحية النقابية و الخدمية ، تاركين قضايا بالغة الحساسية والأهمية غير عابئين بهموم المحامين و مصالحهم و مصالح نقابيتهم و رامين بها في بحر لوجي ليواجها المحامين فرادا و منفردين ، هم في وادي و المحامين في وادي أخر و نقابة المحامين في وادي ثالث أهكذا أصبحنا و بمصالحنا مهملين فلا تتحسروا بعد ذلك فأنتم دعاة الإصلاح السبب في حالنا اليوم ، سعي المفسدين في نقابتنا بالفساد و انتم صامتون و منعزلون فلا يقبل الندم بعد ذلك و سعيكم اليوم بعد ما كان و مضي ما هو إلا إنقاذ لأنفسكم من الهلاك و المصير المحتوم .
و عندما برزت قوة الفساد في مواجهة القادة النقابين فوجدوا أنفسهم أمام ثلاث خيرات أما التورط النشط في الفساد أما يقف موقف المتفرج الذي لا يتورط في إي نشاط للفساد أما مواجهة الفاسد ، و استمرار القادة النقابين أمام الخيرات الثلاث مفكرين و باحثين عن حل لتلك العثرة و المعضلة وفي النهاية انتصرت قوة الفساد عليهم و حققت نجاحات و انتصارات متتالية و متعاقبة لعدم التصدي الحاسم للفساد ، لما كان نقيب المحامين يعتبر نفسه شيء مستقلا عن المجلس ككل و كأنه ترس كبير لا يريد أن يعمل مع منظومة التروس الأخرى الأصغر منه مما أدى لعطل و عطب أصاب الآلة وتحتاج لتغيير جميع التروس الموجدة داخلها ، لكي تعود و تعمل من جديد .
أما عن توقيت الإصلاح لدعاة الإصلاح إلا كان يجب أن يكون لكم صوت و تأثير قبل الانتخابات إلا يفسر توقيت الإصلاح عندكم ؟ بأنه قد يساعد علي حدوث فضيحة أو أزمة خلال فترة المجالس السابقة إذا كنتم تفكرون بهذه الطريقة أو الاتجاه فيدل علي ضعفكم و عدم قدرتكم علي الإصلاح ، بل التفكير يجب أن يؤكد فكرة أن القوة الدافعة للإصلاح قد تكون أحيانا أقل دارميه ،واضرب لكم مثل ما حدث في مشروع علاج المحامين و أسرهم و تفجير قنبلة الموسم وما أثبته بما لا يدع مجالا للشك أن الفساد واضح و جلي داخل مشروع العلاج ، رغم ما صاحب ذلك من سرعة الاستجابة لمجلس النقابة أتضح لنا أن الفساد أقوي و أكثر تأثير علي القادة النقابين داخل مجلس النقابة وثبت ذلك باستمرار الفساد كما كان وكأن شيء لم يحدث .
ولكنني متفائل أننا سوف نري غدا أفضل ولكن ليس بيكم ولا بجيلكم المتخاذل المقصر في حقنا و حق نقابتنا ، سوف نري غدا أفضل بعزم شباب المحامين فهم الأمل و المستقبل و سوف نفكر نحن بدون مساعدتكم استراتيجية الإصلاح وتنمية قدرات جموع المحامين .
إلا يعد ذلك قفرة رائعة بعيدا عنكم و مستوي تفكرنا و قدرتنا علي الإصلاح و التفكير في مرحلة جديد لنقابتنا لذلك يعتبر ذلك التحدي الأكبر عندنا و الهدف الاسمي الذي يجب أن نهتم بيه و يهتم بيه الجميع .
نقول أن استراتيجية تنمية المحامين يجب أن تراعي كافة الأبعاد الاقتصادية و الاجتماعية و الحضارية و السياسية في البلاد و تأتي وفقا خطه مرحلية يسعى أليها الجميع وفق تسلسل تدرجي و مرحلي ، و الاستراتيجية الشاملة لا بد أن تبني علي أهداف بعيدة المدى وفي ضوء نظرة ممتدة بحيث لا تقتصر علي أداراك الأوضاع القائمة فقط ، ولكنها تأخذ في الحسبان التطورات المحتملة في هذه الأوضاع ، ومن ثم فإن استراتيجية تنمية المحامين يجب أن تتسم بالمستقبلية ، و تستهدف تحقيق نتائج حاسمة في مدي زمني بعيد نسبيا .
إن التفكير الإستراتيجي في الوقت ذاته قد يتعامل مع بعض المواقف الحاضرة في إطار تطور متكامل للأوضاع المحتملة في المستقبل ، وبالتالي يمكن بناء استراتيجيات قصيرة أو متوسطة المدى لمعالجة قضايا ومشاكل تنمية المحامين ولكن ضمن تصور استراتيجي شامل طويل الأجل ، ومن ثم تتكامل الجهود و تتراكم الآثار الإيجابية إلي أن تتحقق النتائج النهائية المرغوبة .
إن التفكير الاستراتيجي يعتمد في الأساس علي أسلوبين لمعاجلة المشكلات أولا : الأسلوب الهجومي عند توفير الإمكانيات ، وثانيا : الأسلوب الدفاعي عند شح المصادر ، ويتوقف اختيار أحد الأسلوبين علي طبيعة الظاهرة موضع البحث ، وإدراك المخطط الاستراتيجي لحقيقة الظروف و القيود المفروضة علينا استخدامها .
وعندما يحين وقت بناء الاستراتيجية لنقابة المحامين يجب الأخذ بالحسبان الأتي :
1 - الرصد الواقعي و التحليل العلمي لمستوي التنمية لمهنة المحاماة 2 - تصور و تحديد التكوين الأمثل للموارد الهائلة لنقابة المحامين 3 - المقارنة الموضوعية بين المستوين أ - المستوي الفعلي للموارد المتاحة
ب- المستوي المستهدف
4 - تحرير الفجوة الواجب العمل علي علاجها من خلال السياسات و البرامج و الآليات المؤثرة علي القدرات و الإمكانيات المتاحة .
من أساليب التوصل إلي تلك الأهداف السامية يجب توجه نقابة المحامين إلي تنمية قدرة المحامي علي التفكير الحر المنطقي و الإبتكارى ، ومراجعة النفس و تعليمها النقد الذاتي ، والسير في طريق الإبداع و التحرر ، والبعد عن قبول فكر موجه أو تلقين مبادئ أو سياسات عقائدية تغلق عقول المحامين علي آراء و معلومات جامدة .
إن تلقين ثبت أنه ينتهي إلي جمود فكري ، ويؤدي إلي التخلي عن استعمال أغلي ما خلق الله وهو العقل ، ذلك لأن التفكير الحر يحمي الفرد من قبول آراء و توجهات لا يقبلها العقل ، و يؤهله لاتخاذ القرار السليم و تصور المستقبل ، و قبول المعقول من الآراء و القيم و رفض ما سواها .
وعدم إدراك حجم السلبيات التي مارستها المجالس السابقة بنقابة المحامين من عدم التركيز علي البنية الأساسية و أهمها المحامي ، وقدراته و إبداعه و إمكانياته ، برغم أن ذلك يعتبر الأساس الأول لكل تطور ، و عدم الإيمان بجدوى الجهد و التفوق و إحراز التقدم ، و إهدار دور المرأة التي تمثل نصف المجتمع و تجاهلها تمام و تجاهل أشركها في إي عمل لنقابة المحامين بالإضافة إلي أن التنمية بلا تخطيط لما يمكن إنجازه ، وبلا تحديد أهداف مرسومة يمكن الوصول إليها يعد اخطر السلبيات التي تواجهها نقابة المحامين وسعى النقباء إلي التنمية بلا شحن نقابي و تعبئة وولاء في إطار أهداف تحدد مصير النقابة والمهنة يعد حرث في ماء البحر ولن يجدي نفعا و لن يكون له إي تأثير في عملية الإصلاح .
و يضاف أيضا لقائمة السلبيات عدم وجود منظومة متكاملة ملائمة و محددة نحو اتجاهات ومواقف و سلوك نقابة المحامين من القضايا الوطنية التي يهتم بها الرأي العام .
كل هذه الأبعاد تؤثر في التنمية و تتأثر بها و محصلة هذه المعادلة التبادلية تكمن في قدرة المحامي علي التكيف مع مجالاتها المختلفة من خلال فكرة تعليمه و ثقل قدراته ليستطيع بعد ذلك حل قضاياه الخاصة بمكتبه بطريقة مهنة محترمه تزيد من قدر مهنة المحاماة و نقابة المحامين .
الاهتمام بقضية إعادة التأهيل و الابتعاد عن البرامج غير المدروسة و الأساليب العشوائية ، ودرء تأثيرها علي نوعيه المحامي الذي إذا ضعف مستواه فأنه يضعف مهنه المحاماة و يزداد حمل نقابة المحامين أكثر وأكثر .
لابد من الإيمان بجدوى المعرفة ، والتأكيد علي حتمية القدرة علي استمرار التعلم و الاستزادة منه مدي الحياة ، ذلك هو مفتاح اللحاق بركب التطور المنتظر ، و المؤدي إلي زيادة الدخل و تعميم للفوائد علي المحامين ، ويحسن مستوي الحياة ، فيزداد الادخار فيرتفع مستوي الخدمات داخل نقابة المحامين و يزداد دورها و تأثرها .
لا بد من التأكد علي أن كل خطة تخطوها نقابة المحامين في المراحل المقبلة وكل مجال تمر فيه النقابة في معترك الحياة النقابية ، يمثل فرصة للاستزادة من المعرفة و الإضافة إليها و يمثل مكسب نستطيع من خلاله تكوين رأيه مستقبلة للأحداث ووضع نتائج محتمله و طرق مواجهتها مستقبلا .
و أن يوجه العمل النقابي لتنمية القدرة علي الإحساس بالذات و الإحساس بالبيئة و الإحساس بقيمة الوقت و المسئولية عن العمل ، تلك مسئوليات وطنية مطلوب حقنها لأهميتها وهي قيم لا تنمو إلا من خلال الإيمان بأن تنمية القدرات هي صناعة المستقبل و من خلاله تتأكد جدوى التطور و المعلومات و السلوك و الملكات وبه يتم تشكيل المحامي للتعامل مع المتغيرات المنتظرة خلال حياته القصيرة ، وما قام بيه النقابي البارع الأستاذ / صابر عمار مقرر معهد المحاماة منفردا عمل رائع و جهد كبير منه ولكنه عملا منفردا كان يجب أن يشارك بيه الجميع لإنجاحه بكافة السبل ، مما أدي بيه بأنه أصبح المتهم وحيد أمام ثروة المحامين الشبان الذي يظنون بأنهم يكاد بهم و ظلموا من مقرر معهد المحاماة وما كان رد فعل نقيب المحامين / سامح عاشور إلا رمي أو وضع الأستاذ / صابر عمار أمامهم ليلقي انتقادات و اتهامات بدلا ما كان يتوجه إليه الشكر والعرفان .
والنهاية نأمل ان يشارك جيل دعاة الإصلاح جيل استراتيجية الإصلاح لأن مصلحتنا وحدة ومستقبلنا واحد .
عاشت نقابة المحامين بعزم شبابها
#محمود_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مرشح سيء السمعة
-
ثروة الإصلاح (( خصخصة توزيع أسهم القطاع العام علي المصريين )
...
-
ليله سقوط تجربة عاشور
-
محامون بلا قيود ... حركة إصلاحية
-
محمية الفساد
-
نحتاج لمشروعات قومية وليس لقوائم قومية
-
أنكشف ملعوبكم
-
براءة ممدوح اسماعيل .. فساد حكم و فساد دفاع
-
باطل .. باطل
-
التغيير
-
نذير شؤم علي نقابة المحامين
-
4 مايو إضراب عام لمحامين مصر (( احتجاجا علي الظلم و الفساد و
...
-
الخبير الوهمي
-
لتكن الجمعية الباطلة غدا مقبرة للنقيب والأعضاء فهلموا نواريه
...
-
نحن لسنا (( لوبي انتخابي )) بل (( لوبي ضد الفساد ))
-
دعوة لمحامين مصر الشرفاء للحضور و التضامن جلسة الطعن على الج
...
-
غاز مدعوم لإسرائيل
-
تهديدي بإحالتي للتأديب .... ظلم و فساد
-
بلاغ للنائب العام ضد الوزير / سامح فهمي وزير البترول المصري
-
نتضامن مع محامين باكستان ضد الفساد
المزيد.....
-
ما هي حقيقة زيادة الرواتب؟ .. المالية تكشف عن جدول صرف رواتب
...
-
WFTU Declaration in Solidarity with the Arrested Unionists i
...
-
العملاق الألماني فولكسفاغن يعاني: إضراب وسط تفاقم الأزمة!
-
ألمانيا.. إضراب ما يقرب من 100 ألف عامل في -فولكس فاجن-
-
بعد مشاركة 100 ألف عامل.. إنهاء إضراب فولكس فاغن التحذيري
-
بيان الذكرى 72 لاغتيال الزعيم الشهيد فرحات حشاد على الع
...
-
دعوى على أبل بسبب -التجسس على الموظفين-
-
المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت
...
-
المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت
...
-
” 200 مليون دينار ” سلفة من مصرف الرشيد فورية في حسابات المو
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|