أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الناجي - بغداد .. أي ذاكرة هذه التي تتوقد بعد كل هذه السنين














المزيد.....

بغداد .. أي ذاكرة هذه التي تتوقد بعد كل هذه السنين


أحمد الناجي

الحوار المتمدن-العدد: 764 - 2004 / 3 / 5 - 08:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مقولة التاريخ يعيد نفسه أمست أثيرة يجري ترديدها بكثرة هنا وهناك بسبب تراكم الاحداث المتكررة الحصول مصادفة في فترات متباعدة أي تماثلها رغم الزمن الطويل الذي يفصل بينها وهي من دون شك ليست قاعدة منهجية ومهما تصادف تكرار الحدث تبقى المقوله بحد ذاتها تمثل حالة انتقائية تستل بين الحين والاخر توظف هنا وهناك وهي في كل الاحوال تستند على التشابه والتماثل الى حد ما في تكرار العموميات وتحتمل الاختلاف في التفاصيل ولكن كثيرا ما يختلف وهج تأثير صدفة الحدث والق الترديد تبعاً لاقتراب مسافة التطابق أو ابتعادها في الزمنين البعدين وتلك بالتأكيد أن ما يحدد ذلك هو الظروف الموضوعية والذاتية .
ما جاء في هذه مقدمتي الوجيزة يتأتى من فعل المفاجأة التي تحسستها عندما كنت أقرأ في كتاب الدكتور علي الوردي لمحات اجتماعية من تاريح العراق الحديث جـ 4 وبالذات أحداث عن الاحتلال البريطاني للعراق الذي بدأ في 6 تشرين الثاني 1914 تلك الفترة التي غيبت قسرا وجرى التعتيم عليها من قبل الحكومات المتعاقبة كافة في محاولات مقصودة للتعميه على دور العراقيين في مقارعة الاحتلال الاجنبي وقد اختزن الاستاذ الكبير على الوردي الكثير من الاحداث والتجارب في سفره الخالد ذلك ومن المفيد والضروري اعادتها الى ذاكرة العراقيين وخصوصا في مثل هذا الظرف الذي يمر به العراق أنها مجرد دعوى أتمنى أن تلقى استجابة لدى المعنيين في عراقنا الجديد الذي نروم فيه ان يكون راعيا للثقافة الوطنية الحقة.
توقفت عن القراءة ولم يعد الكتاب في يدي بعد ان رميته جانبا متأملا ولفترة طويلة ازاء حدث أورده الدكتور الوردي محاولاً شحذ ذاكراتي خلال أيام مريرة عشناها اثناء دخول قوات الاحتلال الامريكي للعراق فقد تمثل ذلك الحدث في هبوب عاصفة رملية كثيفة في سماء بغداد بحيث امسى مدى الرؤية فيها محدوداً وان كان ما ذكره الوردي لا يخرج على الاطلاق عن اطار ذكر حدث بسيط جاء في سياق الحدث العام حصل بشكل عابر قبل أسبوع من دخول طلائع قوات الاحتلال البريطاني بغداد عام 1917 وبالتحديد يوم 10 آذار كان يمكن لهذا الحدث أن يمر دون أن يسترعي اهتمامي لولا تكرار حصوله أيضا قبل أيام من دخول القوات الامريكية وحلفائها الى بغداد أي بعد ما يقارب الستة وثمانون سنة وبالذات ليلة الخامس على السادس من نيسان 2003 بعد ان علت عاصفة رملية هوجاء سماء بغداد وبقية المحافظات انعدمت الرؤيا من جرائها واستمرت السماء العراقية لعدة ايام تهيل غبارا ولست مبالغا فقد كان نثارالغبار ممزوجا بحبات رمل تنهال على رؤوس القادمين الجدد من وراء المحيط تعيق رؤياهم القصيرة اصلا .
أي استشراف هذا لهول ما هو قادم يا عراق ... وأي استقبال حافل قمت به يا سماء بغداد لقوات الاحتلالين رغم بعد الزمن بينها ... وأي توديع مهين للمهزومين الادعياء اقمتيه في المرتين... وما هذا التناغم المتشابة والمتكرر في الرد على حدث تأنفين ... أي ذاكرة هذه التي تتوقد بعد كل هذه السنين ...
ليعذرني من يحس تحيزي لهذا الفعل العفوي وفرط اغتباطي لتزامن واحد من نواميس الطبيعة مع ما يجيش في دواخلي حين استعيض به تعبيرا عن مشاعري وانا العاجر حينها عن فعل شيء فلا احسب هذا الحدث المعبر مصادفة عفوية بل هذا اضعف الايمان كرد في استقبال المحتلين وتوديع المهزومين بلا رجعة وأقدر ان في المرتين جرى تسخيره تعبيرا ونيابة عن جموع المظاومين الصامتين من العراقيين .
شكرا استاذي الكبير على الوردي فقد الهمتني ما سطرت واحسب انني وفيت لك في طريقة الوداع الدثار المهين لمن توهم أنه يستطيع حبس نتاجك الفكري الثر واراد اختزال الثقافة بيد المتكسبين .



#أحمد_الناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدم ينتصر على السيف


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الناجي - بغداد .. أي ذاكرة هذه التي تتوقد بعد كل هذه السنين