أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - قصيدتان: لفدريكو غارسيا لوركا














المزيد.....

قصيدتان: لفدريكو غارسيا لوركا


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 09:24
المحور: الادب والفن
    



ترجمة: عبد الستار نورعلي


* بانوراما عمياء فوق نيويورك


إذا لم تكنْ هي الطيور
مغطاة بالرماد
إذا لم تكنْ التأوهاتِ التي تقرعُ نافذةَ العُرس
فهذه هي مخلوقاتُ الهواء الرقيقة
التي تجعل الدمَ الجديد يفيض في الظلام اللانهائي.
لكنْ لا، ليست هذه طيوراً
لأنَّ الطيورَ ستصبح حالاً ثيراناً.
بمساعدة القمر يمكنُ لها أنْ تصبحَ مرتفعاتٍ بيضاً
وهي دائماً صبيانٌ مصابون
منْ قبل أنْ يرتقيَ القضاةُ المنصة.

الكلُ يشعرُ بالألم المتوحد مع الموت
لكنَّ الألمَ الحقيقيَ ليسَ حاضراً في النفس.
ليس موجوداً في الهواء، ولا في حياتنا
ولا في هذه الشرفات المليئة بالدخان.
الألم الحقيقي هو الذي يُبقي الأشياءَ يقظةً
هو جرح الحريق الصغير المؤلم اللانهائي
في العيون البريئة لأنظمة الشمس الأخرى.

بدلةٌ مهجورة تضيق على الأكتاف لدرجة
أنَّ السماء غالباً ما تجمع البدلات في أكداس غير مستوية،
والذين يموتون حين يولدون، يعرفون في اللحظة الأخيرة
بأنَّ كلَ الأصوات تتحجَّرُ وكلُ الآثار تصبحُ نبضاتِ قلوبٍ
نحن لا ندري بأنَّ الأفكارَ لها ضواحٍ
حيث الفيلسوفُ يؤكلُ ويُشربُ
من الصينين وعبيد الفراشات
وفي المطابخ عدد من الأطفال الأغبياء
عثروا على طيورٍ من السنونو بعكازاتٍ
وهي التي عرفت كيف ينطق الانسان كلمةَ: حب.

لا، لا، ليست هي الطيور.
ليس طائراً يُعبِّرُ عن الحمى الشديدة للبحيرة المتصلة بالبحر
أو الاشتياق الى قتلٍ يُثقلُ كاهلنا كلَ لحظةٍ
أو ضجة الانتحار المعدني التي تمنحنا القوةَ كلَ فجر
إنها كبسولة بالهواء حيث كلُ العالم يتألمُ في داخلنا
إنهُ فراغٌ قليل حيٌّ في التناغم المجنون مع الضوء
إنه طابقٌ صعبٌ تحديده حيث الغيوم والزهور تنسى
الصراخ الصيني الذي يغلي عند مكان الدم الزائد.
لقد تهتُ عدة مراتٍ
حين رغبتُ في أنْ أجدَ الجرحَ الذي يُبقي الأشياء يقظةً
لكنني وجدت فقط بحارةً معلقين على الأسيجة
ومخلوقات صغيرة من السماء، مدفونةً تحت الثلج.
لكن الألم الحقيقي كان موجوداً على الساحة الثانية
حيث الأسماكُ الكريستالية قد ماتتْ بين سيقان الأشجار
ساحة السماء الغريبة تحمل التماثيل الهَرِمة السليمة
وجوار البراكين المؤلم.

لا ألمَ في الصوت، هنا توجد الكرة الأرضيةُ فقط.
الكرة الأرضية ببواباتها الأبدية
التي تقود باتجاهِ احمرار الثِمار.

* * * *


* الفجـر


للفجر في نيويورك
أربعة أعمدةٍ منْ وحلٍ
وإعصارٌ منْ حمامٍ أسود
منتشر في الماء العفن.
الفجرُ في نيويوركَ يتأوهُ
على امتداد الطوابق اللانهائية
ويبحث بين الخطوط
عن زنابق من اكتئابٍ مرسوم.
الفجر يبزغ ولا أحدَ يستقبله في فمهِ
لأنه لا يوجد صباحٌ ولا أيُّ أملٍ محتمل.
أحياناً يُخترَقُ ويُؤكلُ ويُشربُ أطفالٌ مشردون
منْ سيل العملات المعدنية المنهالة.
الأوائل الذين يخرجون يفهمون حتى النخاع
بأنه لن يصبح هذا لا فردوساً ولا حباً مُحرَّماً.
هم يعرفون بانهم سيتحولون إلى وحلٍ من الأرقام والقوانين
إلى لعبةٍ بلا شكل، وإلى مجهوداتٍ غير مجدية.
النور مدفون بين السلاسل والضجيج
في تحدٍ صفيق من عِلمِ بلا جذور.
في الحي أناسٌ يترنحون من الأرق
كما لو أنهم قد عاشوا تواً حالة جلطة دموية.


* عن ترجمة ماريكا غيدين السويدية لمجموعة (شاعر في نيويورك)

الاثنين 25 اغسطس 2008



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري بين الأعظمية والكرادة الشرقية
- ماكنتُ يوماً في الشيوعيين
- في كلِّ يومٍ ألفُ صدامٍ ظَهَرْ
- اتحاد الأدباء العراقيين
- قصة الأصدقاء الثلاثة ورقصة الحلقة
- والشعراء .....
- اقطعْ لسانك عن فمك!
- بياع الفلافل والرقاص والقاتل
- الشاعر عبد الرحمن عفيف لوحة المكان والحب والألوان
- العمائم
- كتاب (الفيليون) لنجم سلمان مهدي
- الشاعرة ماريا بوليدوري مختارات
- كوستاس كاريوتاكيس مختارات
- Sten
- قصائد للشاعر السويدي محمد عمر
- قصائد مختارة للشاعر الكوري كو آن
- صورة عصية على الإطار
- (ومضات) 2 ليوجين أونيسكو
- عمران عز الدين أحمد والقصة القصيرة جداً
- -ومضات- ليوجين أونيسكو


المزيد.....




- الحلقة الأولى مترجمة” عرض مسلسل قيامة عثمان جميع الحلقات متر ...
- فنانة مصرية معتزلة تتعرض لهجوم بسبب الحجاب
- الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات الفنية في بلاده
- -يجب إيقاف هذا السيرك-.. سياسي فرنسي يدعو إلى وضع حد لتشويه ...
- للعام الرابع.. السياسة تفرق والأغنية توحد في -يوم الأغنية ال ...
- الجزيرة للدراسات يصدر -رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني-
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تختتم في موسكو تسجيل حضور ما ...
- رسميا… الان نتيجة الدبلومات الفنية الدور الأول برقم الجلوس 2 ...
- متعهد حفلات شهير: -أصالة- ستغني في لبنان ونضال الأحمدية تبتز ...
- ننشر نموذج أجابه امتحان الإنجليزي تالتة ثانوى 2024 كامل ..حل ...


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - قصيدتان: لفدريكو غارسيا لوركا