أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - الكنائس والمساجد -بديلا للمصانع والمزارع














المزيد.....

الكنائس والمساجد -بديلا للمصانع والمزارع


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 07:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى اخر صور الحلقة الجهنمية للتطرف والاحتقان الدينى المتصاعد ,بين طوائف الامة فى مصر العربية , فقد نشبت معركة بين مصلين مسلمين ومصلين مسيحيين-اقباط- فى مدينة عين شمس المصرية ذات التاريخ الفرعونى , وأصل الحكاية ان هناك مسجدا للمسلمين تم افتتاحه للصلاة , وبدأ الاذان لمدة خمس مرات فى اليوم,كما هى العادة, فاذا بالاخوة المسيحيين , يشمرون سواعدهم ,ويبذلون النفيس والغالى ,من اجل افتتاح كنيسة,فى مكان مقابل تماما للمسجد الذى تم افتتاحه , وبدات الترانيم والصلوات القبطية على غير العادة , بصوت مرتفع ,واثناء انطلاق الاذان الاسلامى من المسجد المقابل ؟
الغريب ان المبنى الذى تمت فيه الصلاة القبطية , كان فى الاساس مصنعا يأوى عشرات العمال والفقراء ,من الجانبين المسلم والقبطى, واضطر صاحبه لعرضه للبيع بسبب الازمة الاقتصادية فى مصر , وبسبب ضغوط الضرائب والمكوس الحكومية , التى تتصاعد ضد المصانع والمشروعات الصغيرة او المتوسطة, بينما الاعفاءات تقتصر على كبار وحيتان الاقتصاد المحليين والغربيين,دون حدود , المهم ان جمعية (خيرية) قبطية انتهزت تعثر احوال صاحب المصنع ,وقامت بسداد ديونه عن طريق الشراء, وانتظار الفرصة لتحويل المكان الى كنيسة , حتى كانت فرصة افتتاح المسجد, الذى قام اصحابه ايضا بتفضيل انشائه ,علىاانقاذ المصنع المغلق,
الغريب ايضا ان احداث دير ابو فانا بالمنيا ,نشبت ايضا بين مزارعين من العرب المسلمين قاطنى الصحراء ويقومون باستصلاح الاراضى ,لكسب قوت يومهم, وبين السادة رعاة الدير الذين يرون ان ضم الاراضى الى الدير افضل واقدس من تركها للمزارعين الفقراء, تماما كما كان الامر فى ازمة عين شمس.
المعضلة ان بعض البهوات لا يرون اى غضاضة فى جوهر الاحداث , والتى هى من وجهة نظرى ,ليست كما يهولون تقتصر على المشاجرة بين متدينين على اولوية ارتفاع الاصوات, ولا على التربص الجغرافى المتدين,هذا ينشىء كنيسة , فيقوم الاخر بافتتاح مسجد مقابل , او العكس,المشكلة فى ان احدا لم يلفت نظره او ينتبه الى شيئين فى منتهى الاهمية, هما اغلاق المصنع بسبب الضرائب كما اعلن , وتشريد العمال , دونما مساعدة من الدولة او من مليونيرات التدين الطائفى ,الامر الاخر هو تغلغل بعض الجمعيات التى تدعى العمل الخيرى , بينما هى تساهم بالفعل فى الاعمال الشيطانية التى تثير الفتن والشرور؟
اننا نكرر مرة اخرى ان شعب مصر المغلوب على امره ,لا يحتاج الى مساجد او كنائس فى هذه الفترة, انما باختصار يحتاج الى انشاء مصانع ومزارع وورش وغيرها من المشروعات الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة ,والتى تستطيع ان تستوعب الفقر والبطالة والتطرف , لكن الكارثة انه يحدث العكس , فيتم تفريغ المصانع ,وهدمها , وتحويلها الى كنائس ,او مساجد رغم اننى لا اعتقد ان هناك مسجدا واحدا فى مصر اقيم على انقاض مصنع؟
لا احد يرفض التقرب الى الله , ولا احد ينكر ان يؤدى المؤمنون صلواتهم , لكن المسالة زادت عن الحد ,التقرب الى الرب يمكن ان يكون عبرالمساهمة فى فتح بيوت جديدة للفقراء, اوفى تقديم العون المادى لابنائهم الذين لا يستطيعون العلاج ,او فى افتتاح مشروع كبير يستوعب اطفال الشوارع الذين يتاجرون فى اكبادهم, وكلياتهم,كى يستطيعون العيش, انها فضيحة والله ان يتم اغلاق مصنع ,فى بلد مثل مصر, تعانى اغلبيته من الفقر والعوز, ولا يحرك ذلك ساكنا عند اى طرف, ثم تنشب المعركة وتتضح الصورة الخبيثة , عند بدأ مسابقة من هو الاعلى صوتا فى النداء على الرب؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلف الدينى والبعد الطائفى -بين زكريا بطرس وسيد القمنى وما ...
- المتمحكون فى اوباما - وبكائيات الاضطهاد ضد الاقباط
- الارهاب الاسلامى - ام الارهاب المسيحى ؟
- اقباط المهجر , الرعايا المخلصين للدولة الدينية فى مصر ؟
- المتلاعبون بالعقول فى مصر -شوبير والاعلام الاهلاوى نموذج
- يا سيادة وزير التعليم فى مصر اصدر قرارا باعادة امتحان مادتى ...
- احداث دير ابو فانا والعرب والعودة الى الشريعة القبطية
- الاله الفاتيكانى يبارك قتل الاطفال والنساء وسرقة الفقراء وسج ...
- أنا مش عارفنى --أنا مش انا
- الماركسيين اللينينيين - جناح ايسر المسيحية الصهيونية
- على طريق سمير جعجع - هنا القاهرة
- العمال فى مصر ؟ هل من امل فى الاصلاح او التغيير ؟
- غبطة البطريارك نصرالله صفير فى لبنان -هل من تنويرى عربى مقدا ...
- لماذا يكره المسيحيون العرب الرئيس اللبنانى اميل لحود ؟
- كارثة مدوية ,ونكبة مدمرة ونكسة وطنية جديدة فى مصر !!!
- مجدى مهنا - يكره مصر - ماذا عن المطحونين ؟
- لماذا الاسلام وحده ؟ هذه هى مقدساتكم التى لا ريب فيها ؛
- دعم الغرب لحقوق الاقليات فى الانفصال - ما هو الرد المقابل وا ...
- الاتحاد الفيدرالى مع كردستان والبعد عن الطائفية المتأمركة , ...
- حقك علينا يا شيكا بالا -نحن شعب مزدوج المعايير مثلنا مثل امر ...


المزيد.....




- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - الكنائس والمساجد -بديلا للمصانع والمزارع