أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - من الذي يريد تعطيل القطار الهندى؟














المزيد.....

من الذي يريد تعطيل القطار الهندى؟


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 07:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إختار الإرهابيون مدينة مومباى، عاصمة المال والاقتصاد فى الهند، ليحعلوها هدفاً لاستعراض قوتهم وقدرتهم على إراقة الدماء وإلحاق الأذى بالمدنيين الأبرياء من الهنود وجنسيات أخرى متعددة، وترويع الآمنين فى هذا البلد الذى يعد واحداً من أكبر الديمقراطيات فى العالم.
أى أن أولئك يحاولون تبرير ظاهرة الإرهاب بالقول بأنها رد فعل على الاستبداد وقمع النظم التسلطية، سيجدون أنفسهم فى مأزق حقيقي هذه المرة، لأن الهند قد اختارت – منذ استقلالها- فى أواخر أربعينيات القرن الماضى السير فى طريق الديموقراطية "الحقيقية". وفى إطار هذا التوجه الديموقراطي المتواصل رأينا- على سبيل المثال- أن الرئيس السابق للهند، الدكتور عبد الكلام، كان مسلماً، فى حين أن عدد المسلمين لا يزيد عن 10% من إجمالى عدد السكان، ورئيس الوزراء ينتمى إلى طائفة السيخ، رغم أن عدد السيخ لا يزيد عن 2% من اجمالى عدد السكان، ورئيس البرلمان ينتمى إلى الحزب الشيوعى، ورئيسة حزب المؤتمر، الذى هو اكبر الأحزاب الهندية قاطبة، كاثوليكية من أصل إيطالي.
ورغم ظهور صدامات طائفية بين وقت وآخر فى الهند، بين المتطرفين من الجماعات المختلفة، هندوسية أو مسلمة أو غيرها، فان الديموقراطية الهندية كانت –ومازالت- قادرة على احتواء هذه النعرات .
ومن الناحية الاقتصادية والاجتماعية، فان شبه القارة الهندية كانت تاريخيا مرتعا للفقر المدقع والمجاعات التى تلتهم الملايين. لكنها تحولت فى السنوات الأخيرة إلى "نمر" آسيوى له مخالب وأنياب. أما المخالب فهى خطة تنموية جسورة جعلت البلاد قوة إقليمية عظمى، وحققت لها الاكتفاء الذاتى من الغذاء، بل وجعلتها دولة مصدرة له وللكثير من السلع والخدمات، فضلاً عن كونها دولة نووية دخلت مؤخرا إلى نادى الفضاء حيث أرسلت سفينة الفضاء "تشاندريان-1" إلى القمر. وأما الأنياب فهى إصدارها قانون حق المواطن فى الحصول على المعلومات، جنبا إلى جنب مع تمتعها – من قبل- بنظام تعليمى متقدم، وديموقراطية حقيقية، الأمر الذى قدم دفعة كبرى للانطلاق الاقتصادى وتقليل عدد النظراء بعدة ملايين وتقليم أظافر الفساد بصورة ملحوظة.
وهذا معناه أن أولئك الذين يحاولون تبرير ظاهرة الإرهاب بعوامل اقتصادية واجتماعية سيواجهون فى الحالة الهندية بتحديات النمو الاقتصادى الكبير، والمحاولات الجادة لمحاصرة الفساد وتقليص الفجوة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء.
لذلك فإنه لا يتبقى من تفسير لهذا البروز العجيب للظاهرة الإرهابية فى الهند، فى هذا الوقت بالذات، سوى المسألة الكشميرية التى طالما ظلت جرحاً داميا نازفاً منذ الاستقلال وخميرة عكننة تسمم العلاقات بين الهند وجارتها اللدود باكستان، التى كانت جزءا من جسم الوطن وأصرت على الانفصال منذ اللحظة الأولى للاستقلال.
وفى هذا السياق يأتى سيناريو إعلان منظمة تطلق على نفسها اسم "مجاهدى ديكان" مسئوليتها عن هذه الجريمة الإرهابية. و"ديكان" هذه كلمة إنجليزية محرفة عن كلمة بالاسم نفسه تقريبا باللغة السنسكريتية القديمة، وتعنى الجنوب، وهى اسم هضبة تضم عددا من الولايات الجنوبية فى الهند مأهولة بأغلبية مسلمة، والمعلومات القليلة المتوافرة عن هذه المنظمة تشير إلى ارتباطها بتنظيم "القاعدة" وتلقى مقاتلوها تدريبات فى معسكرات القاعدة على الحدود بين باكستان والهند، وأنها تخضع لإشراف جماعة "عسكر الطيبة المسلحة" التى تحارب الحكم الهندى فى كشمير.
ومن الصعب – الآن- الجزم بمن تكون الجهة المسئولة فعلاً عن هذه العملية، أو ما هى أهدافها، لكن ما يمكن الجزم به هو إدانة هذا السلوك الارهابى – أياً تكن ذرائعة- لأنه يستهدف مدنيين أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل فى أى صراعات داخلية أو إقليمية، وأنه من الممكن أن أكون أنا أو أنت أو ابنى أو ابنتك من بين أولئك الذين ساقهم حظهم العاثر للتواجد – مجرد التواجد- فى مومباى لأى سبب من الأسباب. أضف إلى ذلك أنه إذا صحت الأنباء القائلة بان هناك جماعات "إسلامية" وراء هذه الجريمة فان هذا سبب اضافى يجعلنا ننظر بجدية شديدة لخطورة أفكار الإرهاب الذي يحاول التستر بشعارات دينية، والدين منها براء. فهذا إرهاب أعمى لا يخدم قضية عادلة بل ربما يخدم مخططات أجنبية، تحاول قطع الطريق على هذه القوة الإقليمية الصاعدة، لتبوء مكان تستحقه فى قمة النظام العالمى.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمين المصرى يرتدى قمصان الشيوعية الحمراء!
- نقيب النقباء .. كامل زهيرى
- هل يشكل طه حسين حكومة الأمل؟!
- اكتشافات كامل زهيرى الرائعة
- رغم الاحتفالات بالمئوية: فضيحة ثقافية تهدد الفنون الجميلة
- التعليم المفتوح.. يفتح عكا .. والمنصورة!
- اليوم السابع
- الرأسمالية ليست نهاية التاريخ
- أرامل- ماما أمريكا-!
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (2) .. الجماهير تدخل الثك ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (3).. عناصر موالية لعبد ا ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (4).. -إشتراكية- ملطخة بد ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (5) ..النهاية: صفقة غير م ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (6-6).. ملحمة من الأمجاد. ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم1 ..الشيوعيون.. حدوتة مصري ...
- نهاية عصر الدولار
- عادل سيف النصر
- عندما ينافس -تليفزيون الواقع- مسلسلات رمضان!
- مبادرة مبارك الشجاعة: الوطن هو الرابح الأول
- من مبطلات الصيام: تقرير الحريات الدينية


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - من الذي يريد تعطيل القطار الهندى؟