|
مأساة العوائل المغتربه في السويد
ناديه كاظم شبيل
الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 07:50
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
تعاني دولة السويد من نقص حاد في الولادات اذ ان نسبة وفيات كبار السن تزيد كثيرا عن نسبة الولادات .والسبب في ذلك يرجع لشدة برودة الجو التي تلعب دورا كبيرا في قلة الاخصاب عند المرأة ، وبسبب استعمال المرأه السويديه لموانع الحمل المتعدده في فترة مبكرة من حياتها ولسنوات طويله ، كذلك اجهاضها المتكررلاجنتها عندما يتم الحمل الخطأ. يتمتع الفرد السويدي بانانية كبيرة تجبره على التمتع بالحياة بصورة فرديه و بعيدة عن الجو العائلي .ولذا توجد هنالك قوانين صارمه، الغرض منها تفكيك العائله بحجة حماية المرأة او الطفل ، ولذا استعاض الفرد السويدي عن الزواج الشرعي او المدني بعلاقات جنسية طارئه خارج نطاق الزوجيه (كالسامبو) اي العيش في نفس المسكن او (الساربو) اي استقلال العاشقين في السكن . وهنالك مثل سويدي يقول( نبدأ علاقتنا ب مرحبا وننهيها ب مع السلامه) واستعاضوا عن تربية الاطفال بتربية الحيوانات عموما بما فيها الجرذان والارانب. ينظر المسؤول الاجتماعي بعين الشك والريبه للعوائل الاجنبيه عموما والمسلمين خصوصا لما يحملونه من افكار فيها الكثير من المبالغة في ان الرجل المسلم يضطهد المرأة والطفل، خاصة ان كانت الفتيات اليافعات في العمر يضعن غطاء الرأس ،فيبدأ الانتقاد بانه عائق لحرية الفتاة وحركتها وتبدأ التعليقات المستفزه والنظرة المستهجنه مما يسبب للفتاة الكثير من الحرج والضيق ، ويمتد الامر الى رفض المحجبات من معظم الوظائف في الدوله او المحلات التجاريه ، ويكون الحجاب عائقا في التحصيل الدراسي ، اذ تحارب المحجبه من قبل المعلمات حتى ولو كانت تتميز بالذكاء والتفوق العلمي لتحصل في النهاية على درجة لا تؤهلها للحصول على الكلية المناسبه ، ويحصل الشئ نفسه بالنسبة للطلاب الذكور ، فمن الصعوبة جدا ان ينال الطالب درجة الاستحقاق فيشعر بالغبن والاضطهاد المغلف ببرودة سويدية قاتله فاما ان يكظم غيظه مع شعوربالمرارة او يناقش المدرس بالمنطق والحجه فيقابله الاخر بابتسامة باهته لا تصل به الى نتيجة .وقد يؤدي الامر في احيان اخرى الى مشاجرة عنيفة تنتهي في اخر الامر باستدعاء البوليس لردعه وهذا امّر ما يجنيه الطالب فالسويدي لا يرغب في تفوق الاجنبي وحصوله على وظائف مهمه في الدوله ليصبح رئسيا لولده . يعزل الاجانب في مناطق محددة فشركات السكن ترفض قبول الاجانب في المناطق السويديه ولذا تكون لغتهم السويدية ركيكة ، وتكون الهيئة التدريسية في تلك المناطق دون المستوى المطلوب ،حيث انهم يحدّون من حركة الطفل اثناء الدرس وكل ما مطلوب منه هو الاصغاء للمعلم وعدم طرحه الاسئله او الاستفسار عن بعض الغموض في الماده ، والا يكون مصيره الطرد . يفصل الاطفال من المدرسه لمدة شهر او اكثر وعندما يسأل الاهل عن السبب يتعلل المدرس او المدير بان الطفل اساء الادب في الحصه كالمزاح مع اقرانه او اشاعة جو الفوضى اثناء الدرس ، وقد يطرد الطفل من الحصه الى الشارع فيكون عرضة لرفاق السوء او تجار المخدرات الذين يغرونه بالتشجيع للمغامرة لبيع سمومهم لاصدقائه المنبوذين من قبل المدرسين ،فتقرر المدرسة نقلهم الى اقسام خاصة للمدمنين وتسوء الحالة من سئ الى اسؤأحيث يعاشر الطفل اصدقاء جدد يعانون من الادمان واللامبالاة .تتكرر شكاوى المدرسة من الطفل ولاتفه الاسباب وبصورة مستفزه مما يسبب للطفل الشعور بالاحباط فيكره المدرسة ويقرر عدم مواصلة الدراسه لتبدأ مرحلة المراهقه يصحبها الفراغ فيقع المراهق في اخطاء كثيرة يطارد بسببها من قبل الشرطة ويبدأ في دفع الغرامات المتكرره التي ترهق كاهل الاسرة الفقيره التي غالبا ما تعتاش على المساعدات الاجتماعيه ، ويبدأ الطفل من التذمر من كل شئ فالبيت يجبره على الدراسة والتحصيل والمدرسة تمنعه من الاستمرار في الدوام والشرطة ترصد كل صغيرة وكبيرة من حركاته وسكناته لتقنع العائله في النهايه بضمه الى دائرة الشؤون الاجتماعيه لاصلاحه ، ومن هنا تبدأ دوامة الطفل الحقيقيه ، اذ يودع عند عائلة سويدية بطبيعة الحال تحتضنه مقابل مبلغ باهض يدفع لها من قبل الدوله ، يجبر الطفل في هذه العائله على القيام باعمال المنزل من طهي وغسيل وتنظيف بحجة المشاركه العائليه بعد ان كان مدللا في بيت اهله ، ويخضع لطاعتهم طاعة عمياء والا سيقطع عنه المصروف او يحرم من التنزه او مشاهدة التلفاز او يترك في غرفته وحيدا وما الى ذلك . يعتبر الامر وصمة عار ان حدث هذا للفتاة الشرقيه ، فالفتاة تعاني من كبت وحرمان بسبب التقاليد السائدة في بلدها الام ، ولذا تحاول ان تنال حريتها لتعيش حياة خالية من المنغصات (الحرام) ولذا يكفيها في سن الثالثة عشر ان تدعّي بانها تعامل بخشونة في البيت وان المشاكل الاسرية تقض مضجعها لتلجأ دائرة الشؤون الاجتماعيه الى اخذها من ذويها بالاجبار لتودعها عند احدى العوائل السويديه التي تقوم باعادة تربيتها على الطريقة السويديه لتجد نفسها بين ليلة وضحاها قد تخلت عن عائلتها الاصليه واستبدلتها بعائلة سويديه تمنحها الحرية الكاملة مقابل تأديتها للاعمال المنزلية كاملة بما فيها الاعتناء بالقطط والكلاب للسهر ليلا او للمعاشرة الجنسية وشرب الخمر . ، تغفو السويد على نحيب الامهات اللاجئات ومن مختلف الجنسيات بسبب سحب اطفالهن وبصورة قسريه وحتى الرضّع منهم وايداعهم لدى العوائل السويديه وفي اماكن يجهلها الاهل ، وقد يغير اسم الطفل كي يصعب وصول ذويه اليه ، هنالك الاف العوائل التي يسحب منها اطفالها وبحجج واهيه ومفتعله من قبل الطفل والدوله ، اذ من الظلم الفادح ان تصدق الدولة اتهام الطفل لذويه ، وترفض تصديق ذويه بعدم تعرض طفلهم لما يدعيه ،وهذا ان دل على شئ فانه يدل على اتساع رقعة العنصريه المقيته التي يعاني منها اللاجئين في السويد والتي تتعارض مع ابسط حقوق الانسان ، فكم من زوجة اجبرت على الطلاق بحجة خوف المسؤول عليها من حماقة الزوج وهو خوف غير مبرر في اغلب الاحيان ، على المغتربين جميعا الوقوف بشده بوجه هذا الاجراء التعسفي والتدخل السافر في تمزيق شمل العائله اللاجئه والهاربة من ظلم الطغاة في بلدها للوقوع بطغاة اشد فظاظة وقسوه ،اذ ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين ولكننا نعامل كعبيد اجراء لا نملك حتى الحرية في تربية اطفالنا وفق عاداتنا وتقاليدنا التي توصي باحترام الوالدين والتمسك بالاخلاق والقيم الحميدة كالصدق والامانة واحترام الكبير والعطف على الصغير.هذه بعض معاناة وارهاصات العوائل الاجنبيه في السويد والتي يتصور من هو خارج السويد ان الديمقراطية والنعيم هي ميزان الحياة فيه والعكس هو الصحيح وبالنسبة للاجانب فقط ،اذ ان الطفل السويدي الذي يعاني من مشاكل حقيقية وخطيرة في داخل اسرته كادمان الوالدين على الكحول والمخدرات يودع لدى جده او جدته او احد الاقارب بينما يصادر الطفل الاجنبي من عائلته الى المجهول فلا احد من ذويه يتعرف على مكان سكناه ، السؤال الموجه للمسؤولين السويديين هو : هل ان جميع العوائل السويديه لا تعاقب او تضرب اطفالها ؟ لماذا التركيز اذن على العوائل المغتربه وكانكم تريدون الانتقام منها لحصولها على الجنسية في بلدانكم ؟ فاية عدالة واية ديمقراطية هذه يا مملكة السويد ؟
#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اقسى انواع العنف ان يصبح العنف عرفا اجتماعيا او مقدسا دينيا
-
الارهابيه : سبيت واستوطن الاشرار في وطني ، ودمروا كل اشيائي
...
-
القانون العادل دين الجميع
-
رفقا بالنواعم يانواعم
-
تأثير فوز الديمقراطيين في الولايات المتحده على قضايا الشرق ا
...
-
الحجاب الحقيقي محجوب عن عيون البشر
-
والان وضعت الفأس على اصل الشجر
-
لو كان حظها مثل حظ الذكرين
-
الله ! لماذا يحرص الابرياء والبسطاء على خشيته ، ويتحداه الحك
...
-
عندما تنقلب الصوره ( مهداة الى الحكومة العراقيه )
-
وافتى الارهاب بحرمة المسلسلات الرومانسيه !
-
اشهر السنه الشيعيه في عراق ما بعد صدام
-
الى كل رجل دين ساهم في ذبح الابرياء في عراقنا الجريح ، اقدم
...
-
الأم العراقيه نخلة صامدة مغروسة في ارض بركانيه
-
لم تعد يا عراق عراقي
-
اولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ؟؟؟
-
سلاما ايها الحبر الجليل المثلث الرحمات بولس فرج رحو
-
مملكة السويد ! الحرية فيها ترتدي جلبابا واسعا بطانته العبودي
...
-
شكرا جزيلا لكل كاتبات وكتّاب الحوار المتمدن
-
لو نظرنا الى الرسوم الكاريكاتيريه نظرة حياديه !
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|