أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال الهنداوي - اعمار الانسان يجب ان يسبق اعمار البنى التحتية














المزيد.....

اعمار الانسان يجب ان يسبق اعمار البنى التحتية


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2480 - 2008 / 11 / 29 - 07:14
المحور: حقوق الانسان
    


منذ بدء الخليقة والانسان واقع تحت سوط التهديد والوعيد بل لا نجانب الحقيقة ان قلنا ان الضغوط قد سبقت وجوده حتى، فقد توعده الشيطان بالغواية ولم ينفخ الله سبحانه وتعالى من روحه فيه بعد.. قال عز من قائل:
بسم الله الرحمن الرحيم (قال فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم) الاعراف 16.
والضغوط قد تكون انية او مرحلية قصيرة الاجل ننحني بها فتمر سراعا.. وقد تكون ثقيلة بطيئة لا تتركنا الا وقد انثلم منا شيء ما.. وكثيرا ما يقضي الانسان نحبه دون ان يستطيع فك التعارض القائم بينه وبين حياته.. ومن البلايا ما قد تجد له حلا. ان كان بتدخل رباني او بسعي انساني ولو بعد لأي والتي والتيا.. ولكن هناك من البلاء مالا فكاك منه الا بلقاء رب كريم..
وقد تجد من الرزايا ما يبتلى به فرد او جماعة او عشيرة, ومنها ما يصيب من الامم مقتلا.. ويخرج دولا عظيمة من الجغرافيا ويدخلها الى التاريخ..
وكان للشعب العراقي النصيب الاعلى والحصة الاوفى من الابتلاء الالهي الذي نزل كالغيث المدرار منذ قرون على رؤوس العراقيين، فمن غزو الى قحط الى سبي الى دمار الى طاعون الى مصائب لاتعد ولا تحصى الى حصار وجوع ونقص الثمرات والانفس والى احتلال والى احزاب وزعامات وجماعات مسلحة والى قاطعي رؤوس وتكفيريين وميليشيات والله اعلم بماذا بعد.
وان كان لهذا البلاء تاج، فدرته الكبرى هو النظام الدكتاتوري الذي جثم لعقود على رقاب العباد وكتم انفاس الشعب ولم يتركهم الا وقد اصبحت بلادهم يبابا وماؤهم غورا ولم يترك شبرا من ارض العراق الا زرعه بالموت والدمار.. واستدعي على الناس المبتلين به جيوش العالم تدك مدنهم وتدوس على جثثهم وهم راضون بهذا قربانا للخلاص من عبودية النظام البائد..
وكان العراقي طوال هذه القرون دائب السعي لابتكار واتباع مختلف الاساليب لدرء اخطار الضغوط والعقبات التي تعترضه وتعوق من سبله وكان يلوذ بمحاولاته المتواضعة للتملص من اغلاله الثقيلة ولكي يخفف من وطأة بعض مما ابتلي به، ولخلق نوع من الاتزان، وتحفيز الذات لاجترار الحياة وتزويقها وتحميلها شكل من اشكال الحياة.. والقيام بالكثير من المناورات النفسية غير الواعية للدفاع او التلطيف من الضغوط والكرب النفسي الذي يعانيه ,وان كانت نتائج كل ذلك هو اظهار القبول القدري المستسلم ( او باحسن الاحوال) القلق المزمن لجسامة الخطب وضعف الامكانيات..
وان كان يحسب شيء لشعبنا هو انه استطاع عبر الدم والدموع وعلى مدى السنين ان يطورآليات يستطيع بواسطتها ترسيخ العوامل التي يمكنها ان تساعد على الابقاء على امكانية التكيف النفسي الاجتماعي خلال المواقف الضاغطة.. فلقد استخدم الانسان العراقي وبامتياز اسلوب اللامبالاة تجاه الالم حتى انه اصبح لا يكترث الى الضغوط قصيرة الاجل والعابرة لانه لا يرى فيها شيء يذكر قياسا الى الكوارث التي سبق له ان خبرها.. كما انه طور اسلوب السخرية من الحوادث وتحويلها بحذق الى وسيلة تندر وتفكه كاسلوب دفاعي باطني يمثل نوع من تحدي قوى غاشمة متسلطة..
والان وفي ظل نظامنا الديمقراطي الحر الجديد وتحت شعارات اعادة الاعمار نرى انه يجب الالتفات الى اعمار الانسان العراقي الذي اخذت منه الايام كل ماخذ والاهتمام بتنمية وصياغة اساليب تعيد للعراقي قدرته على التفهم والتقبل وترسيم ما تهدم من بناءه النفسي ليكون قادرا على مواكبة الحياة الاجتماعية بصورة مرنة وتفاعلية واطلاق سراح فكره من عالم اليقينيات المازوشية المطلقة وايمانه بحتمية ديمومة الكرب كعقوبة قدرية وتحويل عقله الى مرحلة العقل المتنور او الناقد الذي يراجع نفسه باستمرار من اجل تصويب طرقه وتسويتها اذا لزم الامر، اي عقل اكثر تواضعا واكثر صدقا او اكثر واقعية والسير في هذا الدرب بعناد ومثابرة حتى يتحقق الهدف الكبير بتنقية الذات العراقية الاصيلة من ادران التسلط والعهر السياسي الذي مورس ضدها طويلا، طريق طويل وصائب وموثوق به خير من طرق مختصرة كثيرة متشابكة قد تضل بنا السبل...



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما احوجنا الى ارساء ثقافة التعايش؟
- الرئيس الامريكي المثالي
- هنيئاً لكم اوباما
- قراءات خاطئة
- الماركسية الامريكية
- الرأسمالية الافتراضية
- البحث عن القطب الثاني


المزيد.....




- مجلس الأمن الدولي يحذر من محاولات حل أو تقليص -الأونروا-
- مركز حقوقي: عصابات تقود متسولين أطفال عراقيين وأجانب
- دورة استثنائية للجامعة العربية لبحث الرد على قرار الاحتلال ح ...
- غدا.. اجتماع طارئ في الجامعة العربية لبحث الرد على حظر إسرائ ...
- الجزائر.. توقيف مئات المهاجرين غير الشرعيين قبل سفرهم إلى أو ...
- الغزيون يتخوفون من تداعيات حظر الأونروا
- بيان لمجلس الأمن بعد -حظر الأونروا- وسط تراجع المساعدات إلى ...
- مجلس الأمن الدولي يحذر من محاولات حل أو تقليص الأونروا
- الاحتلال يشن غارة على محيط خيام النازحين غربي خان يونس جنوبي ...
- مجلس الأمن يحذر الكيان الاسرائيلي من المساس بالأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال الهنداوي - اعمار الانسان يجب ان يسبق اعمار البنى التحتية