أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمد أحمد - نزق ولوثة وأمل..؟














المزيد.....


نزق ولوثة وأمل..؟


محمد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 00:26
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


أستذكر إبداعاً لشاعر يقول "كم من البصاق نحتاج لتمريغ وجوه السفلة"، وأستسلم كما يخبرنا "الماغوط" لأحلام اليقظة التي تريني تلك الوجوه الممرغة وذاك الفرح الطفولي بتحقيق الأحلام المؤقتة قبل أن تصبح أحلاماً مؤجلة على طريق النسيان، قبل أن أستفيق على صرخات الحاضر تملؤها صرخة "إنّ الفهم بهذا الزمن سكاكين".
لا أعرف لماذا ازداد غضبي ونزقي خلال هذه الفترة، ربما تتفاقم هذه السلبيات بتفاقم مجمل أوضاعنا وازديادها سفهاً وحماقةً، ربما هو لهو الكبار وعبث الصغار، أو ربما هي آفات التأزّم الشخصي والإخفاقات، أو ربما هي المزيج اللامتجانسُ من تلك الخلطات مضافاً إليها لوثة العقل، ذاك العقل المجمّد في ثلاجات الزمن الرديء.

عندما تغتال الطفولة وتمتهن كرامة الإنسان فلا عيب في اللوثة أو شدة النزق، ولا هو معيب أن نكشف بشاعة الكائن المريع المتلطي بستار الجسم البشري، الكائن الذي تحول إلى لعنة تفتك وتقتل وتلاحق الإنسانية، لعنة تحول الأطفال إلى متسولين ومستعبدين، أو مجندين ضمن فرق القتل العشوائي الإرهابي، أو مبعدين من مدارسهم وملاعبهم وحدائقهم إلى أحضان المشعوذين، أو ضحايا الأمراض والجوع والفقر محرومين من التعليم والرعاية، ولعلّه ذاك الضمير المغيّب أو المفقود لدى القوى المتلاعبة بأقدار الشعوب ألاّ تستفيق على عويل وصراخ الأطفال الذين هم لبنة مجتمع المستقبل، ربّما لا تعنيهم حقيقةً تلك الآلام وليس لها ترتيب بين أولويات مضاربات البورصة وصفقات السلاح والمخدرات،

وليست صور مجاعات الأطفال وتشريد الأسر - جراء الفقر والجفاف والتصحر و الفيضانات والحروب المشتعلة لتغذي صناعة القتل المجانّي أو القتل لأجل عيون الحوريات والغلمان– من بين اهتمامات تلك الكائنات، فلم نرى حركة أو نسمع صوتاً لحكومات النفط أو أباطرة المال العرب تنصر صرخات الجياع والمحرومين والمنكوبين، أو ردة فعل لا تنسجم مع مصالحهم حول القتل الهمجي الذي يزداد حدةً وعسفاً وترويعاً عبر الطائرات العابرة للحدود أو المتفجرات الربانيّة أو بحروب الإبادة، لأنّ كلّ ذلك من صنعهم مجتمعين وحسب الحصص السهمية لكل منهم.

فلا عجب إذاً ألاّ يبقى هناك مكان للتفكير بالطفولة، فالمشردون يزدادون ولا نسمع قولاً لحرس حدود الجنة أو موقفاً لمفوضي الآلهة التلفزيونيين، ربما تسامحهم الآلهة نتيجة خسائرهم جراء أزمة الرهن العقاري وتبعاتها وما سيلحقها، أو ربّما انشغالهم باحتفالياتهم بافتتاح المساجد والجوامع، فلا حاجة لبلداننا (تبعاً لهم) لمشاريع التعليم والصناعة والصحة والتحضر بل الحاجة لمزيد من التفريخ الإرهابيّ وتفريخ التشريد، أو لربما هي انشغالاتهم بمشاريع التكاذب -للتقريب بين الأديان والمذاهب-وتخصيص الحصص ضمن غنائم السماوات.

كفى وتباً لكم فلا تخرّبوا طفولة أطفالنا كما خربتم جيلنا وما سبقه لمئات السنين، قتلتم روحنا وطفولتنا ومرحنا، آمالنا وأحلامنا، سخر العالم منّا ومن بطولات فرسان الخشب والدمى، كره العالم روحنا وكرهنا أنفسنا، لبسنا الذل بسببكم وقذفتم بلادنا ومستقبلنا وطموحنا تحت أقدام الطغاة والمتجبرين، لا نريد كذبكم وريائكم، ولكن أبعدوا شياطنكم عن أطفالنا، واخرسوا أمام غنائهم ولهوهم وخربشات دفاترهم، أبعدوا آلهتكم الموبوءة بالشر والقتل عن مناهجهم، وأزيحوا بعيركم عن طريق مستقبلهم وحياتهم، وأزيحوا قيودكم عن أيدهم وأغلالكم وخرافاتكم وحكايا جداتكم عن عقولهم فإنّهم سيبنون أوطاناً هدمتموها، وأبعدوا لحاكم عن وجوههم لتشرق شمسهم، لا نريد ولا يرغبون بمالكم "النظيف أو القذر" فكّله سواء يشتري النفوس والضمائر الخربة كضمائركم التي لم تحركها كل مآسي البشرية ولم تردع شروركم.

فيا أصحاب الضمائر لأجل أطفالكم وأطفالنا لنغنّي ونرقص ونلعب ونتعلم معهم ومنهم، لنرتقي لأنّا نحب ونستحق الحياة، ولأنّ دموعنا لم تفد ولن تكفي لتغسل عارنا إن خسرنا أو سمحنا بتشويه الطفولة.



#محمد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوغاريت ... ساحل الفينيق .... وداعاً
- البحث عن البوصلة -2
- البحث عن البوصلة


المزيد.....




- بوتين يوقع مرسوما بشأن المهاجرين غير الشرعيين في روسيا
- ابتکار فلسطيني محزن لإنقاذ خيام النازحين من مياه الأمطار
- لمكتب الحكومي بغزة يحمل برنامج الأغذية العالمي مسئولية استشه ...
- مستشار الأمن القومي العراقي يطالب الأمم المتحدة بغلق مخيم ال ...
- أسرى محررون يكشفون مكان اعتقال مدير مشفى كمال عدوان
- -سي إن إن-: شهادات تؤكد اعتقال حسام أبو صفية في سدي تيمان
- صحافة عالمية: تدمير المستشفيات في غزة يندرج ضمن التطهير العر ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: الاحتلال يعتقل المرضى أثناء ...
- الأونروا تحذر من أن المجاعة باتت شبه محققة في قطاع غزة
- هيئة الاسرى:استشهاد 5 معتقلين من قطاع غزة بسجون الاحتلال خلا ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمد أحمد - نزق ولوثة وأمل..؟