أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الخميسي - الرد على العملية الأخيرة في العراق














المزيد.....

الرد على العملية الأخيرة في العراق


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 764 - 2004 / 3 / 5 - 08:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لا شك أن التفجيرات الأخيرة في العراق في تلك المناسبة الدينية هي واحدة من أخطر ، وأبشع العمليات المدبرة ، التي تستحق إدانة شعبية عربية واسعة من كافة الأوساط السياسية والثقافية . ذلك أن تلك الجريمة التي وقعت في 2 مارس أثناء احتفال ديني لأخوتنا من الشيعة المسلمين في كربلاء والكاظمية تستهدف في الأساس شق الصف العراقي ، وتأليب المسلمين الشيعة على السنة ، وجر العراق إلي صراع ديني ، يفتح بدوره الأبواب إلي صراعات عرقية أخرى . والمقصود بتلك الجريمة هو فقط : تشتيت أنظار الشعب العراقي عن عدوه الرئيسي وهو الاحتلال الأمريكي وعملائه ، وعرقلة تنامي التأييد الشعبي للمقاومة ، وإحراق مفهوم المقاومة الذي يترسخ يوما بعد يوم في الأذهان باعتباره المخرج الوحيد لعراق حر وكريم وديمقراطي حقا . فليس ثمة ديمقراطية في بلد محتل ، لأن الاحتلال هو أقسى شكل لإنتهاك الديمقراطية من رأسها إلي إخمص قدميها . وقد بلغت المقاومة العراقية حدا يجبر المحتلين وعملائهم على الاعتراف بها . وفي مثل هذه اللحظة بالذات يصبح إضرام النار من داخل البيت أفضل السبل أمام الاحتلال الأمريكي . وأيا كان المنفذون لجريمتي كربلاء والكاظمية ، وأيا كانت البيانات المتضمنة في بطاقات التعريف بهم ، سنة كانوا أم شيعة ، من الكرد أو العرب ، من الداخل أو الخارج ، من التركمان أو الآشور ، فإن هدف العملية المدفوعة الأجر واضح ، والأطراف المستفيدة منها واضحة وهي جهة الاحتلال . إن اليد التي نفذت لا تعني أحدا في شئ ، كل ما يعنينا هو الجهة التي خططت وطلبت وحركت . وأسلوب " فتنمة " الصراع ، و " بلقنته " ، و " لبننته " كان على الدوام اختراعا أمريكيا يسعى الآن ليطل برأسه في العراق . والمذبحة القذرة التي ارتكبتها مجموعة مجرمة لا علاقة لها بالدين أو الأوطان هي مذبحة أمريكية بأيد عملاء لا يدري أحد إلي الآن شيئا عن هويتهم القومية ، إذ لا يستبعد أن يكونوا من المرتزقة الأمريكيين أنفسهم ، بينما لا يصعب على الأمريكيين أن يجدوا بين جثث الضحايا يدا أو يدين لجثة أو جثتين بملابس عربية يضعون فيها قنبلة . والدعوة لاستنكار تلك الجريمة البشعة لا بد أن تكتمل بشئ آخر يمثل الرد الوحيد على ماجرى : تطوير كفاح المقاومة العراقية بمزيد من العمليات المنظمة ، والأهم أن تتمكن المقاومة العراقية من الارتقاء بمستوى نشاطها إلي إعلان جبهة واسعة للمقاومة تضم علنا أسماء كل التنظيمات والشخصيات التي تجد المقاومة سبيلا وحيدا لتحرير العراق . ويوما بعد يوم تتضاعف أهمية تشكيل وإعلان جبهة كتلك ، لأن ذلك التشكيل والإعلان عنه وعن أطرافه سوف يطور عمل المقاومة ويثب بها وثبات كبيرة إلي الأمام ، كما أنه سيقطع الطريق على تلك العمليات التي ستصبح معزولة ، لا تحتمي بضباب عمليات المقاومة الكثيرة التي لا ينتظمها خيط واحد ، وبيان واحد ، وجبهة مشتركة تكون لكلمتها في كل لحظة مصداقية وتأثير . الرد الوحيد على محاولة إشعال الصراع الديني في العراق هو المزيد من المقاومة ، والمزيد من الإرتقاء بتنظيم المقاومة ، وإعلان الجبهة بأحزابها ، وشخصياتها العامة ، وكتابها ، وحينئذ سيكون من الصعب على أحد أن ينسب بالزور مثل تلك الجرائم إلي المقاومة ، وحينئذ سيكون من السهل عزل تلك العمليات وتعريتها لتنسب فقط إلي أصحاب المصلحة فيها . لقد وهبتنا المقاومة العراقية الأمل ، وعليها الآن أن تحيط ذلك الأمل المنير بالحماية ، لكي تظل الشعلة مضاءة ، تضيء لنا الطريق .

أحمد الخميسي - كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد صدقي .. وداعا
- البيان الختامي للملتقى الأول للجان الشعبية المصرية لدعم الان ...
- ليس من جدار واحد ينشع دم الفلسطيني
- مضارب الأهواء عمل جديد لإدوار الخراط
- صورة الإسرائيلي في مصر
- ديوان - وطنيتي - قصة الروح الثائرة
- زراعة الكارثة في مصر
- الزهرة السوداء لحضارة الروائي العالمي - كوتزي
- بطاقة لطفل فلسطيني عام جديد .. يا حبيبي
- زهور قليلة في حقل الهزيمة
- عام ثالث .. على - حوار متمدن
- جائزة الثقافة الأمريكية في مصر
- نجوم كثيرة .. وقمر واحد في وداع حمزاتوف
- صــنــع الله إبــراهــيــم رسالة من على المنصة
- الكتاب والمثقفون المصريون : لا .. للعدوان على سوريا ..
- المثقفون والأستاذ
- لثورة اليمن ، والتطور ، وليلى
- المثقفون المصريون : تحية للشعب الفلسطيني ولرئيسه المنتخب
- اتحاد الكتاب العرب نوما عميقا وشخيرا عاليا
- السياسة أقوى من الحداثة أو الحكايات المختلقة


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الخميسي - الرد على العملية الأخيرة في العراق