أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم المصري - باسمي .. باسمي فقط














المزيد.....

باسمي .. باسمي فقط


إبراهيم المصري

الحوار المتمدن-العدد: 764 - 2004 / 3 / 5 - 08:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


صباح عيد الأضحى .. إرهابيان يفجران نفسيهما في مقري الحزبين الكرديين في أربيل ، وصباح يوم عاشوراء ، إرهابيون يوقعون مجزرتين في كربلاء وفي بغداد .
ولم نتعب بعد من إحصاء القتلى العراقيين والجرحى منهم ، ولم نتعب من هذا الكلام السمج الذي يتلطى خلف مقولة الاحتلال .
ولم نتعب أيضا من انعدام الحياء في تسمية الأشياء بأسمائها ، فإن كان الوجود الأمريكي في العراق احتلالا وهو كذلك بنص قرار عن مجلس الأمن ، فهو احتلال يحظى بشرعيةٍ أممية ، وللعراقيين وحدهم حق رفضه هذا الإحتلال أو قبوله .. أما قتل الإنسان فهو مسؤولية أخلاقية على الجميع .
إن الخلط الذي يبديه الكثير من العرب ( مثقفين ورجال دين ومنظرين وقومجيين وإسلامويين ومحللين سياسيين كل بضاعتهم كلام تافه لا يرقى إلى مستوى نظر المستقبل وإعلاميين يظنون أن صراخهم بالشعارات يريح ضمائرهم الملوثة ) بين الإحتلال وأعمال الإرهاب في العراق يستدعي أولا إدانة هؤلاء .. وها أنا أدين كل من يخلط بين الإحتلال كواقعة تاريخية للشعب العراقي وحده حق التعامل معها وبين الإرهاب الذي يطال الإنسان العراقي .
إن سلطة التحالف المؤقتة في العراق مسؤولة بالطبع عن أمن العراق والعراقيين كونها سلطة احتلال ملزمة باتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين تحت الإحتلال ، ولكن ليخبرني أحد المتنطعين باتهام الاحتلال عن أعمال الإرهاب إن كانت دول راسخة بأنظمتها وجيوشها وقواتها الأمنية واستخباراتها مثل مصر والجزائر والمغرب والمملكة العربية السعودية ، كانت قادرة على كف أذى الإرهاب والإرهابيين بنسبة مائة في المائة ، لم يحدث هذا وخاضت هذه الدول ولا تزال معارك دامية مع هؤلاء الذين خرجوا مباشرة من فرقة الحشاشين بقيادة حسن الصباح أم اسمه الآن أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري أو أبو مصعب الزرقاوي أو عنتر الزوابري أو أيا كان الإسم الذي ينظر لقتل البشر لقاء وعود بالجنة .
إن أصحاب الكلام الذي يتلطى خلف الاحتلال ويبرر الإرهاب وينظر بنصف عين تنم عن حقد دفين على الإنسان عراقيا كان أم غير عراقي شركاء في الجريمة وإن الحس الإنساني السليم يقتضي إدانة القتل أيا كان هدفه وأيا كانت نوازعه وأيا كان مصدره .
إن الذين ينامون مبتهجين بأن أعمال الإرهاب سوف تنشر الفوضى في العراق ومن ثم تفقد مجلس حكمه الانتقالي وقوات التحالف القدرة على دفع العراق نحو مستقبل مختلف ، فإنما ينامون في أحضان الشيطان الذي يصور لهم صدام حسين بطلا قوميا وإسلاميا ولما لا .. وفي الأزمنة الرديئة يمكن لطاغية أن يجد ملايين الأتباع ويمكن لإرهابي أن يجد من يعتبره مجاهدا .
إن المثقفين الذين طالموا صدَّعوا عقولنا بالثابت والمتحول والثرات والثورة وبنية العقل العربي ولاهوت الثورة وإن الشعراء الذين طالما أفقدونا الاتجاه في ملاحمهم الأسطورية وفي كلامهم التافه عن تغيير العالم وإن الفنانين الحمقى الذين منهم من اتهمنا بأننا لا نريد إلا مشاهد عري وجنس والذين كان منهم من بكى بمرارة يوم سقوط صدام حسين وإن وعاظ الفضائيات المتأنقين في ربطات أعناقهم وفي كلام لا يطعم جائعاً ولا يعلم أميَّاً ولا يشفي مريضاً وإن رجال الدين الذين طالموا صرخوا في وجوهنا بمقولات الخير والشر ، وإن الأحزاب التافهة التافهة للغاية التي طالما تلطت عند أقدام الحكومات مثل كلاب ذليلة ، وإن النقابات وجمعيات المجتمع المدني ، وإن الجامعات التي طالما تظاهرت لطاغية مثل صدام حسين ، وإن جماعات المقاومة في فلسطين التي طالما باركت صدام بوصفه محرر القدس ، إن كل هؤلاء وغيرهم مطالبين بأن يظهروا الجانب الآخر في خفائهم ، الجانب الذي ربما قد ينتصر للإنسان كونه إنسانا له الحق في الحياة ، مطالبين بإدانة الإرهاب والإرهابيين على كافة أشكالهم الدينية والقومية .
إن هذه الأمة العربية التي تقف الآن مرتجفة ومذعورة ولا تجد عتبة تقف عليها نحو المستقبل مدينة للعراق بتاريخ وبثقافة وبإسهام كريم ثري في لغتها وشعرها وكينونتها واجتماعها وغنائها وموسيقاها وحضارتها ، إن هذه الأمة العربية التي لا تخجل من كونها أمة تبتهج للقتل باسم القومية أو الدين ، عليها واجب أخلاقي في إدانة قتل العراقيين وعليها واجب أخلاقي في إدانة كل من يعيق مستقبل العراقيين سواء كان هذا المستقبل مع الولايات المتحدة أم مع الشياطين فهذا شأن العراقيين وحدهم .
أعرف بالطبع أنني أؤذن في مالطة ، ولكنني باسمي وباسمي فقط ، أدين قتل العراقيين وإرهابهم وإرهاب تطلعهم نحو مستقبل مختلف لهم ولأبنائهم .

شاعر وصحفي



#إبراهيم_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم المصري - باسمي .. باسمي فقط