أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جورج منصور - المبادئ الأساسية لأي مصالحة وطنية في العراق














المزيد.....

المبادئ الأساسية لأي مصالحة وطنية في العراق


جورج منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2480 - 2008 / 11 / 29 - 07:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كثر في السنوات الاخيرة الحديث عن المصالحة الوطنية متخذا ابعادا عديدة. والحديث في كل الاحوال يتخذ مسارات وشجون واتجاهات مختلفة. وقد تم تداول مصطلح المصالحة الوطنية بكثرة في ادبيات الاحزاب والقوى السياسية العراقية. وبدأت كل جهة تقوم بتعريف وتفسير المصطلح حسب فهمها واجتهاداتها ومصالحها التي تنطلق منها وتصوراتها الخاصة بها.
إلا ان ما يتم الاتفاق عليه في الغالب الاعم هو ان المصالحة الوطنية خطوة ايجابية وعملية جريئة ومهمة لرأب الصدع بين الاطراف السياسية المتخاصمة او التيارات الاهلية المختلفة على تقسيم السلطة والنفوذ والموارد العامة, وحسب فلسفة المحاصصات الجارية في العراق بعد التاسع من نيسان 2003.
وايا كانت تفسيرات هذا المصطلح الجديد في الواقع السياسي العراقي, إلا انه بحد ذاته يشكل حراكا سياسيا لافتا ويعترف بالتعددية وينطلق نحو التغيير, متجاوزا الانفراد الكلي بالسلطة واحتكار الموارد والثروات ورافضا الى حد ما الظلم والتعسف والقسوة والاستبداد وميالا للاحتكام الى القوانين والدساتير الوضعية.
وتنطلق سياسة المصالحة الوطنية في العراق من واقعين , هما:
أولاً: وجود قواسم مشتركة كثيرة بين القوى والأحزاب السياسية العراقية وبين مكونات الشعب العراقي عموماً.
ثانياً: وجود اختلافات وخلافات وصراعات وربما نزاعات سياسية في المجتمع.
وتشير التجارب المختلفة في العالم إلى أن في فترات معينة تتغلب القواسم المشتركة على الاختلافات في مابين مكونات المجتمع أو في ما بين أحزابه وقواه السياسية , وفي أحيان أخرى تتغلب الخلافات والصراعات وتسود النزاعات بين هذه القوى والأحزاب وبين مكوناتها في بعض الأحيان حين تتفاقم تلك الخلافات ويعجز المجتمع عن حلها.
كما تؤكد المعطيات الدولية إلى أن الخلافات التي تتفاقم وتتحول إلى نزاعات مسلحة بين جماعات مختلفة ترتبط مباشرة بوجود مشكلات عرقية أو دينية أو مذهبية أو فكرية أوسياسية لم تبذل الجهود لحلها بل مورست سياسات التمييز والاستبداد والقهر للحيولة دونها. وان نشوء الاختلافات والصراعات والنزاعات بين أطراف معينة يعني وجود مصالح متباينة وتبني أساليب مختلفة من جانب تلك الأطراف بهدف تحقيق تلك المصالح والأهداف. وقد برهنت الحياة بشكل ساطع على أن الحلول التي تعتمد القوة والعنف والسلاح لن تعمر طويلاً حتى لو حسمت معركة ما في فترة ما , إذ أن الصراع سيعود والنزاع سيتفاقم لاحقاً , بل أن الحلول الديمقراطية والسلمية والعادلة وممارسة آليات معتمدة محلياً ودولياً هي التي تستمر طويلاً وتساهم في تحقيق الصفاء بين الأطراف المتنازعة وتحقق الوحدة الوطنية.
ويتحقق مبدأ المصالحة الوطنية بين تلك الأطراف المتنازعة حين تتفق على بعض المسائل المهمة , منها مثلاً وبشكل خاص:
• الإقرار المتبادل بضروة اعتماد مبادئ الحرية والديمقراطية في الحكم وفي معالجة المشكلات.
• الاحترام والاعتراف المتبادل بالحقوق والواجبات واعتماد مبدأ التسامح المتبادل في العلاقات.
• رفض ممارسة سياسات التمييز على أساس عرقي أو ديني أو طائفي أو فكري أو سياسي , إذ انها تفكك النسيج الاجتماعي والوطني.
• التحري عن قواسم مشتركة بين جميع الأطراف تستند إلى مبدأ المواطنة الحرة والمتساوية.
• احترام الحياة الدستورية والقوانين الديمقراطية ورفض الخروج عنها حتى في حالة الاختلاف معها بل العمل السلمي والديمقراطي لتغييرها أو تعديلها مثلاً.
• رفض استخدام القوة والعنف والإرهاب كأداة لحل الخلافات أو فرض حلول معينة واعتماد مبدأي الحوار والمساومة للوصول إلى حلول عملية للمشكلات القائمة على وفق أليات ديمقراطية وسلمية صبورة ودؤوبة.
والمصالحة الوطنية تعني الأخذ بمبدأ المساومة الضرورية بين الأطراف المتنازعة بحيث لا يبرز وكأن هناك منتصراً وآخر منكسراً , بل المنتصر هو العقل والمجمتع ووحدة الوطن. والخاسر هنا ليس سوى القوة والعنف والتطرف.
والقبول بالحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات واعتماد مبدأ المساواة في التفاوض والشفافية والصراحة التامة تقود إلى معرفة وجهات النظر المتباينة وتساعد على التحري عن سبل تحقيق التقارب في ما بين الأطراف المتنازعة وصولاً إلى اتفاق يرضي الجميع ولا يغمط حق أحدً. ومن هنا تأتي قاعدة التسامح والتنازل النسبي من قبل جميع الأطراف وصولاً إلى وحدة الموقف , وعندها يحصل التوافق وتحل المعضلات وتتحقق المصالحة الوطنية المنشودة.
والعراق لا يختلف في هذا الأمر عن غيره من الدول والشعوب. وهو بحاجة ماسة إلى المصالحة الوطنية وفق تلك الأسس والمعايير , والتي يأمل كل مواطن الوصول السريع إليها لتحقيق التقدم والازدهار في البلاد.




* وزير شؤون المجتمع المدني في حكومة إقليم كردستان



#جورج_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية منح -جائزة التمدن- لمنظمات وشخصيات في إقليم كردستان؟
- تعددية المنظمات والمجتمع المدني
- المجتمع المدني ومبدأ الحوار
- ألمرأة الكردستانية.. نضال متفان من اجل التحرر..
- القتل -غسلا للعار- هو العار نفسه!
- ألمجتمع المدني وحقوق القوميات في العراق
- أهمية استحداث وزارة للمجتمع المدني في حكومة الاقليم؟
- وحدتنا ضمانة للمشاركة الفعالة في تعزيز فيدرالية كردستان العر ...
- تهنئة الى الرئيس العراقي الاستاذ الفاضل جلال الطالباني
- صدام حسين و موسوعة ألعذاب
- كندا ألعاصية على ألعراقيين
- من هو الشخص المدعو هيثم توفيق فياض النجار الملقب ب -الحسني!- ...
- تعزية بأستشهاد المناضل وضاح حسن عبدالامير
- هل للدبلوماسية والاعلام أم للاشاعة دورا في الحد من ألتوترات ...
- ألمذيعة الراحلة لقاء عبد الرزاق: صوت تألق ثم اطفئ مبكرا
- ألاعلام وحقوق الانسان – ألعراق نموذجا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جورج منصور - المبادئ الأساسية لأي مصالحة وطنية في العراق