أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - وأخيراً انتصر العقل...!!















المزيد.....

وأخيراً انتصر العقل...!!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2480 - 2008 / 11 / 29 - 07:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


" العربة الفارغة أكثر ضجيجاً وجلبة من العربة الممتلئة، وهكذا رؤوس الناس" برنارد شو

كان يوم الخميس 27/11/2008 يوماً تاريخياً حاسماً في تاريخ العراق، حيث صوت البرلمان العراقي بغالبيته المطلقة 149 (75%) بنعم للاتفاقية الأمنية العراقية-الأمريكية، مقابل 35 صوتاً بلا، من مجموع 198 حضروا الجلسة. وهكذا انتصر العقل على أولئك الذين أدمنوا على الضجيج العالي، وبالتالي انتصرت إرادة الشعب العراقي وقرر مواصلة مسيرته الحضارية في إلحاق الهزيمة بالإرهابيين وفلول البعث وعصابات الجريمة المنظمة، والشروع ببناء دولته العصرية الديمقراطية المزدهرة، بدلاً من التوجه نحو النموذج الصومالي المدمر الذي أراد له أعداءه. وبهذه المناسبة التاريخية السعيدة، نهنئ شعبنا وقادته السياسيين من العقلاء الشرفاء، وجميع الذين سعوا لتمرير الاتفاقية، وكل الخيرين النبلاء من أصدقاء شعبنا بهذا النصر العظيم.

كما وأقدم التعازي الحارة إلى أعداء شعبنا من حكام إيران وسوريا وذيولهما في العراق وخارجه من فلول صغار البعث القدامى والجدد المتسترين تحت مختلف الواجهات والتنظيمات السياسية وبأسماء دينية مثل التيار الصدري وغيره. وأعزي أيضاً اليسار الطفولي المتطرف الذي التقى مع اليمين المتطرف عند حوافر الفرس على حد تعبير لينين. فجميع هؤلاء استماتوا في محاولاتهم اليائسة لمنع تمرير الاتفاقية ولكن جميع سهامهم ردت إلى نحورهم. لذا ننصح هؤلاء جميعاً، وعطفاً عليهم ورحمة بأنفسهم، أن يعيدوا النظر في مواقفهم بأن لا يقفوا حجر عثرة أمام مسار التاريخ، لأنه كما أكدنا لهم مراراً وتكراراً أن الديمقراطية في العراق كالقدر المكتوب، لا تراجع عنها، بل محكوم عليها تاريخياً بالنجاح ومهما بدت الصعوبات وتعاظمت التضحيات. فالمعركة هي معركة مصير بين معسكرين، معسكر أنصار الحياة والديمقراطية من جهة، وبين معسكر دعاة الموت وعودة حكم الفاشية من جهة أخرى، وفي نهاية المطاف سيكون النصر إلى جانب الحياة والديمقراطية وفق منطق حتمية التاريخ.

لقد حاول نواب التيار الصدري، وحلفاؤهم من البعثيين القدامى والجدد، في عدة جلسات عرقلة عملية التصويت في البرلمان بشتى الوسائل غير المشروعة، عن طريق إثارة أعمال الشغب داخل البرلمان، دون أي احترام لقدسية المكان باعتباره مقر الجمعية الوطنية لسن القوانين باسم الشعب، مستغلين سماحة وصبر هيئة رئاسة البرلمان وتحمل بقية النواب لسوء سلوكهم، فأساءوا إلى الأعراف والآداب البرلمانية المتبعة في العالم، وإلى الديمقراطية والحرية، وتصرفوا كصبيان جانحين، فتمادوا في غيهم في إثارة الضجيج والصخب والضرب على المكاتب ورفع شعارات مضرة بالمصلحة الوطنية مثل (كلا... كلا.. للاتفاقية) مع ترديد هتاف كاذب ومنافق (نعم نعم للعراق) المفضوح بالقصد والنوايا الشريرة، أي أنه قول حق أريد به باطل. إن لجوء هؤلاء النواب إلى إثارة الضجيج والجلبة في البرلمان لعرقلة التصويت على الاتفاقية لدليل واضح على فراغهم الفكري وخوائهم العقلي وانهيارهم الاخلاقي، لذا مثلهم كمثل العربات الفارغة المذكورة في مقولة جورج برناردشو أعلاه.

إن الانتصار الساحق في تصويت أعضاء البرلمان لصالح الاتفاقية لهو دليل واضح على النضج السياسي الذي أبداه السياسيون العراقيون، وفوز للقوى المعتدلة وإعادة اصطفاف القوى السياسية في العراق وسيرها الحثيث نحو الاعتدال، وتهميش العناصر الراديكالية المتطرفة التي تريد بالعراق شراً مثل التيار الصدري، والمتعاطفين مع فلول البعث الساقط.

فبعد كل الكوارث التي مرت على العراق بسبب هؤلاء المتطرفين من حملة الأيديولوجيات الشمولية المدمرة، بدأ الشارع العراقي وقادته السياسيون ينتبهون إلى اللعبة القذرة التي تريد بالعراق شراً، والمخاطر المميتة التي تحيق به، والساعون لجعله ساحة للحروب الأهلية الطاحنة كما حصل في الصومال عندما طالبت فئة تزايدت بالوطنية، فغامرت بمستقل البلاد، مطالبة بإخراج القوات الأمريكية والدولية منه، ونجحت في مساعيها، فحصلت حروب أهلية ماحقة خلال العشرين سنة الماضية، وصارت البلاد بلا دولة، تعيث فيها لوردات الحروب وعصابات الجريمة المنظمة التي لم ينحصر شرهم على الشعب الصومالي المغلوب على أمره وحده، بل تجاوزت هذه الشرور في عمليات القرصنة البحرية إلى كل دول العالم.

يجب على الشعب العراقي وسياسييه العقلاء أن يستخلصوا الدروس والعبر من تاريخهم الحافل بالنكبات، والتخلي عن العنجهية والعنتريات الفارغة في معاداة الدولة العظمى، أمريكا خاصة، والدول الغربية عامة. إنها فرصة ذهبية أن التقت مصلحة الدولة العظمى بمصلحة شعبنا، ولن نمل من تكرار القول أنه إذا كانت أمريكا تسعى وراء مصالحها، فلماذا لا يسعى العراقيون وراء مصالحهم أيضاً واستثمار علاقة أمريكا لصالح شعبنا وهو يمر في أخطر مراحل تاريخه.

لقد أثبتت التجارب أن معاداة أمريكا والغرب لا تجلب لنا سوى الدمار الشامل. قارنوا أيها السادة بين حكام الدول الخليجية التي تعاملت مع الغرب بالحكمة والعقلانية، فتعايشت معه بسلام، وبذلك استفادت من خبراته ومساعداته وفق سياسة المصالح المشتركة، حيث استثمرت ثرواتها في بناء بلدانها، وتحويل الصحارى إلى غابات وارفة، بينما استثمرت الحكومات الوطنجية والثورجية العراقية ثروات البلاد والعباد في الحروب والدمار الشامل فأحالوا العراق من بلاد كانت تسمى ببلاد السواد لكثافة غابات نخيله إلى صحارى جرداء ومصدراً للعواصف الرملية. قليل من العقل أيها السادة، كفانا الصخب والضجيج و(العنتريات التي ما قتلت ذبابة) كما قال المرحوم نزار قباني.

لقد تعاملت القوى السياسية التي تقود السلطة، بكل صبر وحكمة في سبيل إرضاء وكسب معظم الكتل السياسية، التي استغلت الفرصة لابتزاز الحكومة، فطرحت شروطاً للمقايضة لا علاقة لها أصلاً بالاتفاقية الأمنية، مثل مطالبتهم بالإصلاح السياسي، وإطلاق سراح بعض المعتقلين المتهمين بجرائم الإرهاب ضد الشعب، وأعلنوا أنهم سوف لن يصوتوا للاتفاقية بحجة أنها تمس بالسيادة الوطنية ما لم تستجب الحكومة لمطالبهم. وبالتالي ومن أجل تحقيق وحدة القوى السياسية ومشاركة الجميع في العملية السياسية المصيرية دون عزل أية جهة، استجابت الحكومة لشروطهم. ولكن وكما تساءل الدكتور عزيز الحاج في مقال له في هذا الخصوص أنه (.. ما العلاقة بين مقترحات سياسية عن إطلاق سراح المعتقلين، وبين الاتفاقية؟ هل الاتفاقية مع السيادة؟ إنْ نعم، فلِمَ التعطيل؟ وإذا كانت ضدها، فما معنى محاولات المقايضة؟!). ومن هنا نعرف أن بكاءهم على السيادة الوطنية ليس أكثر من دموع التماسيح.

أما شرطهم، بإجراء استفتاء شعبي على الاتفاقية بعد سبعة أشهر من الآن، فالغرض منه هو إنقاذ ماء الوجه لاتخاذه كمخرج لهم للتصويت على الاتفاقية، والإدعاء بأنهم صوتوا لأن الحكومة استجابت لجميع مطالبهم. فليكن، المهم أن حصل شبه إجماع على التصويت لصالح الاتفاقية. أما الذين صوتوا ضدها فإرادتهم ليست بأيديهم، فالتيار الصدري يستجيب لأوامر السيد علي خامنئي "الولي الفقيه" مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، وغايتهم إفشال الاتفاقية في جميع الأحوال. ونحن واثقون أن الجمهرة الواسعة من أبناء شعبنا هم أكثر وعياً وحرصاً على المصلحة الوطنية من بعض الكتل السياسية التي لن تمل من فرض الشروط تلو الشروط في المقايضات السياسية وتحت مختلف الذرائع لإيقاف عجلة التاريخ ولكن هيهات. وعليه، وإيماناً منا بالحكمة الجمعية لشعبنا وما مر به من معاناة بسبب السياسات الطائشة ومغامرات بعض السياسيين اللامسؤولة، فإننا نعتقد أن شعبنا سيصوت لصالح الاتفاقية في الاستفتاء المرتقب. ولكن السؤال هو: إذا ما صوت شعبنا في صالح الاتفاقية، فهل سيسكت أصحاب نظرية المؤامرة من الطعن بالنتائج؟ جوابنا هو كلا، إذ كما طعنوا بنتائج الانتخابات البرلمانية السابقة، فلابد وأن يستمروا في الطعن في نتائج الاستفتاء ما لم تكن النتائج مطابقة لرغباتهم، أي ضد الاتفاقية، وعندئذ فقط سيؤكدون صحته بأغلظ الأيمان.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرصة الأخيرة لإنقاذ العراق
- الدستور العراقي...المشاكل والحلول
- حول ترشيح المالكي لجائزة نوبل
- الدلالات الحضارية لانتخاب أوباما رئيساً
- أوباما أو ماكين؟
- مخاطر التدخل الإيراني الفظ في الشأن العراقي
- الاتفاقية... أو الطوفان!!
- العشائر والدولة
- مخاطر تحويل العراق إلى مأتم دائم
- يا حكام دمشق، هذه بضاعتكم ردت إليكم
- لماذا الضغوط لرفض الإتفاقية العراقية-الأمريكية؟
- مهزلة جديدة يرتكبها البرلمان العراقي
- رفع الحصانة عن الآلوسي انتصار لإيران
- في الذكرى السابعة لهجمات 11 سبتمبر
- من سيكون الرئيس الأمريكي الجديد؟
- قراءة في مذكرات الدكتور محمد المشاط
- لماذا اغتالوا كامل شياع؟؟؟
- انقلاب موريتانيا يجب أن لا يمر دون عقاب
- حل مشكلة كركوك بين الممكن والمستحيل
- ليس دفاعاً عن ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - وأخيراً انتصر العقل...!!