عديد نصار
الحوار المتمدن-العدد: 2480 - 2008 / 11 / 29 - 07:09
المحور:
حقوق الانسان
ليس المصريين كسلطة، فهي سلطة معادية ، بل كشعب، و ليس المصريين فحسب، بل كل الشعب العربي، و ليس العرب فحسب، بل جميع الشعوب!
و الجلد هنا، كجلد الذات، يقع في باب المحاولات الأخيرة للاستنهاض و التوحد و التحرك !! و لو ان جلد الذات قلما يثمر نتائج تشفي أو تحقق المراد.
نتلهى كشعوب بقضايا لا تمت لمصائبنا بصلة، و نجهد النفس كقوى سياسية، في التفتيش عن مثالب الآخر، السياسي منا، و لو كان ذلك يعيدنا خمسة عشر قرنا إلى الوراء، دون أن تتنبه الشعوب. و لم نأبه يوما أن نفتش لنا عن نقطة التقاء، كشعب، عن مطلب واحد نتفق عليه و على توحيد القوى لتحقيقه رغم كثرة المطالب و استعجال العديد منها.
و اليوم، وقد فقدنا كل حس بالمسؤولية، و كل حس إنساني يفرض علينا بعض التضحية، نرى إلى شعب بأكمله في غزة يحاصر حتى الرمق الأخير، دون تحريك ساكن من هنا أو من هناك.
العدو الصهيوني يقوم بما يمليه عليه عداؤه، و النظام المصري يقوم بما يفرضه عليه ارتباطه، فما بال الشعب المصري؟ لماذا يحاصر الشعب المصري أخوته في غزة؟ كيف لي أن أصدق أن الشعب المصري غير قادر على كسر الحواجز جميعا و الوصول إلى غزة؟؟ كيف لي أن أحتمل تصديق ذلك؟ هل سيسقط ضحايا و شهداء ؟ هل سيتحمل بعض التضحية؟ هل سيسهم ذلك في إذكاء الصراع مع النظام المعادي للشعب، النظام الذي يفرض على هذا الشعب الجوع و البؤس و يحاصره كما يحاصر أهل القطاع؟ أليس هذا هو المطلوب، إذكاء الصراع و اقتلاع النظام المعادي للشعب؟
أم إن القوى السياسية المتجلببة بالاسلام لا ترتضي إزعاج ولي الأمر؟ تلك القوى التي تهيء كل الظروف البيئية التي تجعل من رمي الفتيات غير المنقبات بالأسيد على وجوههن أمرا ممكنا و عاديا في كل هذه الأصقاع، حتى بت أخجل من كوني رجلا!.
متى نعلن الغضب من أنفسنا حين نرى أنفسنا نغيب في اللامبالاة المطلقة أمام اختناق غزة و استشهاد العراق و تدمير لبنان و تفتيت السودان و تحويل الصومال إلى عصابات من القراصنة، في مقابل تقديم المساعدات العربية السخية للنظام الرأسمالي المجرم الذي يتخبط في أزمته؟ متى يشهر شعب مصر غضبه عندما يرى غاز مصر يضخ مجانا إلى الكيان الصهيوني و شعب غزة يفتقد إلى كل أنواع الوقود؟ ما الذي يمنع الملايين من المصريين أن يزحفوا و يدخلوا غزة و ينهوا عنها الحصار مرة واحدة و إلى الأبد؟ هل هي بعض التضحيات؟
أحيانا، لا بد من جلد الشعوب على أمل أن تستيقظ و تنهض!
#عديد_نصار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟