فراس غضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 2479 - 2008 / 11 / 28 - 07:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ماحدث في جلسة البرلمان العراقي الخاصة بمناقشة الاتفاقية الامنية بين العراق وامريكا مشهد يثير الضحك والسخرية ، وهو ايضا مبعثا للحزن والكآبة ..!
مصدر الضحك والسخرية هو تصرف بعض النواب الذين يغيرون جلودهم بأستمرار وتنطلق السنتهم بالوطنية ومعارضة الخطة الامنية .
ولكن واقعهم يشير الى انهم ( يلغفون ) باليمين والشمال وما ملكت ايمانهم فلا يحرمون ما يقبضونه بالدولار او التومان ، المهم انهم يؤدون كل الادوار التي تظهر بأنه التزام بالدين والسير على خطى ( المولى المقدس ) او على طريقة ابو سفيان الذي اعجبه شعار من دخل بيت ابو سفيان فهو آمن .
وهذا ما تفعله بالضبط جبهة التوافق فتريد ان تحافظ على امتيازاتها الصدامية والبريمرية مضافا اليها ما ينتج عن معارضة الاتفاقية الامنية ، فهي تريد ان تشعل الاسعار لتقبض بالدولار والدينار .
فهؤلاء واولئك من المحسوبين على الشيعة والسنة لانجد وصفا لهم ولتصرفاتهم الا تسميتهم ( بالزعاطيط ) ولكن زعاطيط من النوع الشيطاني ، يمارسون الارهاب وايضا يلعبون في جلسات البرلمان على طريقة اللص والحرامية وفي كلا الحالين وكلا الجهتين هما ليس للوطن بل للامتيازات والمكاسب .
فالبعض منهم حين تسأله لايعرف بندا في الاتفاقية ولايقترح تعديلا كبيرا او صغيرا ، ولكنه يعرف ان سيده قال له عارض وحول البرلمان الى سوق هرج .
نقول ذلك ونحن لسنا مع الحكومة وليس مع الاتفاق او ضده ، فهذا الامر خيار وطني كبير تقرره الجماعة وليس الافراد او الكتل ، ويحتاج الى مواقف صادقة وليس مستوردة مدفوعة الثمن .
كنا نأمل ان نجد في مجلس النواب عقلاء متحضرين ينتمون الى بني البشر وليس الى آكلي لحوم البشر ، يتيحون للاخرين امثال زيباري وصولاغ وبابان ان يقولون كلمتهم وان كان المعارضين صادقين وجهابذة ان يناقشوهم امام الناس ويبررون مواد الاتفاقية بالحجج المنطقية وليس بضرب الطاولات مثل الطلاب المشاكسين وغير المؤدبين والذين اعتادوا على عصى المعلم تضبط حركاتهم وتصرفاتهم .
متى يتعلم الزعاطيط فن الحوار والجدل الحر الموضوعي .
متى يتخلص البرلمان من هؤلاء الذين ماكانوا يصدقون ان يجدوا وظيفة بالدرجة الثامنة في دائرة للاستعلامات او هيئة النقل الحاص او شعب التنظيف في الوزارات ، بل ان هذه الوظائف فيها اشخاص يستحقون الاحترام لانهم يقدمون خدمات جليلة مقابل رواتبهم الضئيلة .
ولكن أسألكم برب الكعبة ما الذي يقدمه او قدمه عضو البرلمان وعضوة البرلمان أزاء المليارات التي يقبضونها والسفرات والرحلات التي يسرحون ويمرحون فيها ، أفتونا يرحمكم الله .
#فراس_غضبان_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟