أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إدريس ولد القابلة - مسار حقوقنا ما زال معوقا














المزيد.....

مسار حقوقنا ما زال معوقا


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2479 - 2008 / 11 / 28 - 08:13
المحور: حقوق الانسان
    


في بداية العهد الجديد خيَّمت "موضة الجندرة" على مختلف النقاشات الدائرة بين المثقفين والسياسيين والاقتصاديين وفعاليات المجتمع المدني.. وقيل آنذاك إنه لا مناص من "جندرة" مختلف القطاعات والمجالات، بل و"جندرة" مختلف القطاعات والمجالات، بل "وجندرة" تصرفاتنا، اليومية وتفكيرنا حتى في أبسط المسائل.
وبذلك، بدت "الجندرة" لفترة من الزمن، كأنها خاتم سليمان، من شأنها تخليصنا من مختلف المشاكل وتمكيننا من حل المعضلات التي ظل يتخبط فيها المغرب على امتداد عدة عقود..
آنذاك نادى نساء المغرب بضرورة "جندرة" السياسة والاقتصاد والترسانة القانونية وآليات صناعة القرارات ودواليب تدبير الشأن العام ومفهوم المواطنة وهلم جرا.. وأضحى دعاة "الجندرة" يقدمونها كمفتاح من مفاتيح ولوج دروب التنمية وبرزت شعارات من قبيل "لا تنمية بدون جندرة" و "لا تحرر من معيقات التقدم والحداثة بدون جندرة"، بل "لا حياة عصرية مسايرة لروح العصر ومتطلبات المرحلة بدون جندرة"..
"تجندرنا" و"جندرنا" كل القطاعات وظلت أبواب أحد المجالات موصدة في وجه الرجال والنساء، على حد سواء، إنه مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وبعيدا عن التفسيرات الفلسفية "الغليظة" والتخريجات "ذات البعد الخامس المعتمدة على الرياضة العقلية" يمكن القول إن "الجندرة" بالمفهوم العامي، لا تعدو أن تكون مجرد هاجس إحضار حقيقة يعرفها الجميع : (وهي أن الشعوب مكونة من ذكر وأنثى)، في اتخاذ كل القرارات حتى نضمن عدم إقصاء نصف المجتمع ولربما أغلبه من حيث لا ندري.
"تجندرت" قطاعاتنا وطلبت الحركات النسائية "جندرة" كل المغاربة، وفعلا حققت هذه الحركات اختراقات في مجموعة من الميادين، وبشهادة الكثيرين، أصبحنا "مجندرين" بالمغرب، ومع ذلك ظلت أبواب مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (من قبيل الحق في الشغل والصحة والعيش الكريم والحق في التنمية و..) موصدة أمام الكثير من المغاربة، نساء ورجالا، وظل الولوج إلى هذا النوع من الحقوق من قبيل المستحيلات في عيون فئات واسعة من الشعب المغربي، هذا في وقت أضحى فيه كل ما هو اقتصادي، يحدد مسار مختلف المجالات. يفعل في السياسة والدبلوماسية والعلاقات الخارجية وضمان الاستقرار الداخلي، الآني والمستقبلي...
إلا أنه على أرض الواقع، تجاهلت الدولة والحكومة وكذا الفاعلون السياسيون الرسميون تلك الحقوق بالذات، علما أن مختلف الحقوق الأخرى لن تستقيم ولن يتم جني ثمار الولوج إليها، الحلوة منها والمرة، إلا بالإقرار بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ممارسة وتطبيقا، وإلا سنكون كالذي شيد بنيانا يعجب الناظرين بدون أساس كفيل يضمن استمراره قائما.
والحالة هذه، لازالت بلادنا تفتقر حتى الآن إلى إستراتيجية وتصور واضح المعالم يخصان تطبيق الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وترسيخها، لذلك سيظل مسار حقوق الإنسان بالمغرب معوقا، ومحسوبا على ذوي الحاجيات الخاصة.
ومن الأحداث التي تبين هذه الإعاقة بجلاء، ما وقع بصفرو وبعدها بسيدي إفني ومراكش وتصاعد نضالات مختلف التنسيقيات وتعثر الحوار الاجتماعي.
والآن، بعد أن حظيت إشكالية الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالأهمية التي نالتها، علينا فتح ملف الانتهاكات الجسيمة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، علما أن عدد ضحاياها أكبر بكثير من عدد ضحايا انتهاكات الحقوق الأخرى، كما أن تجاهل مبدأ الترابط وعدم التجزيء بين الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يفقد منظومة الحقوق فحواها وجدواها ويفرغها من روحها لتصبح جسدا جامدا، مجرد دمية لتأثيث المشهد السياسي ليس إلا.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا جرى بعد استقلال المغرب؟
- آخر صيحات -الإعدام العملي-
- تعرضت لعنف كلامي وتهديد من المخابرات المغربية
- لعبة -البوكر-
- المغرب على العتبة الأوروبية
- الاستعداد لحلقة أخرى من مسلسل -الخوصصة-
- انعكاسات الأزمة العالمية على المغرب
- هكذا انتشرت ظاهرة بيع الجسد بالمغرب
- مشروع قانون المالية 2009
- الاحتقان المتراكم داخل الكوركاس هو الدافع لمراسلة الملك
- صرخة العسكريين المدانين بتهمة تسريب أسرار للصحافة
- صنعه الإسبان، حماه الحسن الثاني، فهل يحاسبه محمد السادس؟
- القاعدة الأمريكية بطانطان بين تأكيد التقارير الأجنبية وصمت ا ...
- في النكتة السياسية
- كبوة أم اختراق؟
- الأزمة الاقتصادية والمعاشية في المغرب .. إلى أين؟
- قضاؤنا قد -يخطئ- كثيرا ونادرا ما يصيب
- الجزائر غنية بنفطنا، تعادينا من أجله وتحاربنا بمداخليه
- يجب خلق كتابة دولة تعنى بقضية الصحراء الشرقية وساكنتها
- نفط الجزائر هو مغربي أصلا..اعتقاد لا يمكن تجاوزه أو تجاهله


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إدريس ولد القابلة - مسار حقوقنا ما زال معوقا