تعرضت الجماهير المحتشدة، لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء والكاظمية، بمناسبة العاشر من محرم، يوم البطولة والفداء، الذي جسده الامام الحسين، وصحبه الأجلاء (ع) أروع تجسيد، تعرضت الى حادث إجرامي مروع ذهب ضحيته المئات من الشهداء والجرحى، وذلك عندما قام أعداء العراق مجدداً بقصف الجموع الزائرة وتفجير قذائف وعبوات ناسفة لغرض زرع الفتنة، وتوتير الأجواء، والسعي المحموم لإشاعة الخوف، ومنع الاستقرار في عراقنا الحبيب.
ان هذه الجريمة البشعة، سوف لن تضيف إلى هؤلاء الأوغاد سوى صفحة عار جديدة في سجلهم المخزي، المعادي لكل الشعوب (وخاصة الشعب العراقي) ولتطلعاتها المشروعة في سبيل الحياة الحرة الديمقراطية، والعيش السعيد، وستؤدي بالمقابل الى زيادة لحمة وتماسك شعبنا العراقي، بمختلف أديانه وطوائفه وقومياته، وأحزابه الوطنية الديمقراطية والاسلامية، لتفويت الفرصة على محترفي الاجرام والقتل والتدمير من المتطرفين السلفيين، وبقايا النظام الدكتاتوري المقبور، وستسرع لا محالة من عملية اعادة بناء العراق على اسس من المحبة والتآلف والسلام والعدالة الاجتماعية.
ان حزبنا الشيوعي العراقي يدين بشدة، ويستنكر اشد الاستنكار هذه الجريمة النكراء، وكل الجرائم الاخرى، بما فيها محاولة تفجير مقر حزبنا في النجف ليلة 29شباط/1آذار، ويدعو جميع العراقيين إلى تعزيز وحدتهم الوطنية والاجتماعية، والارتقاء بتعاونهم الأخوي، والتصدي للمجرمين والقتلة، ومن يقف وراءهم، من الذين يريدون الشر كل الشر، لوطننا وشعبنا، ويدعو في ذات الوقت الأحزاب والقوى السياسية العراقية على اختلاف ميولها واتجاهاتها السياسية – الفكرية، إلى التدليل من جديد على جدارتها بقيادة العملية السياسية الجارية الآن في العراق، والوصول بشعبنا إلى بر الأمان، بأنهاء الاحتلال وإستعادة الاستقلال والسيادة الوطنية، وأجراء الانتخابات الديمقراطية النزيهة، وبناء العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد.
نتقدم بأحر التعازي، وأعمق مشاعر المواساة لعوائل الشهداء الأبرار ولكل أبناء شعبنا العراقي، متمنين للأخوة الجرحى الشفاء العاجل، والحياة السعيدة، ونقول لهم بأن المجرمين سوف لن يفلتوا من القصاص العادل، والعقاب الذي يتناسب مع حجم الجريمة وهولها.
اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي
2 آذار 2004