|
السياسة الاقتصادية في مصر والركود الاقتصادي
محمد نبيل الشيمي
الحوار المتمدن-العدد: 2478 - 2008 / 11 / 27 - 05:02
المحور:
الادارة و الاقتصاد
يواجه الاقتصاد المصري في المرحله الراهنه حاله من الركود الاقتصادي وزيادة في معدلات البطاله بخلاف بعض الظواهر الثانوية التي ترتبط بهذه الظاهرة كالزيادة في المخزون من السلع تامه الصنع وتعثر الهياكل التمويلية لبعض المؤسسات الانتاجية ويكثر الجدل حول تفسير ظاهرة الركود وقل تعني الكساد او البوار المفاهيم اللغوية لكل قد تكون متماثلة فالمعاجم اللغوية تشير : ركد/ركودا:اي يسكن ويهدا او يثبت ويقال ركدت السوق اي وقفت عن حركة التعامل فيها فهو راكد وهي راكدة كسد الشيئ:كسادا اي قلت الرغبه منه فهو كاسد ويقال كسدت السوق بار الشيئ:اي كسد وخمل امامدلول الركود والكساد في الفكر الاقتصادي فان فيه خلافا بين معني الركود ومعني الكساد حيث يعرف الركود بانه (الحاله التي تظل فيها حركة التجارة في ثبات او شبه ثبات وتقاس بحالة تراجع في معدل النمو في الناتج المحلي خلال ثلاث فترات متتالية خلال عام مالي واحد مع ارتفاع معدلات البطاله وانخفاض في معدلات الاستثمار والاستهلاك وانفاض حركه البيع علي مسنوي الجملة والتجزئة مع ضعف الطلب علي العقارات وحالة الركود عادة يمكن الخروج منها من خلال تدخل الدولة بتحريك الإستهلاك الخاص او الاستثمار وزياده الانفاق العام واجراء تعديلات علي السياستين النقدية والمالية في حين ان الكساد يعني انهيار الانتاج بدرجه تلحق الضرر بالانشطة الاقتصاديه ويتضح ذلك من خلال انهيار اسعار الاسهم والسندات وزياده حالات التعثر وإفلاس بعض المؤسسات الماليه وزياده ظاهرة البطالة الاجباريه واغلاق للمؤسسات الانتاجية وهو الامر الي يصبح من المتعذر معه اصلاح المسار الاقتصادي باجراءات عادية بل يتطلب الامر اجراءت اكثر تعقيدا كما في حالة الركود اما الانكماش الاقتصادي فيعرف بانه ذلك الجزء المتقلص من الدورة التجارية الذي ينحدر من القمة وينتهي بالنقطة الدنيا في الدورة وهو بخلاف الكساد والركود ففي هذه الحالة يحدث انخفاض في معدل النمو الحقيقي للناتج القومي اوالدخل مع حدوث انخفاض مطلق في الناتج اما التضخم الركودي فانه ذو معني مركبا ينم عن وجود تضخم مقترن بالركود ويعرف بانه معدل مرتفع للتضخم اي ارتفاع في الاسعار مصحوبا بالركود اي انخفاض في الطلب مع بطاله مرتفعة ويعرف التضخم عادة بانه وضع مجتمعي يتسم بوجود علاقة طردية بين الزيادة في الاسعار وانخفاض القيمة الحقيقية لدخل الفرد وعادة يظهر التضخم في حالات الحروب او في الحالات التي تقلص الدولة دورها عند حد الدفاع والامن وتترك للاحتكارات وقوي الفساد تفعل ما تشاء بدون ضابط او رقيب والتضخم انواع فمنه الجامح واللولبي والزاحف . و تعرض الاقتصاد المصري لهذه الظاهرة راجع لإنسحاب الدولة وتقلص دورها بل يكاد ينعدم تماما لصالح قوي السوق مع التوجه غير المدروس نحو خصخصة كل شئ وسياسة عدم التدخل في النشاط الاقتصادي تعتمد علي فكر ما يسمي بالليبرالية المحدثة والتي تمثل مجموعة الافكار التي تري ان اقتصاد السوق افضل السبل الي الاقتصاد الحر وزيادة رفاهية المجتمع ويقع مفكرو هذه الرؤية تحت وهم تجربه الاقتصادات الراسمالية التي تعمل من منطلق ايديولوجي يهدف لخدمه مصالح راس المال بغض النظر عن حق باقي القوي الفاعلة في المجتمع وهو توجه ثبت تهافته ولعل ما يعانيه العالم حاليا من جراء الازمه المالية يثبت خطا الفكرة بل ويهدمها نم اساسها ولعل ماتشهده دول امريكا الجنوبية من تحولات سياسية لصالح قوي اليسار ووصولها الي الحكم من خلال صناديق الانتخابات دليل قاطع علي فشل الفكر الللبرالي عن تحقيق الرفاهيه المزعومة . كما كان للتحرير الكامل للتجاره دورا كبيرا في زيادة العجز في الميزان التجاري لصالح فئة من المستوردين علي حساب الصناعة المحلية التتعرض لمنافسة غير متكافئة ومن ثم توقف مشروعات عديدة كانت تمتص اعدادا وفيرة من العاطلين ومن ثم انخفضت القوي الشرائية ويزيد المخزون من السلع ويحدث تباطؤ في الانتاج ويضطر اصحاب الاعمال للتخلص من اعداد منهم ثم اننا لا نغفل حالات التهريب التي اصبحت احدي سمات الاقتصاد المصري فهي عمليات منظمه تتم من خلال نظام السماح المؤقت والمناطق الحرة التي انحرفت عن اهدافها ثم تجارة الترانزيت كل هذه اودت بالاقتصاد المصري للصالح حفنه من رجال الاعمال المرتبطين عضويا بدوائر صنع القرار او الذين يجدون المساندة من ذوي النفوس الضعيفة . فضلا عن نمو ظاهرة الاحتكارات التي نمت في مصر نموا سرطانيا علي حساب قوي منتجة اضطرت للخروج من السوق وغلقت الابواب لنجد اعدادا اخري من العمال روادا للمقاهي وموردا خصبا للجماعات المتطرفة اوالتجارة في المواد المخدرة والتحرش الجنسي وزياد ة ثقافة العنف واخيرا هل يدرك المسؤلين ان الوقت قد حان للتغيير والا فالنتائج وخيمة .
#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل في مصر مشاركه سياسيه؟
-
الطغيان والاستبداد والمشاركه السياسيه
-
دول العالم الثالث والمشاركه السياسيه
-
معوقات المشاركة السياسية
المزيد.....
-
الرئيس التنفيذي لـ-غولدمان ساكس- يصف الوضع في الاقتصاد الأمر
...
-
صادرات سيارات -لادا- الروسية تتضاعف 4 مرات في 2024
-
-أوبك- تثبت توقعاتها لأسواق النفط لعامي 2025 و2026
-
بلومبيرغ: الاتحاد الأوروبي يدرس حظر واردات الغاز المسال والأ
...
-
هنغاريا وصربيا تتفقان على تسريع بناء خط أنابيب نفط مشترك
-
وزارة الطاقة التركية: ضخ الغاز عبر خط أنابيب -السيل التركي-
...
-
انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.2 بالمئة في عام 2024
-
إيكونوميست: إيران تواجه تهديدا اقتصاديا مع إدارة ترامب
-
تقرير: لبنان يواجه تحديات اقتصادية ومعيشية في ظل قيادة جديدة
...
-
-أزمة رواتب كردستان-.. تراجع اقتصادي وتهديد للنسيج الاجتماعي
...
المزيد.....
-
دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر
/ إلهامي الميرغني
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|