أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - أصرار أم أسرار















المزيد.....

أصرار أم أسرار


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 763 - 2004 / 3 / 4 - 09:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


     لم تكن جريمة كربلاء والكاظمية الأولى والأخيرة في الحرب الشعواء التي تشنها التنظيمات الأرهابية ضد شعب العراق ، ولن تكون الدماء الزكية التي سالت في شوارع بغداد وأربيل وكربلاء والنجف والكاظمية والأسكندرية وغيرها من مدن العراق التي كانت مسرحاً لعملياتهم الأرهابية التي تستهدف الأنسان في العراق .
وتتوضح الصورة الزائفة التي يتبرقع بها الناعقون بأسم ( المقاومة العراقية ) ، وينكشف الغطاء الذي يتسترون به في معاداتهم للحياة  والأنسان باسم الأسلام وبأسم الفداء وكل هذا منهم براء .
فهم دين جديد يتستر بأسم الأسلام ، وهم عصابات أرهابية خسيسة ورخيصة تعتمد البهائم في التفجير ، وتسوق النماذج النتنة الممتلئة بالعقد والحقد لتزرع الموت بين الناس مهما أختلفت قومياتهم وجنسياتهم ودينهم ومذهبهم ، الموت  للأنسان الشعار العريض الذي يرفعون ويعملون من أجله .
وحين حدثت جريمة أغتيال الشهيد الحكيم وجريمة الأعتداء على مقر الأمم المتحدة في بغداد ، وحين تم القبض على عناصر مشتبه بها تمثل نمط من هذه النماذج ، لم يتم الأعلان عن هويتها أو عن نتائج التحقيق بعد أن تنتهي ، ولم تتم أحالة الذين توفرت الأدلة ضدهم الى المحاكمة العلنية وأن تعرف الناس حقاً هوية القتلة السفلة ، وبقاء الأمر طي الكتمان ومستتراً دون نتائج تتناسب مع حجم الكارثة والمحنة التي يمر بها شعب العراق .
الأصرار الغريب في التستر على أسماء ووجوه القتلة السفلة لن يخدم الآلية  التي يجري بها مواجهة هذه الحرب الشعواء والهجمة المجنونة التي تشنها هذه القوى التي تناصرها فلول من داخل العراق وتوظف لها فضائيات وصحف عربية وعراقية وواجهات في الأنترنيت تمجد القتل وتدعو للأمعان فيه كرها بشعب العراق وحقدا على مستقبل العراق ، واخوتنا من اهل العراق يراقبون دون أن يجدوا أدنى مساهمة تتناسب في الرد مع أفعال بحجم الفعال التي تشنها هذه التنظيمات .
مخطيء من يظن أن هذه العناصر تعتمد على نفسها فقط ، ومخطيء من يظن أن هذه التنظيمات تعمل لوحدها فقط ، هناك من يسهل لها ويمهد لها الطريق ويوصل لها مستلزمات الموت والعتاد والتفجيرات ، وهناك من يأويها ويطعمها من حلال وماء العراق ، وهناك من يمدها بالأسرار والمعلومات ليمهد لها تسهيل الخرق الذي يعيشه العراق في ظل فوضى الأحتلال ، والذي يأخذ دوره في المحافظة على الأمن ولم يدع المجال للعراقيين ليأخذوا دورهم .
أصرار على التستر والصمت المريب على الأسماء التي تعترف وينتهي التحقيق معها وتركن في مواقف لايمسها السوء تحت الرعاية الأمريكية وحقوق الأنسان ، وأسرار تغلف نتائج التحقيق والتخمينات التي نضعها حول الجهات التي تتعامل معها هذه العصابات النكراء .
أسرار وأصرار في التستر حول الواجهات والروابط بين التنظيمات الأرهابية وبين جهات أعلامية وسياسية وعربية لم تزل تسمي العراقي قتلاً وتسمي الأنتحاري البهيمة بالأستشهادي فهل أكثر دلالة من هذا ووضوحاً في الموقف ؟
والأسرار التي تغلف التحقيق وماتوصلت اليه الجهات القضائية العراقية وما تم حجبه عنها وماصار اليه الحال !! كل هذا لم يظهر بشكل حقيقي وصادق يستطيع معه المواطن العراقي أن يستقر على رأي دون أن يجعل أخماسه ترتطم بالأسداس .
يقيناً لن تكون العمليات الخسيسة والغادرة التي طالت الأبرياء من المدنيين في مدينتي كربلاء والكاظمية مستغلين الأجواء الحزينة في ممارسة الطقوس الشيعية بذكرى أستشهاد الأمام الحسين ( ع ) ضد الطاغية يزيد بن معاوية ، لتكون هذه الأفعال الجبانة دليل على كراهيتهم الى العدالة والحسين والناس والحياة والعراق ، لن تكون الأخيرة ولن يتوقف العراق عن عطاء الشهداء فقد كتب علينا أن نكون ساحة الشهادة في حرب قذرة استغل فيها الأرهاب فرصة أن نكون تحت الأحتلال مكتوفي الأيدي ليحاربنا بأقسى الأسلحة وأخطرها ، بعد أن تمكن من تجنيد عدد من البهائم البشرية لتصير بأرادتها الغائبة قنابل وسط الناس .
لم ترق الأعمال التي بادرت وزارة الداخلية العراقية ولاأجهزة الأمن العراقية الى أتخاذها في مواجهة الأفعال الأرهابية ، ولم تكن الأجراءات المضادة في تجمعات بشرية تصل لأكثر من مليون نسمة في كربلاء بالمستوى الذي يتناسب مع خطورة الموقف والنتائج التي ستؤول اليها الحال .
ومع كل هذا يبقى الأصرار على بقاء الأسرار يصب في مصلحة القتلة السفلة ولايخدم مخططات محاربتهم وأستنفار العراقيين لقتالهم والمساهمة في القضاء عليهم ، ولم تزل السيارات المفخخة والقنابل الموقوتة والألغام المزروعة ، ولم تزل عبوات التي أن تي متوزعة في العراق ولم تزل جهات تأوي القتلة وتطعمهم وتزودهم بالهويات المزورة وتسهل لهم الأقامة في محافظات عديدة من العراق ، وجهات لم تزل تقوم بتزويدهم بالمخططات والأسرار والمعلومات وترسم لهم الطريق ، ولم تزل صفحات في الأنترنيت تسمــي أعمالهم ( مقاومة ) دون أن يلفت هذا نظر أحد ، ودون أن يتحرك اهل العراق بأنتظار معجزة تنقذهم من الموت والدم وحرب الأرهاب بحجة مقاتلة المحتل الذي كان بمنأى عن كل العمليات الأخيرة التي تستهدف الأبرياء والأبرياء وحدهم في العراق ، فهل يصحو المسؤولين عن أمن الناس وحماية أرواحهم ؟ وهل يصحو المشرفين على الملف الأمني ويزيحوا انفسهم عن الطريق لغيرهم ليجرب بعد أن فشلوا في قيادة الحرب المضادة للأرهاب البشع على شعب العراق .
وهذه الجهات تتعاون بينها وتزداد توحداً في حين نزداد نحن فرقة وتباعداً ، وهم مشغولين بالتحضير لموتنا وسفك دمائنا وأيقاف رسم مستقبلنا ، ونحن مسؤولين في التناحر والتعارض حول راتب عبد الرزاق النايف وعبد الرحمن عارف ، وهم مشغولين بالأتصال بعناصر مكشوفة ورخيصة ومبتذلة ومعروفة ونحن مشغولين بشتائم القيادات والشهداء ومن نختلف معه في كلمة واحدة .
أسرار تغلف الأصرار على أبقاء القضية طي الكتمان مما يزيد النار أشتعالاً ويسهل الغاية والهدف ولايزرع الروع في نفوس البقية ولايردع البهيمة من الأندفاع نحو المجاميع البشرية لتفجر نفسها وتضع روحها في خدمة الشر والأرهاب .
ولن تتوقف  عمليات الموت التي تطال الأبرياء الا حين يتم كشف الحقيقة واماطة اللثام عن وجوههم وهوياتهم ومحاكمتهم علنا .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسؤولية الجنائية في مذكرات حازم جواد
- مسيلمة العراقي وروائح النفط
- صكوك النفط التي لم تحترق
- من يوقظ الحاكم الظالم ؟
- تنشيط الذاكرة
- غياب الحقيقة في مذكرات حازم جواد
- في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب العراقي المناضل علي كر ...
- دعوة
- رسالة الى السيدة توجان الفيصل
- أمنيات عراقية
- حقوق غائبة بحاجة الى معالجة
- ملاحظات حول مسودة قانون أدارة الدولة العراقية للفترة الأنتقا ...
- وحدة العراق
- من يستحق التكريم النايف ام الشهداء
- القضاء العراقي وقلق منظمة العفو الدولية
- أتهامات محمد المسفر
- ورطة السيد نصار
- الفكر المتفسخ والموت السياسي
- سامي عبد الرحمن لم نكمل الطريق بعد !!
- الضمائر القابلة للصرف


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - أصرار أم أسرار