|
مسيحيون عرب وأكراد والإشكال القومي الذي اوجدناه
حبيب تومي
الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 08:58
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
الأمة العربية من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي تشترك بمقومات قومية واحدة منها انها تحمل اسم قومي عربي واحد وله لغة عربية واحدة والدين الواحد والثقافة الواحدة ، ومع هذه العوامل والقواسم المشتركة لم تستطع هذه الأمة ذات ( التسمية الواحدة ) ان توحد اقطارها المنقسمة ، حتى انها لم تتفق على قضايا ينبغي ان تكون مشتركة إن كان في مجال الأقتصاد او السياسة او الأجتماع ، فكل بلد عربي له خصوصياته ، ولا يلتق مع البلد الأخر رغم وجود تسمية واحدة وقومية واحدة ولا جدال في ذلك ، ولا غبار على هذه الحقيقة . الأمم او الأمة الأوروبية إن صح التعبير . فيها قوميات وتسميات مختلفة ولغات متعددة ، ومع هذا هنالك عوامل مشتركة تجمع هذه الأمم رغم التعدد والأختلاف ، فهي تتحد في التحاد الأوروبي ، وتداول عملة واحدة في اكثر هذه البلدان واتفاقها في مجالات كثيرة على النطاق الدولي وكأنها بلد واحد . بينما في الدول العربية رغم تجانسها لا نرى فيها الذي نراه في الأتحاد الأوروبي او جزء منه . ماذا نريد من هذا الكلام ؟ لقد قال الأستاذ نيجرفان البارزاني في مقال منشور في موقع حكومة الأقليم : أن وجود الأكراد المسيحيين والشبك واليزيديين في الموصل امر ضروري ومهم بالنسبة للاكراد ... وقول الأستاذ مسعود البارزاني في واشنطن مرحباً بالحضور : اهلاً وسهلاً بكم وأنا سعيد جداً بلقاء الشعب الكلداني والسرياني .. لا اعرف ماذا اسميكم ؟ ( عن مقال الأخ انطوان دنخا الصنا : " السيد نيجرفان البارزاني يسمي شعبنا في الموصل .. الأكراد المسيحيون .. لماذا ؟ " ) . قبل الدخول في مناقشة الموضوع فينبغي الأقرار بأننا نحمل قسطاً كبيراً او صغيراً من خلق حالة الأرباك التي يمكن ان يقع بها الآخر ، إن كان صديقاً مخلصاً لشعبنا او عكس ذلك . ونأتي الى جذور المعضلة التي اوجدها نخبة من الأخوة الكتاب والأحزاب الآشورية العاملة في الساحة العراقية وفي مقدمتها الحركة الديمقراطية الآشورية . كنا كلــــدان وسريان وآشوريين ، وهذه تسميات لم نخترعها ولم نقررها في مؤتمر ، ورثناها تاريخياً مع مجمل مواريثنا الدينية واللغوية والأجتماعية والثقافية ، الأحزاب القومية الآشورية ونخبة من الكتاب المتشددين نزعوا الى اعادة كتابة التاريخ ، فقررت هذه الأحزاب ، وهؤلاء الكتاب ، إننا من اجل ان نتوحد فينبغي اولاً ان يكون لنا تسمية واحدة ، وهذه التسمية ينبغي ان تكون آشورية ، وكان في ريادة هذه الدعوة الحركة الديمقراطية الاشورية ، ولكن هذه الدعوة قوبلت برفض من بقية المكونات ، فعدلت الحركة عن الموضوع ولجأت الى التكرم علينا باسم احد التنظيمات الثقافية التابعة لها ، وهو التنظيم القومي الكلدوآشوري ، فالحركة تحتفظ باسمها التاريخي الآشوري ولها برنامجها الآشوري ، وهي تتصدق علينا باسم احدى الجمعيات الثقافية التابعة لها وهي الكلدوآشورية ، وكانت كريمة مع السريان ايضاً فتصدقت عليهم من مكارمها وأضافت السريانية أيضاً ـ وهي دائماً وأبداً ـ تحتفظ بتسميتها الآشورية . وأقترحت بل وقررت ان تعطينا اسم مركب من كلدوآشوريسرياني . من هنا كان الأرباك الذي وقع به الآخر ، فليس من المألوف ان يخاطب الكردي او العربي احد ابناء شعبنا او مجموعة من ابناء شعبنا ويقول هذا الكلدوآشوري السرياني . وهذا ما يربك الآخر كما قلت ، فليس هنالك شعب على وجه الكرة الأرضية بهكذا اسم مركب . وهكذا كان الآخر يفضل لمخاطبتنا او الأشارة الينا بالأنتماء الديني المسيحي الذي ينقذه من الأرباك الذي كنا نحن السبب في خلقه وصيرورته . لقد كان محقاً الزميل عمانوئيل خوشابا في ضرورة إبراز الهوية القومية بدلاً من الهوية الدينية ومرة اخرى ينبغي ان نبرز هويتنا بصورة جلية صحيحة وواضحة فنحن كلدان وسريان وآشوريون ، وينبغي على الاخر ان يحترم خوصيتنا وهويتنا الدينية والقومية . وهكذا كان الأسم الصحيح في المكان الصحيح ،فأدرج في الدستور العراقي في المادة 125 قومياتنا الكلدانية والاشورية وكان ينبغي ان تدرج السريانية ، إذا طالب السريان بذلك . وعلى هذا المنوال المألوف والطبيعي ادرجت تسمياتنا التاريخية الصحيحة في مسودة الدستور الكردستاني . لكن الذي فوجئنا به هذه المرة مع الأسف ، ان يسعى الأستاذ سركيس آغا جان ويوظف كلمته المسموعة في حكومة اقليم كردستان لالغاء تسمياتنا القومية الصريحة في مسودة الدستور ، ووضع مكانها تسمية مبهمة غير مناسبة لاطلاقها على شعب ، فهي تسمية ( تنظيم ) المجلس الشعبي ( الكلداني السرياني الآشوري ) ، وهذه التسمية مناسبة تماماً لجمعية او منظمة او مجلس او حزب ولكنها ليست مناسبة لتسمية شعب بهذا التشابك من الأسماء . الكلام الدارج قول : الأخوة العرب والأكراد والتركمان ، وأين هو الأحراج إذا قال مسؤول : الأخوة الكلدان والسريان والآشوريين ؟ اين تكمن الأشكالية ؟ اليس للاخوان الثلاثة ، ثلاثة اسماء ، كلدان وسريان وآشور ، لماذا نريد ان نربك الاخر في مسالة اسماؤنا وهي الواضحة وضوح الشمس ؟ أين يكمن الخلل إن قلنا نحن كلدان وسريان وآشوريون ؟ والمسالة كقولنا العرب والأكراد والتركمان ، فكل من المكونات اعلاه يحتفظ بشخصيته وكيانه وهم ابناء شعب واحد ، وهي حقيقة تاريخية ، ولو لم تكن هذه الحقيقة تاريخية ، لكان لنا اسم واحد إما آشوريين او سريان او كلدان . فلماذا نخلق لنا مشكلة هي اصلاً غير موجودة ، كلما في الأمر ان يسود الأحترام بيننا ، وسيكون لنا شخصية واضحة للمقابل حينها سوف لا يقع أي مسؤول في حيرة من أمره في مخاطبة شعبنا . إننا نناشد ألأستاذ سركيس آغا جان لأعادة المياه الى مجاريها الطبيعية في مسودة اقليم كردستان ، وإعادة اسماءنا التاريخية ، الكلدانية والآشورية وإضافة السريانية اليها ، لكي لا نضيعها جميعاً وإعادتها الى مكانها الطبيعي في مسودة الدستور الكردستاني لكي نعمل جميعاً تحت مظلة الأحزاب والمنظمات العاملة في الساحة وفي مقدمتها المجلس القومي الكلداني السرياني الاشوري ، الذي نتمنى ان تتكل جهوده بالنجاح في إقرار الحكم الذاتي لشعبنا ضمن الوطن العراقي . حبيب تومي / اوسلو
#حبيب_تومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مبادرة العاهل السعودي وحوار الأديان ومسيحيو العراق
-
لا لمقاطعة الأنتخابات ولا لاستجداء الكوتا ونعم للوقوف وقفة ر
...
-
هل نقول وداعاً لشعار هَر بجي كورد وعرب رمز النضال ؟
-
هل هذا برلمان عراقي حقاً ؟
-
كلمة رثاء للصديق المرحوم سالم اسطيفانا من القوش
-
مقابلة مع الأب الراهب دنخا عيسى رئيس دير السيدة في القوش
-
بأي حق تلغى قوميتنا الكلدانية من مسودة الدستور الكوردستاني ؟
-
تأسيس حزب الأتحاد الديقراطي الكلداني كان ضرورة تاريخية
-
رابي سركيس آغاجان أرى طِحناً بلا جعجعة .. وتعقيبات لابد منها
-
وبعون الله انتصر الأسلام في معركته الكبرى في الموصل
-
البرلمان يسلب حقوقنا والأرهاب يقتل شبابنا ويشرد شعبنا المسيح
...
-
في القوش وبغديدا مسيرات جماهيرية مفرحة لكنها مؤسفة أيضاً
-
اهكذا تكافئون سكان العراق الأصليين يا برلمان العراق ؟
-
هل افلح المنافحون عن رابي يونادم بالدفاع عنه ؟
-
يوم تلألأت سماء صوريا بكوكبة الشهداء الكلدان
-
الحركة الديمقراطية الآشورية معنية بتقديم توضيح او اعتذار
-
القوش بعد ان ولّى زمن ( اللنكَات )
-
الأيزيدية شعب أصيل يهاجر بعيداً ودلخواس يصارع من أجل البقاء
-
وترفضون الحكم الحكم الذاتي لشعبنا . إنها حقاً ضحالة سياسية
-
القوش وعنكاوا التباين في مواكبة الزمن
المزيد.....
-
شون -ديدي- كومز يواجه ضحيتين أخريين في لائحة اتهامه
-
ترامب يتحدث عن السبب في حادث اصطدام الطائرتين في واشنطن
-
رئيس الوزراء العراقي يعلن القبض على قتلة المرجع الديني محمد
...
-
معبر رفح: متى تخرج أول دفعة من الجرحى من غزة ومن سيدير المعب
...
-
أول ظهور لتوأم باندا نادر في حديقة حيوان في برلين يثير إعجاب
...
-
هل خطط المحافظين في ألمانيا بشأن الهجرة قانونية؟
-
هل -يستعين- ميرتس بأصوات البديل مجددا؟
-
استعدادات لفتح معبر رفح ونتنياهو يهدد باستئناف القتال مع حما
...
-
إسرائيل تنفذ ضربات على مواقع لحزب الله في لبنان وتقول إنها م
...
-
-الويب تون-.. قصص مصورة نشأت في كوريا الجنوبية وتتطلع لغزو ا
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|