أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - الشعب العراقي – رهينة الماضي و الحاضر














المزيد.....


الشعب العراقي – رهينة الماضي و الحاضر


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 09:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



من المؤسف حقا أن العراقيين بقوا حبيسي و رهائن لعقل العشرينات و حتى لما قبل العشرينات، إن أي باحث ضليع في علم نفس الشعوب و الأمم و المجتمعات و التاريخ و متعلقاته لا بد و أنه لن يستغرب تصرفات غالبية العراقيين تجاه محرريهم سواء ما حصل في العشرينات و ما رافقها من تناقضات، ككراهية العراقيين للعثمانيين و ترحيبهم بالبريطانيين ثم انقلاب الصورة و تحولهم نحو العكس أي التعاطف مع العثمانيين الذين تركوا العراق رمادا و عداء البريطانيين الذين جلبوا للعراق التطور و الاقتصاد و النظم الحديثة.
الشيء ذاته حصل مع الأمريكيين عام 2003 حينما أطاحوا بالبعث و صدام، فأغلبية العراقيين تنفست الصعداء و سرت بهذا التغيير العظيم مع فارق هو أن غالبية العراقيين لا زالت مرتاحة للإطاحة بالبعث، لكن مع مرور الوقت و بدء بعض الأحزاب و التيارات الطائفية و العرقية في نشر الفوضى و الدمار و نظريات المؤامرة و شعارات "المقاومة" المزعومة، حتى بدأت الصورة تتشوش في ذهن المواطن البسيط الذي احتار و ظن أن الأمريكيين هم من يقف وراء الأحداث، و في بيئة حكمها البعث بنظريات و ثقافة "المؤامرة الإمبريالية الأمريكية الصهيونية"!! و تبني أحزاب من ضمن معارضي النظام المقبور لنظريات لا تختلف عن هذه الأطروحات المليئة بالصراع و الكراهية، كل هذا الجو العبثي الفوضوي هيأ لفترة الفوضى و دخول الإرهاب إلى العراق و بدء جرائمه ضد الشعب العراقي و التحالف و ذلك بالتعاون مع المستفيدين من النظام المقبور.
كــان من الممكن أن يستفيد العراقيون من الوجود البريطاني في العشرينات و الأمريكي حاليا لو أنهم تعاملوا مع الواقع بمنطق العقل الذي يحاول الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب للشعب من امتيازات سياسية و اقتصادية و اجتماعية و تجاوز حالة الفوضى و تآكل المجتمع بفعل عقلية ما قبل الدولة، لكن العاطفة و الشعاراتية هي التي كانت الغالبة و تعامل آخرون مع البريطانيين و الأمريكيين بمنطق "الموسوس" الذي يرى في التعامل و التعاون مع أصحاب التغيير مفيدا و أمرا واقعيا وضروريا، بينما يتردد في جانب آخر بفعل بعض المعممين "المحللين و المحرمين" و أصحاب الشعارات الوطنية و القومية التافهة.
أذكر ذات مرة و أنا أشاهد برنامجا بثته "العراقية" عن حياة الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي البصير، شاهدت صورة لتظاهرة "وطنية" حــــــــاشدة رفع عليها لافتة مكتوب عليها "نــــــموت و يـــــحيا الــــوطن"، ربما كان هذا الشعار ينم عن قمة الثقافة في عصر "الدولة الوطنجية"!! حينما كان الانتماء إلى الوطن و المواطنة يعني أن على المواطن أن يضحي بــكل ما يملك و بالغالي و الرخيص في سبيل "الوطن"!! دون أن ينتظر من الدولة أن تقدم له حتى أبسط الحقوق، إن المشكلة هي أن العراقيين كانوا و لا زالوا متأثرين بثقافة و عقلية الدولة الشمولية، التي لا تقدم للمواطن شيئا سوى الشعارات، و هي صفة ملازمة للدولة القومية على الدوام و ضحكت فعلا من قلبي لأن الوطن هو مجرد حفنة تراب و رماد إذا لم يكن الإنسان "المواطن" صاحب حقوق و قيمة.
ففي الدول الغربية االديمقراطية كبريطانيا و أمريكا سادت فكرة دولة الحقوق و الإنسان و العقد الاجتماعي و حرية الفرد منذ أمد بعيد جدا، بينما كان المعسكر الشرقي و كل الدول التي خرجت من الانتدابات "و من ضمنها العراق" تعتبر أن لا "قيمة" للفرد في الجماعة، و هو مفهوم يشبه مفردة "الفرد العشائري" الذي يذوب في مصالح العشيرة و متعلقاتها مقابل "توفير الحماية" لا أكثر، و هنا فإن العراق لا يمكن أن يتقدم كدولة و ينجو من التدخلات السلبية للجوار الجيوسياسي و الإثني الإنقسامي ما لم تطوى فيه ثقافة هيمنة نقيضي الدولة (الدين السياسي و القومية كهوية) و استبدالها بعلاقة مباشرة بين الفرد و الدولة و أن لهذا الفرد حقوقا - حتى حينما يتحول إلى مجرم يحاكم بموجب أصول قانونية - و حينما يتم خلق هذه الرابطة تختفي كل الوسائط العديمة القيمة سياسيا "الدين السياسي و الهوية القومية".
لو كان العراق دولة أكثر عزلة كإحاطته ببحار أو أسباب جغرافية أخرى، لربما كان نجا من كارثة التأثيرات السلبية و لكان حاله حال اليابان الآن، لكن العراق تعرض لموجة بربرية من الفلسفات الشمولية القومية و الماركسية و الإسلاموية و بالتالي أصابت الهوية العراقية حالة من التآكل و التشظي انتهت بأن أشعرت الإنسان بمدى ضعف علاقته و انتمائه لا إلى الأرض – الانتماء الأرضي وهم قومي – و لكن ضعف الانتماء للدولة كمؤسسة حامية للحقوق البشرية.

Website: http://www.sohel-writer.i8.com

Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمام علي و العلم الأمريكي
- صناعة العراق الجديد... المشاكل و الحلول (4)
- صناعة العراق الجديد... المشاكل و الحلول (3)
- صناعة العراق الجديد... المشاكل و الحلول (2)
- مثل آل سعود.. كمثل .....يحمل -قرآنا-!!
- صناعة العراق الجديد... المشاكل و الحلول (1)
- رئيس وزراء قوي.. برلمان قوي
- صابر و صبرية و الإتفاقية الأمنية..!!
- من دولة العشيرة إلى دولة القانون
- المثقف في مواجهة -الإسلام النفطي-!!
- العراق.. اللا دولة -تنجز إتفاقية-؟!
- نرى القذى في عين الغرب و لا نرى العود في عيننا – عبد الوهاب ...
- خمسة سنوات من -النفاق السياسي-!!
- خالص جلبي – من الديناصورات إلى آخر الحضارات!!
- معك و ضدك يا أستاذ عادل..!!
- العراقيون بين الديمقراطية و -المعزومية-!!
- الفقر و صديقي الأمريكي و الإمام السيستاني
- إشكالية الدين و العلمانية في العراق
- الشعب و برلمان التعليق و العلاق!!
- العراقيون الشيعة – بين العار و العرعور


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - الشعب العراقي – رهينة الماضي و الحاضر