أثبتت الجرائم التي ارتكبت يوم عاشوراء ، بحق جماهير شعبنا الأبي ، جسامة المخاطر التي يتعرض لها شعبنا ووطننا ، فهذه الجريمة والجرائم السابقة ، كالتي استهدفت القيادات الكردية في اربيل، في عيد الأضحى السابق ، وتلك التي استهدفت السيد محمد باقر الحكيم ، وغيرها ، تكشف ضراوة العدو الذي يتربص بنا ، والمخططات التي تحاك في الظلام من اجل ضرب الشعب العراقي في صميم وحدته . فتارة تعمل على دق إسفين الفرقة بين العرب والأكراد والتركمان والكلدو اشور ، وأخرى تعمل على تأجيج النار المذهبية والفتنة الطائفية بين السنة والشيعة . وقد يقول قائل إن كل ذلك يعود إلى المحتل الأجنبي أو إلى العناصر الأجنبية التي تريد إضعاف العراق والسيطرة عليه.
إن من شان المحلل السياسي أن يفصل ويعدد ما يشاء من الأسباب ومن يقف وراء هذه الجرائم ، ولكن علينا أن نقر بكل شجاعة أن أعداء الشعب العراقي قابعون بين ظهرانينا ، وان في العراق من الرؤوس العفنة ما يؤهلها أن ترتكب جرائم فظيعة ، مارستها وتمارسها منذ سنين ، وان هذه الجرائم ماهي إلا استمرار لاعمال صدام حسين وزمرته ، وأنصاره ، الذين اقترفوا جرائم الأنفال والتهجير وحلبجة والمقابر الجماعية وغيرها كثير .
إن قوى التحالف وأية قوة أمنية لا تستطيع أن تقطع الطريق على الأعمال الإرهابية التي يرتكبها أناس من بين أبناء البلد ، خاصة مع توفر هذا الكم الهائل من السلاح بين أيدي المواطنين ، وهو عين ما حدث في لبنان وأفغانستان والصومال .
إن القوى السياسية والدينية تقف اليوم أمام مسؤولية عظيمة ، توجب عليها أن ترتفع فيها إلى مستوى عال من الحصافة والحكمة ، ومن أولى مهامها نقل مستوى الصراع مع قوى الظلام إلى مستوى عراقي شامل ، لا إلى معارك منفردة مع هذه الطائفة أو مع هذه القومية ، فان الجميع سيغرق إن لم يبادر الجميع إلى إنقاذ البلاد برمتها من براثن البربرية ، والانعزالية ، والجمود الفكري ، والتعصب للمذاهب والطوائف والقوميات .
نهيب بكافة المراجع الدينية والأحزاب الدينية والديمقراطية العراقية إلى تجاوز التكتلات الصغيرة ، ومحاولة الدخول في تحالف عراقي جامع ، يستند على الهوية العراقية فقط ، هدفه خير العراق والشعب العراقي من اجل تطوير قدرات المواطنين وتبني سياسة شاملة تحفظ للعراقيين جميعا حقوقهم .
وفي الختام نعزي أبناء شعبنا بمصابه في هذا اليوم المشهود والمجد والخلود للشهداء الأبرار .