|
قادم ألايام سيقول العراقيون كلمتهم للعالم أجمع!
مازن فيصل البلداوي
الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 00:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كنت ومنذ الصغر عندما أتطلع الى السماء بعد ان يسدل الليل ستاره أتطلع أحيانا الى الاعلى وأمضي فترة أتمعن بتلك المتلألأت في الاعلى لاأدرك كيف هي هناك معلقة أو ثابتة، وأبقى أطيل النظر اليها متساءلا ماهي فائدتها واقرن تساؤلي هذا بما أحصل عليه من أجابات من هم حولي فأركن مرة أخرى الى عقلي وأتساءل أذا كيف ينزل ذلك النجم لوحده بهذه السرعة والتي ندعوها (نجمة خرّت)وأين تذهب بعد ان تخر، فأذا كانت معلقة فمن الذي يرميها؟ وهكذا نمت هذه الاسئلة مع سنين العمر وبدأت الامور تتضح أكثر من خلال درس العلوم سنة بعد أخرى والى دروس الفيزياء في المراحل المتقدمة وبقيت الاسئلة العالقة في ذهني كما هي وتشعبت وأصبحت أكثر كنت أناقش بعضها مع خالي أذ كان مختصا بالفيزياء وبدرجة دكتوراة لأستحصل منه على أجابات أكثر دقة وأكثر وضوحا، الا ان هذا لم يفسد في الود قضية مع أمور أخرى لها علاقة بهذه التفسيرات وتلك الاستفسارات. وبقي هذا الموضوع من ضمن أهتماماتي الرئيسية كنت أحاول ان ألقي نظرة على ماأحرز من تقدم على هذا المضمار علميا في جريدة أو مجلة أو ماشابه، لاننا في العراق لم نكن قد وصلنا الى مرحلة استخدام الانترنت بعد ( ولاأظن اننا سنبلغ) أو عن طريق احد الاشخاص المهتمين بهذا الموضوع،والى ان تمكنت من مغادرة العراق اواسط التسعينيات من القرن الماضي وبدأت رحلة جديدة للتعرف على ماوصل اليه العالم ومنه انطلقت للتعرف بشكل أكبر على اغوار ذلك الموضوع الذي لازالت كثير من الاسئلة المتعلقة به تحتاج الى أجوبة وتفسير ودلالات تحاكي العقل ليفهم ماهية العلاقات الافتراضية لتلكم المعلقات التي نراها تتلألأ ليلا وتختفي صباحا. لقد أسهم هذا الموضوع بالذات في توسيع مستوى الادراك والانفراج العقلي والذي قادني الى موضوع اخر يتعلق بعض الشيء في أمور ماوراء الطبيعة،الا وهو الباراسايكولوجي والذي كانت بداياتي معه منذ أواسط ثمانينيات القرن الماضي مما حدا بي لمتابعته بالاطلاع على الاصدارات الخاصة بسلسلة الباراسيكولوجي، على الرغم من ان هذا الموضوع كان بعيدا كل البعد عن طبيعة الاحداث المحيطة بي خلال فترة حياتي ابان تلك الفترة خصوصا واني كنت أؤدي واجب الخدمة العسكرية خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي من خلال الاشتراك بفيلم الحرب الايرانية العراقية كما أشترك من مثلي ألاف مؤلفة.
هاجسي كان الحفاظ على عقلي وعدم السماح للآحداث اليومية غير الطبيعية التي كنا نمر بها خلال الحرب والمشاهد المختلفة التي نراها من فترة الى أخرى أن تؤثر على سلامة عقلي وجعلي أتنازل عنه لصالح الضغوط اليومية المتعددة الاشكال والألوان التي كانت تمارس علينا، وهذا الاصرار على الحفاظ على عقلي قد أدخلني كثيرا في ماّزق مع الضباط والامرين، ولأن أكثرهم كانوا مدركين لعقلانية تحليل الامور،،مما كان يدعوهم لنصيحتي ( هذا جيش فأرجوك الابتعاد عن هذه ألأمور برغم أدراكنا انها صحيحة ولكن لايمكن العمل بها هنا) ، ولكن تلك الطروحات العقلانية والتي كنا أو كنت اتناقش بها مع بعض الزملاء أو الاخوة أو بعض الاخوة الضباط حيّدت كثيرا طريقة التعامل بيننا والية التعامل في الامور الحساسة وغير الحساسة. لذلك كان من الطبيعي ان يعتبر هذا الجندي او جنود اخرين من نفس الفئة هم بمثابة مرتبة خاصة يختلفون عن الاخرين نتيجة للأحترام المتبادل وحالة الانضباط الاخلاقي بعدم أظهار تلك المعادلة بشكل واضح أمام الاخرين لئلا يشعروا بالتمييز والتهميش أو بالفرق بين هذا وذاك، فكنا مجبرين أن نجلس نستمع الى محاضرة ( تعريف، تفكيك وتركيب السلاح الروسي الالي 7.62 ملم كلاشنكوف) ونحن تحت الملل والكلل لأننا سئمنا هذا الموضوع وحفضناه عن ظهر غيب، القصد هنا ، ان ردود الفعل الداخلية التي كانت تحصل نتيجة الضغط المتحصل لهذه الأعادة المقيتة ومحاولة حصر تفكير الادمي بين تلكم المحاضرات ،موعد تقديم الطعام وقت الانصراف أو أستلام واجبات الحراسة الليلة للثكنة او المعسكر او الموقع ثم يأتيك الموضوع الثقافي الاسبوعي من لدن شخص لايفقه مايقول بل هو يردد ماحفظه.
ماأقوله هنا هو جزء بسيط من تجربة حقيقية قد لايستطيع الكثيرين ممن عاشوا جزءا كبيرا منها ان يتصوروا ماأتكلم عنه لأنهم قد استسلموا بالكامل لأدارة تلك المرحلة وعزفوا عن مواصلة النضال داخل النفس لمنعها من السقوط داخل الفخاخ الكثيرة المنتشرة هنا وهناك،لا بل تكاد تحيط بك من كل جانب وعليك ولتحافظ على مورد انسانيتك الوحيد وهو العقل هو ان تديم عمله الميكانيكي بصورة مستمرة وهذا طبعا لايتم طبعا ألا بواسطة أضافة الزيت على ألاجزاء المتحركة كي يسلس عملها وتبقى محافظة على قوتها ومتانتها ولم يكن متوفرا غير زيت القراءة والاطلاع والنقاشات الجانبية المحدودة جدا بيني وبين بعض الاخوة ممن تأمن لهم النفس، بأعتبار ان اي خطأ بالتشخيص سيؤدي الى أحد أمرين أما (وراء الشمس، أو تحت التراب) وليس من عاقل بستطيع ان يقبل بأحد الخيارين، أقول ان هذا الموضوع لم يكن سهلا كما يتصور البعض، فقد قضيت طيلة تلك الفترة مقاوما داخليا محافظا على النفس والعقل من التلوث الذي أصاب الكثيرين وراحوا يسيرون وراء ماخيّل اليهم انه باقي بحسب تحليلات عقولهم في تلك الفترة واستطاعوا ان يستفيدوا كثيرا،،ومنهم من أستفاد و (شلع) ومنهم من عاد الان بحلة جديدة يلعن بها تلك الفترة ويلوم نفسه.
أقول أن الانسان خلق حرا وسيبقى حرا الى مماته ان شاء هو ذلك، لذا فعليه الحفاظ على عقله وسلامته وان يصونهما من كل سوء محتمل ليبقى صادقا مع نفسه ومع من حوله في تحديد خياراته التي أصبحت وبشكل واضح انها تؤثر على الاخرين ولن تؤثر عليه وحده لذا اصبح لزاما على كل عراقي وعراقية ان يحكّم ضميره وعقله في أختياراته للأشخاص الذين سيمثلوه في المرحلة القادمة فهي حرجة جدا جدا وقد مروا بظروف خلال السنوات الماضية عرفوا فيها مالفرق بين الحقيقي والمزيف ومن هو الذي سيؤتمن على أمانتهم ، بلدهم وارضهم واطفالهم ومستقبل اجيالهم وهي مرحلة ستحدد ماسيكون عليه العراق في قادم السنين أما عراقا لأهله الموجودين حاليا وللذين مضوا وفي قلوبهم حسرة على بلدهم ان يكون بمثل هذا الوضع الذي هو عليه، أو عراق ستقطّعه سكين أو مقص قصر النظر والحسد والحقد والتاّمر والنفعية.
بيدكم ايها العراقيين وبكل أطيافكم ، بيدكم مستقبل أبناؤكم وورثتكم ، لأ ن ألاخرين يبحثون عن مصالحهم وعندما تتحقق سيرفعوا ايديهم وسيغسلوها ويعقموها من أجران علقت بها نتيجة تعاملهم مع من كانوا يعملوا لصالحهم وقد انتهوا منهم الان! عندما استمع الى أغنية ( جنّة جنّة جنّة والله ياوطنا) فأني أعيد سماعها لثلاث أو أربع مرات متتالية او متفرقة بذات الوقت، وأشعر بشعور يغمره ألامل والثقة بكل أخواني وأهلي وأصدقائي وكل العراقيين الشرفاء لأنني ألفتهم وعرفتهم وأكاد أجزم انهم سينتفضوا بعقولهم انتفاضة هادئة ليحافظوا على بلدهم وأرضهم بدون اي مهاترات صوتية أو مزايدات سياسية.......................ألاغلبية الصامتة لازالت تترقب، أغلبية العقل الغاندية لازالت هناك وستقول كلمتها، كلمة ....... ألعراق أولا وأخيرا.
#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عراقك وعراقي........عراقنا
-
ألعنف ضد المرأة ، ممارسة لآندري كيف أتت وأستشرت.....1
-
ألعنف ضد المرأة ، ممارسة لآندري كيف أتت وأستشرت!
-
من سيدير فلسطين بعد التحرير..!
-
تهنئة الى الرئيس الراحل..!
-
الى متى تبقى الشعوب نائمة...!
-
تربية الاطفال أقوى من أمتلاك ألاسلحة!
-
مفردات الجمال والمجتمع
-
الارض، الفضاء والاخوة القرّاء
-
كرة ارضية بلا امريكا ، ماهو العمل؟
-
أحترت وارجو المساعدة!
-
حبيبي العراق وايادي الشر!
-
حقوق وواجبات الانسان
-
نحن والكتابة والقراءة !!
-
أرض ألعراق معطاءة لمن يزرعها.......!
-
متى سنكون مجتمعا متطورا..........!!
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|