أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - نضال نعيسة - رسالة عتب رقيق لحوارنا المتمدن الجميل














المزيد.....

رسالة عتب رقيق لحوارنا المتمدن الجميل


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 09:07
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


قرأت بذهول متناه ما نشرتموه في عدد أول من أمس، للكاتب السوري عبد الرزاق عيد، عضو ما يسمى برابطة العقلانيين العرب، من كتابات فيها من العنصرية والتجني والافتئات والغمز من قناة مكون سوري بارز من تلك المكونات التي تشكل النسيج السوري المتنوع الرائع الذي لا يفهمه ولا يمكن أن يتقبله طبعاً العقل الطالباني الطائفي المغلق، وفيه الكثير من الحض على العنصرية والتناحر والنزاع الأهلي. ولا أدري، أو بالأحرى لم أستطع أن أستوعب، كيف يقوم موقعنا العلماني الذي نحترم ونجل، ومع الاحترام الكامل لحرية الكلام والتعبير والتفكير وليس حرية السباب والتشتيم، بنشر كتابات وأفكار كهذه ويعمل على نشرها دون التحفظ على مضمونها العنصري والطائفي الفاقع في الوقت الذي يحاول فيه موقعنا أن يرسخ وينشر الثقافة العلمانية التسامحية التصالحية البعيدة عن التحريض العنصري والطائفي الذي يحاول الكاتب عيد تكريسه وتبنيه في معارضته للنظام السوري بناء على منطلقات طائفية تسيء لمكونات سورية بعينها، وفي ذات الوقت الذي رفض فيه حوارنا ذات يوم نشر مقالات لنا فيها شيء من التعرض الشخصي لرموز سياسية بل قام بحذفها بعد سويعات من نشرها وأصر على نشر هذا المقال الفائض العنصري. وشعرت وبكل صدق مع مجموعة من الكتاب والنشطاء السوريين وممن أصابتهم ما كتب السيد عيد بألم وأسف شديد بأن كتاباته هذه ليس مكانها هذا الموقع الرائد الذي استقطب شرائحاً ونخباً داخل سوريا وخارجها وصار صوت من لا صوت لهم من المهمشين والمدافعين عن الحقوق والعاشقين للحرية والحالمين بمجتمعات تسودها قيم التعايش والتسامح والجمال لا قيم العنصرية والطائفية والتمييز ودعاوي استعلاء لمكونات على مكونات بناء على اعتبارات طائفية وعنصرية ما قبل مدنية وما قبل سياسية. ولا يصح البتة التعميم تحت أي عنوان، كما لا يجوز وصم المكونات السورية بألفاظ لا تجوز ولا تليق.

ومما زاد في ألمي وقلقي أن يتساوق خطاب موقعنا الفذ والرائع والرائد مع خطاب مواقع أقل ما يمكن وصفها بالطائفية، وعبرت علناً عن ارتهانها وارتباطها بالشرق أوسطية والسلفية والفوضى الخلاقة وترثيث مجتمعاتنا، والتي تعمل على تكريس تلك القيم البائدة والبناء عليها في الحراك السياسي. لقد فاجأنا في الحقيقة السيد عيد بهذه الكتابات حين وصف مكونات سورية بالحثالات والرعاع الريفية وكلمات أترفع عن ذكرها بهذا المقام النبيل، وواصما مكونات أخرى "أقلاوية" بما لا يليق أخلاقيا بكاتب يطرح نفسه في مصفوفات التنويريين والعقلانيين، ومعتبراً أن هذ" السمات اللا أخلاقية" هي صفة ملازمة لهذا المكون السوري بعينه دون غيره فقط لمجرد انتمائه الفطري والولادي لهذا المكون، الأمر الذي لم يتجرأ عليه أعتى السلفيين والأصوليين. وهذا أبعد ما يكون عن سياسة الحوار المتمدن السامية والراقية والهادئة التي نعرفها. وقد أصبت، كما غيري، بالصدمة وأنا أرى العنوان بارزاً، وكمقال رئيسي في صفحتكم الغراء، وفيه سبة وشتيمة واضحة "بعنوان أسافل سورية يحاكمون فضلاءها"، فهل يجوز أن نسم أياً كان وننعته بالسفالة والعهر والرعاعية في موقع يمثل قبلة لكل العلمانيين والتنويريين في هذه البقعة المنكوبة من العالم، ويناضل معنا لنبذ تلك اللغة والخطابات السوقية والتكفيرية التي سيطرت على مجتمعاتنا منذ أن غزته جحافل البدو في القرن السابع الميلادي. وللعلم فإن موقعاً آخراً هو موقع أخبار الشرق، الذي تديره وتشرف عليه جماعة الإخوان المسلمين، التي يحاول البعض دغدغتها عبر خطابات من هذا القبيل, خجل وتحفظ على نشر عنوان المقال كاملاً والذي نشره أيضاً موقع خدام، وموقع ربيع دمشق، وأحرار سوريا، بنفس العنوان الاستفزازي العنصري الشتائمي االحاقد الذي لا يليق البتة بمواقع تحاول خدمة قضايا العلمانية والتمدن والحوار السلمي والعقلاني بين كافة المكونات السورية، وقام بنشره فقط، وبشيء من التحفظ، تحت عنوان " إنهم يحاكمون أفاضل سوريا"، نظراً لما في العنوان من استفزاز وشتائمية وسباب واضح لا يليق على الإطلاق.

وأعلم تماماً أن موقعنا الفريد قد أعطانا سابقاً المساحة للرد على خطاب السيد العيد، في مقالين تم نشرهما على صفحاته، ولكن الفرق بين الخطابين، خطابنا وخطابه، هو أن خطابنا، وبكل تواضع، كان متمدناً، راقياً، ليس فيه أي غمز ولا لمز ولا أي نوع من التحريض والغمز الطائفي العنصري الذي لم ولن نتبناه تحت أي ظرف.

للسيد العيد، طبعاً، كامل الحق في اختيار منظومة مصفوفاته السياسية والفكرية وبغض النظر عن ملاءمتها أم لا للواقع السوسيولوجي السوري، وقربها أو بعدها عن تطلعات معظم الوطنيين السوريين، إلا أنني أكاد أجزم بحسن نية موقعنا الرائد، وترفعه عن تبني مثل هذا الخطاب وأمثاله وحياده التام في هذا السياق. وإن إفراده تلك المساحة للكاتب المذكور هي من باب حرصه على الإفساح للجميع بالإدلاء بآرئهم على قدم المساواة، ولكن العيب يكمن فيمن يحاول استغلال تلك الحرية والمساحة المتاحة لإفراغ ما في جوفه مما لا يليق .

إن هذه الملاحظة العابرة، لن تشكل سوى سحابة صيف عابرة في ألق وربيع هذا الموقع الفريد المتجدد دائم العطاء للجميع، وأربأ به أن يصبح يوما مرتعاً وملعباً لأي صوت عنصري وطائفي كريه. وهي ملاحظة من محب وعاشق وملتزم بمسيرة هذا الموقع الحضارية المتمدنة الراقية، ولن نكترث، أو نعطي ونعير بالاً لسحب الصيف العابرة، رغم شحها وضجيجها الفقير، فليس لها، عادة، أي كبير فعل، أو أدنى أثر وتأثير.

وكما تقول الرائعة فيروز، "على أد المحبة العتب كبير".



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما والمهام الأمريكية القذرة
- في الدفاع عن الباطنية
- ما قال ربك ويل لمن سكروا، بل للمصلينا
- رسالة إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود
- حوار ديني أم تطبيع سياسي؟
- لماذا الخوف من غزو ديني؟
- تضامناً مع أقباط المهجر
- I don’t have a dream
- الأوبامية وهزيمة ثقافة
- محاكمة إعلان دمشق: محاكمة لمرحلة
- القرضاوي: وباطنية شيوخ الإسلام
- سحقاً لهمجية الأمريكان
- وجوه أخرى لتصريحات القرضاوي
- القرضاوي:هل هو خوف من تشيع ديني أم سياسي؟
- نهاية فوكوياما
- من هي الدول الفاشلة؟
- حول طائفية إعلان دمشق
- العنصرية وعرب الخليج الفارسي
- عبد الرزاق عيد: ويل للعقلانيين!!!
- عار السعودية الأبدي


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - نضال نعيسة - رسالة عتب رقيق لحوارنا المتمدن الجميل