الدكتور المهدي المنجرة، عالم المستقبليات، ذو صيت عالمي حاضر في العديد من الدول عبر العالم – غربه وشرقه، شماله وجنوبه، له عدة مؤلفات بالعربية والفرنسية والإنجليزية وعضو في جملة من النوادي والهيئات العالمية، رفض دائما بيع المبادئ التي يعتبرها رأسماله الوحيد.
ويعتبر الدكتور المهدي المنجرة أن العالم يعيش حاليا هيمنة جديدة، وهي الميغا – إمبريالية الأمريكية وذلك اعتبارا للقوة الاقتصادية والعسكرية التي أصبحت تتوفر عليها الولايات المتحدة الأمريكية.
لعل ما حدث بالعراق أظهر بجلاء أكثر حقيقة أمر هذه الميغا – إمبريالية، علما أن العراق يتواجد بالمنطقة العربية التي خضع مسيروها وحكوماتها وأنظمتها بدون استثناء لها وبذلك ركعوا للاستعمار الأمريكي الجديد.
ولقد أضحى من المعروف أن مخطط الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة العربية ليس جديدا، إذ منذ الحرب العالمية الأولى تم تشتيت وبلقنة الشرق الأوسط من طرف بريطانيا بمساعدة ومساندة الدول الغربية، وهكذا ظهرت كيانات جديدة ( سوريا ولبنان، الأردن) واستمر المخطط بعد الحرب العالمية الثانية وظهرت كيانات جديدة وأصبحت المنطقة عبارة عن مجموعة من الدويلات وكان مقصد تشتيت المنطقة هو بالأساس التمكن من التحكم فيها بكل سهولة.
وهذا المخطط هو بذات نفسه المطبق حاليا في العراق، إلا أن الدكتور المهدي المنجرة يرى أنه على مستوى القصير قد يجد الاستعمار الجديد مرتزقة وخونة قد يعملون على تكريس مشروعه، إلا أن الشعب العراقي والشعوب العربية لا محالة أنها ستقول كلمتها في آخر المطاف، باعتبار أن الاستعمار الجديد لن يأتي إلا بالمزيد من الضعف والظلم والتعسف والعنف وبالمزيد من الإهانة والدوس على الكرامة، إلى حد يقول معه الدكتور المهدي المنجرة أن سكان المنطقة العربية عموما أضحوا يتعرضون إلى إهانة مركبة، إهانة الحكومات العربية وإهانات الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وكل هذا حسب الدكتور المهدي المنجرة يدخل ضمن حرب الحضارة والقيم التي صارت في عصرنا هذا أساس الحروب والنزاعات وهذا ما أكده منذ فجر ثمانينات القرن الماضي واستنادا على هذه الرؤية كان الدكتور المهدي المنجرة هو أقل من تنبأ بالحرب الحضارية في العالم، وهذا ما شهد به كل المحللين على الصعيد العالمي.
عن الدكتور المهدي المنجرة أكد في أكثر من محاضرة ومن لقاء وفي عدة مؤلفات ومقالات منذ فجر ثمانينات القرن الماضي، أي منذ أكثر من عشرين سنة خلت ، أن القيم هي الأساس الذي تدافع عنه الشعوب.
إدريس ولد القابلة
المرجع: استجواب أجرته جريدة المحجة مع الدكتور المهدي المنجرة