أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن الخزعل - ماكنا كارتا شيعية ... دعوة للاصلاح المذهبي














المزيد.....


ماكنا كارتا شيعية ... دعوة للاصلاح المذهبي


مازن الخزعل

الحوار المتمدن-العدد: 2476 - 2008 / 11 / 25 - 09:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اثار البيان الذي وقعه نخبة من مثقفي شيعة الخليج ردود افعال متباينة على الرغم من ان اغلب الموقعين على هذا البيان ليسوا من الاسماء المطروحة والمعروفة على الصعيدين الثقافي والديني لدى الطائفة الشيعية.

ويعيد البيان الذي تضمن ثمانية عشر بنداً الى المشهد الثقافي والفكر اشكالية الاصلاح الديني وضرورات التكيف والاندماج في المحيطين المحلي والاقليمي وترتيب الاوليات ازاء التحديات التي يواجهها العالمين الاسلامي والعربي على حد سواء، كما يعيد البيان - وبشكل لافت - اشكالية الاسلام والموقف من الدولة القومية.

فمما لا شك فيه ان الفكر السياسي الاسلامي بشقيه السني والشيعي ينطلق من مسلمات تكاد تكون محلا لاجماع مفكري وفقهاء التاريخ الاسلامي ، فلا خلاف حول شمولية الدولة الاسلامية ولا خلاف على اعتبار الشريعة دستورا للدولة الاسلامية التي يحكمها الحاكم الشرعي او الفقيه او الخليفة او امير المؤمنين، كما لا خلاف على طبيعية النظام الاداري والاقتصادي الذي يسير شؤون الدولة الاسلامية الا في حدود معينة.

الا ان تراكم الخلاف السياسي على مر التاريخ الاسلامي ادى في نهاية المطاف الى ظهور نزعات طائفية ادت بمرور الزمن الى بلورة مسلمات عقائدية حول شكل النظام السياسي الواجب تطبيقه في الدولة الاسلامية كما ظهرت اشتراطات محددة يجب ان يتحلى بها الائمة او الخلفاء او الحكام الشرعيون.

موقعوا البيان دعوا ايضا الى ما اسموه تصحيح مسار الطائفة الشيعية في الوطن العربي في خطوة اعتبرت كسراً للمحضور وخروجاً على التقاليد الصارمة للطائفة الشيعية التي تدين بالولاء المطلق لرجال الدين والمرجعيات العليا.

كما وطالب البيان في بعض فقراته الى تمييز الثوابت المذهبية وتكييفها مع المتغيرات الاجتماعية والثقافية التي تشهدها بلدانهم عبر تحجيم بعض الخلافات التفصيلية في العقيدة الشيعية والتي طالما اقلقت وحدة العالم الاسلامي ، والعمل على اعادة انتاج الفكر السياسي والعقيدي للطائفة الشيعية بما يجعل الطائفة عنصر بناء وتقوية لدولهم، كما ان البيان في الوقت ذاته دعا - وان لم يذكر ذلك - بقية الطوائف الاسلامية الى اعادة قراءة الثوابت في اطار المتغيرات وتجاوز الخطاب الطائفي والتكفيري.

وباعتقادي فان اهم النقاط التي اثارها البيان هو الدعوة الى تحويل المرجعيات الدينية الى مؤسسات محلية تشرف على ادارة ورعاية الشؤون الدينية والمذهبية - حصرا - لابناء الطائفة في هذا البلد او ذاك الامر الذي يشكل توجها طموحا لتجاوزَ لمرحلة المرجعيات post national التي اثارت الكثير من الجدل الديني والسياسي ليس بين ابناء الطائفة الشيعية وحسب بل في عموم العالمين العربي والاسلامي، والتي انعكسبت بشكلها السلبي على طبيعة النظرة لابناء الطوائف الشيعية في البلاد العربية على الخصوص.

كما احتوى البيان على نقطة مركزية انطوت على الكثير من الوعي التاريخي والمذهبي ومحاولة الافلات منه بشتى الوسائل وهي بنظر الكثير من النخب المثقفة من ابناء الطائفة تعتبر نقطة محورية في البناء المذهبي للشيعة وتتمثل في جباية الاموال والحقوق الشرعية التي اسهمت ولقرون في تنامي واستفحال المؤسسات الدينية في العالم الشيعي .

ويبدو لي ان البيان محاولة جديرة بالاهتمام والمتابعة وهي رسالة للطوائف الاسلامية الاخرى تشكف عن طبيعة الحراك السياسي والثقافي والعقيدي لدى ابناء الطائفة وخطوة لردم الهوة الطائفية التي نخرت الامة جراء التصعيد المذهب والديني الذي استنفذ في اغلب المراحل نقاط قوة المجتمعات العربية والذي اسهم وبشكل كبير في افشال مشاريع التحديث والتنمية وبناء الدولة القومية .

اليوم النخب الشيعية الى جانب وجود بعض المرجعيات المتنورة بدأت الاصغاء الى صوت العقلانية وتجاوز التطرف واحتكار الحقيقة من خلال اطلاق مبادرة التصحيح أو (الماكنا كارتا الشيعية) لمعالجة الاخطاء التاريخية التي مارسها العقل الشيعي على طول التاريخ، كما ان الوثيقة (الماكنا كارتا الشيعية) تعبر عن استجابة الطوائف الشيعية لتحديات الدولة والمشاركة السياسية التي خاضها الشيعة في عدد من الدول العربية كالعراق ولبنان والبحرين والسعودية.

كما وتعتبر هذه الوثيقة تتويجا لدعوات وجهود عدد من رجالات الاصلاح من ابناء الطائفة الشيعية من امثال المرحوم علي شريعتي وعبدالكريم سروش وحسين مروة وعلي الوردي الى جانب جهود عدد من المرجعيات المستنيرة يأتي في مقدمتهم المرجع محمد باقر الصدر ومحمد الصدر ومحمد حسين فضل الله والمرجع السيستاني.
نحن مدعون لابداء المساندة والدعم لهذه الوثيقة الهامة في تاريخ الطائفة الشيعية المعاصر .







#مازن_الخزعل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- خارجية الأردن: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى خطوة استفزازية م ...
- بن غفير يقتحم الأقصى احتفالا بعيد -الأنوار- اليهودي ومكتب نت ...
- حماس: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى انتهاك جديد وخطير
- الرئيس الايراني: لو كان المسلمون متحدين لما تجرأت -اسرائيل- ...
- حماس: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى انتهاك جديد وخطير
- وجهاء الطائفة العلوية في حمص يصدرون بيانا إلى أهالي المحافظة ...
- وزير الامن المتطرف بن غفير يقتحم الاقصى بأول ايام -عيد الانو ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن ...
- لأول مرة منذ 50 عاما.. مسيحيو دمشق يحتفلون بالميلاد من دون ح ...
- دعوات مقدسية للرباط في المسجد الاقصى وصد اقتحامات المستوطنين ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن الخزعل - ماكنا كارتا شيعية ... دعوة للاصلاح المذهبي