أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد جميل حمودي - الفرد والدولة بين هيجل وماركس














المزيد.....

الفرد والدولة بين هيجل وماركس


أحمد جميل حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 2476 - 2008 / 11 / 25 - 09:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لن تجد بين مؤسسي الماركسية من يجادل في الأثر الذي تركه الجدل الهيجي على فكر ماركس, في الوقت الذي افترق عنه في العلاقة بين الفكر والوجود وهي التي عُبّر عنها فيما بعد بانفصال الرؤية بين الفلسفة المثالية (الهيجلية) والفلسفة المادية (الماركسية) ,كما كان يعبّر ماركس عن ذلك بأنه" قلب المذهب المثالي" او "عكس التصور المثالي للعالم".(راجع مقالة خليل اندراوس: نقد الهيجلية من وجهة نظر ماركسية,الحوار المتمدن,حيث يعالج التباينات بين المنهج الهيجلي والماركسي).
لكن قليلة هي البحوث والمقالات التي درست الافتراق الهيجلي-الماركسي في العلاقة بين الفرد والدولة.
نظر كارل ماركس (1818-1883) وهو في الخامسة والعشرين من عمره الى ما كتبه الفيلسوف الالماني جورج فريدريخ فلهلم هيجل(1770- 1831) في مؤلفه "مباديء فلسفة القانون" الذي كتبه سنة 1821 , وفيه جسد المثالية التي انتهت الى تقبل الملكية (بفتح كل من الميم واللام) الدستورية, والى تصورات لماهية الفرد لم يستسغها ماركس, ذو الضمير العلمي منذ شبابه الباكر, والصواب المنقطع النظير في سنوات نضجه, فانتقدها في مؤلفه ذاك الذي كتبه بعنوان "نقد القانون السياسي الهيجلي".
كان هيجل قد صاغ مؤلفه في مجموعة من الفقرات بلغ عددها ثلاثمائة وستين, وتعرض ماركس لما يربو على ستين منها, وهي التي ركّز فيها هيجل على الصلة القانونية بين الدولة والأفراد, او ما يسمى في مصطلح الحقوقيين بالقانون الدستوري. ويستدل على الاختلاف بين هيجل وماركس من اعتراض الأخير على الفقرة رقم 277 من كتاب هيجل, والتي جاء في نهايتها ان شؤون الدولة ترتبط بالأشخاص الخاصة- من حيث هم كذلك- على نحو خارجي ومحتمل الوقوع", تأسيسا على ما جاء في بداية الفقرة من أن "شؤون الدولة ترتبط بالافراد الذين بهم تجري ممارستها ووضعها موضع التنفيذ, وهذا لا يكون وفقا لأشخاصهم المباشرة بل بصفتهم العامة والموضوعية فقط", فيقول ماركس "انه ما للدولة من فاعلية إلا من خلال الأفراد, ومن ثم فان شؤونها هذه ترتبط بالفرد من حيث انه فرد سياسي لا من حيث انه فرد بدني, أي أنها ترتبط بالصفة السياسية للفرد, ولا ترتبط بالأشخاص الخاصة- كما يقول هيجل- على نحو خارجي ومحتمل الوقوع, بل إن هذه الشؤون بالأحرى ترتبط بالدولة نفسها- برباط هو من جوهر الدولة ذاتها. إن هذه الشؤون هي الفعل الطبيعي للدولة من حيث صفتها الجوهرية.... ولكن هيجل يدرك الدولة وشؤونها على نحو مجرد لذاته ويدرك الفردية الخاصة كنقيض لذاك. انه ينسى أن جوهر الشخص الخاص ليس لحيته ولا دمه... بل على العكس صفته الاجتماعية, وان شؤون الدولة ليست إلا افعالا تصدر عن صفات الانسان الاجتماعية, وسلوكا يعرب عن هذه الصفات, وبالتالي نفهم ان الافراد- من حيث انهم قائمون بشؤون الدولة وسلطاتها- معتدّ بهم وفق صفتهم الاجتماعية لا صفتهم الخاصة". ويرى احمد على بدوي ان هذه النتيجة التي يريد ماركس التوصل إليها وهي إدانة فصل الإنسان طاقته الاجتماعية عن نفسه تدين من تلقاء نفسها تقاعس الإنسان, مثلما نشهد لدينا في الشرق بصورة ملحوظة عن العمل العام بحجة انه من شؤون السياسة التي يجب تركها"دع الخلق للخالق"!.
إن النص الذي كتبه ماركس في نقد فلسفة القانون عند هيجل لم يحظ بالاهتمام في عالم النشر إلى أن نشره معهد "ماركس انجلز" في موسكو سنة 1927 بإشراف البرفيسور ريازاروف, وترجمه ج.موليتور الى الفرنسية سنة 1935 بعنوان "نقد فلسفة الدولة لدى هيجل", وان كان ماركس قد اختار له عنوان " نقد القانون السياسي الهيجلي". في هذا الكتاب تبدّى نضج ماركس في تلك المرحلة التي لم يخل من حماس الشباب, وفيها وضع قدمه على بداية الطريق الذي انتهى فيه الى ربط الفلسفة بالكادحين " ستنتصر الفلسفة بانتهاء عناء الكادحين, وسيظل عناء الكادحين طالما بقيت الفلسفة مهزومة"! لقد كان نقد ماركس لهيجل موجها نحو رؤيته لعلاقة الفلسفة بالدولة بعد ان كان ربطها بتعظيم الدولة, يقول هيجل: " لا تمارس الفلسفة لدينا[الألمان] كحرفة خاصة كما كان عليه الحال لدى الإغريق بل إن لها بصفة أساسية - في خدمة الدولة او اقتصارا عليها!- وجودا عاما يمس الجمهور". ومن بين ما يقوله ماركس في المقدمة التي نشرها سنة 1844 في باريس لنصه في نقد هيجل: " اين تكمن الإمكانية الايجابية لخلاص الأمة؟ الإجابة: في تكوين طبقة ذات قيود جذرية, طبقة من المجتمع المدني لا تكون هي إحدى شرائح الطبقة الوسطى من المجتمع المدني, تكوين وضع اجتماعي هو انحلال لجميع الأوضاع الاجتماعية, تكوين بعض من الدوائر له طابع العمومية بحكم عمومية معانياته, ولا يدعي لنفسه حقا خاصا, لان ما يعانيه ليس ظلما بل الظلم نفسه دون كلمة واحدة زائدة ولا يستطيع أن يتباهى الا بلقب واحد دون ان أي لقب تاريخي: هو لقب"الإنسان", ولا يكون مناقضا- من ناحية ما- للعواقب بل مناقضا من جميع النواحي للأوضاع الممهدة للنظام السياسي الطاغي, وأخيرا لا يملك خلاصا إلا بخلاصه من دوائر المجتمع الأخرى كلها. أي أن يكون ضياعا تاما للانسان, ومن ثم لا يستطيع ان يسترد سيطرته على نفسه الا باسترداد السيطرة التامة على الانسان. انحلال المجتمع هذا يتحقق في وضع اجتماعي بعينه: هو وضع الكادحين".
ويوم يرى الكادحون صورتهم على هذا النحو الذي فصّله ماركس, ويتعرّفون على أنفسهم على هذه الشاكلة, فسيستملكهم غضب كذلك الذي صوره شكسبير في مسرحيته العاصفة, وهو يرى هيئته المنفرة في مرآة للمرة الأولى. ولكن العقلاء الذين يرون الوحش أصلا على هيئته الحقيقية عليهم أن يقوه عذاب هذا اليوم الأليم!





#أحمد_جميل_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادونيس صدمة الصراع: مراجعة نقدية
- التربية المقارنة: سياسات التعليم المهني في ضوء خبرات ماليزيا ...
- واقع سياسات تنمية الموارد البشرية بمؤسسات التدريب والتعليم ا ...
- تفكيك الثنائيات الفكرية العربية: الأزمة والمشاريع البديلة
- اصلاح خطبة الجمعة ومقاربة الصادق النيهوم
- التربية المقارنة: سياسات تنمية الموارد البشرية في ضوء تجارب ...
- التربية المقارنة: استراتيجيات تنمية الموارد البشرية -سيناريو ...
- موت المخترع: من بيداغوجيا التعليم الى ايكولوجيا التعلم
- التربية المقارنة: تطبيقات المنهج المقارن (6)
- التربية المقارنة: منهج البحث المقارن في التربية(5)
- التربية المقارنة: مجالات البحث المقارن في التربية (4)
- التربية المقارنة: تاريخانية المجال ومراحله المتطورة(3)
- التربية المقارنة: الابعاد المتعددة في طور الالفية الجديدة (2 ...
- التربية المقارنة: محدّدات المفهوم (1)
- الاتجاه النقدي( الراديكالي) اليساري: التطبيقات التربوية المم ...
- وظائف الإدارة وتطبيقاتها المدرسية
- العوامل الاجتماعية/ غير المدرسية المرتبطة بالتحصيل الدراسي: ...
- الطفل والأسرة العربية: التفاعلات, بناء الأدوار, القيم..
- القراءة للجميع أم الخبز للجميع؟: واقع القرائية في العالم الع ...
- رفاهية اليأس!


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد جميل حمودي - الفرد والدولة بين هيجل وماركس