|
الإتفاقية الأمنية العراقية الأميركية ........ ( 4 )
حميد الحلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 09:06
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
إتفاقية إنسحاب أم بيـع لوطـن برخص التراب تابعـت وكمـا تابـع معـي علـى ما أعتقـد المـلاييـن من أبنـاء العـراق والأمـتين العربيـة والكرديـة والعالـم ســلسـلة من المهـازل عرضتهــا علينـا قنــاة ( العراقيــة ) .... والتـي لا تحمـل من متطلبـات الهـويـة الوطنيـة أي شـئ .... إلا الاسم . أول هـذه المهــازل نقلهـا المباشـــر لجلســة برلمــان ( الغفلــة ) فـي قراءته الثانيـة ( الغيـر قانونيـة ) لمســودة الإتفاقيـة المشـبوهـة بيـن حكومـة العراق ( ذات الســيادة !!!!!!! حسـب منطـوق اتفاقية العـار التـي يريـد جوقـة الطباليـن مـن الليبراليين العراقيين والعـرب منـا أن نصـدق دعاواهم الفارغـة حول ما ســتحققـه هـذه الاتفاقية للشعب العراقـي من سـعادة تامـة ورخـاء دائم ) وحكومـة الولايات المتحـدة الأميركية . وثانـي تلـك المهـازل قرار السـيد المشـهدانـي الـذي يطيـب لـي أن أدعـوه ( وهـذا ليـس بحكـم الميـانة .... وإنمـا إيمـانا ً بحـق التعبيـر عـن الرأي الـذي يكفلـه لـي الدسـتور الـذي أتحفتنـي بـه وشـعبي المسـكين لجنـة كتابـة الدسـتور ... والتـي كـان أعضـائهـا فاهميـن فـي كـل شـئ إلا موضـوع كتابـة قانـون وليـس " أم للقوانيـن " ... فكـان يحـق لهـم أن يطالبـوا بإدخالهم فـي موسـوعة " جينيـس " للأرقـام القياسـية فـي عـدد الجلسـات التـي لـم يكتمـل فيهـا النصـاب .. لا بـل أن الكثيـر من تلـك الجلسـات كانت تعقـد بحضـور 17 عضـوا من مجمـوع أعضـاء اللجنـة الـذي زاد عـن الســتين ) الـ " سـامري " والـذي بـلا ريـب أنـه يعـرف بأنـي لا أريـد أن أضـع الشـبه الكـامـل بينـه وبين قائـد بنـي إسرائيل إلى الضـلالـة فـي الشـكل ولكـن فـي العمـل فهـو لا يختلـف عنـه فـي شـئ سـواء رضـي بذلـك أو لـم يرض . وثالثـة تلـك المهـازل مـا جـاء من حيثيـات فـي المؤتمـر الصحفـي لـ ( دولـة رئيــس الوزراء المفــدى ) والـذي كـال فيـه من الاتهامات المبطنـة والمكشـوفـة لمعارضـي الاتفاقية التـي قامـت واستندت على إعلان المبـادئ الـذي ( تشـرف ) معاليـه بحمـل عـاره حتـى قيـام السـاعة عندما وقـع عليـه فـي حضـرة سـيده الذاهـب ( وبكـل شـرف ) إلى مزبلـة التاريـخ وهـذا الكـلام ليــس مـن عنـدياتي وليـس من اختراعي أنمـا هـو نابـع من صميـم إرادة الأجيـال الشـابة من أبناء الشـعب الأميـركي التي صـوتت للتغييـر الموعـود فـي برنامـج ( أوبـامـا ) الانتخابي والتـي وضعـت بصمتهـا على وثيقـة إرسال ( بوش ) إلى سـلة القمـامـة وبوصــفه أسـوأ رئيـس مـر علـى تاريـخ الولايـات المتحـدة .... هـذا التوقيـع الـذي سـيكون حـافـزا ً للأجيـال الشـابة والقادمـة من الناخبين العراقييـن للتوقــيع علـى وثيقـة إرسـال معاليـه وزمـلائـه فـي مجلس الرئاسـة والتحالـف الرباعـي إلى حيـث سـبقهـم ولـي النعمــة إن لـم يكـن عاجـلا ً فــآجـــلا ً . لقـد هــلل فـي تلـك الجلســات كـل أقزام التحالفات البائسـة القائمـة ( الفائـزة بطول باعهـا فـي عمليـات التزوير الانتخابي والمتمثـل فـي عمليـات الغـش والتـلاعب إلـى مصـادرة آراء الناخبيـن عبـر استخدام الفتاوى النابعـة من صميـم النهـج التسـلطي الفاشـي للمرجعيـات الدينيـة بشـقيها والتـي أقحمـت نفسـها فـي شـأن دنيـوي بعيـد عـن الغايـة التي عليهـا أن تسـير إليهـا والتـي تتمثـل فـي بنـاء المنظومـة الأخلاقيـة للبشـر على أسـاس الارتباط الروحـي بينهـم وبيـن السـماء ) وكـأنها يوم انتصار كـانوا يحلمـون بـه منذ نشـأة الخليقـة علـى قوى الشـر , كمـا هــلل لهـا معالـي دولـة رئيـــس الوزراء فـي مســتهل حملتــه الإنتخــابيـة ( عفــوا ً مؤتمــره الصحفـي ) عصـر نفس اليـوم أثـر انتهاء جلسـة مجلـس ( الغـَفـَلـَـة ْ) والـذي مـا فتئ مصـوراً فيه كـل معارضـي نهجـه التسـلطي الدكتـاتوري علـى أنهـم معارضـي وحـدة العـراق ولـم يخجـل من نفسـه أن يتخــذ من المؤتمـر منبـرا ً للدعـاية الانتخابية المسـبقة والمفضوحـة لنفسـه ولحـزبـه على أنـه الوحيـد الـذي يفكـر ويعمـل لمصلحـة العراق بينمـا الآخـريـن ( ويقصـد بهـم معارضي نهجـه ونهـج حلفــائه القومييـن الكورد الشـوفينيين و حتـى معارضـي نهـج العمليـة الأســتفلاسـية الخائبـة علـى أنهـم مدفوعيـن بنظرتهـم الضيقـة ) تقـودهم مصلحـتهم الخاصـة التـي لفـرط ما تضخمـت لديهـم حتـى أنهـا علـت على مصلحـة الشـعب والوطـن , بينمـا لـم يبـق وطنـي وغيـور وشـريف إلا هـو وحزبـه ومـن يلـف لفهمــا فـي الخنــوع المطلـق لســياسات المحتــل ومنـفذي رغبتــه فـي تكبيـل السـياسة العامـة والاقتصادية والتطـور الاجتماعي للبلـد بعجلـة الاحتكارات العالميـة وجعـل العراق نجمـا ً يدور فـي فلـك الولايـات المتحـدة كمســتعمرة آبــدة . وفـي محاولـة سـاذجـة منـه ومن الآخـرين ممثلـي كتلـة الائتلاف الموحـد الذين تحـدثوا فـي جلسـة البرلمـان صبـاح ذلك اليـوم ( وبطريقة تفتقـر إلى الليـاقة والأصـول التي يتحلـى بهـا أبن الشـارع العراقـي مـن محـدودي الثقـافة والدراسـة والدخـل ... ناهيـك عمـن يفتـرض بـه أن يكــون عضـوا ً فـي تجمـع من الغفلــة ) فـي مقاطعتهـم المسـتمرة للمتحـدثين وخصـوصـا الممـاحكـة التـي جرت بيـن رئيـس كتلـة الفضيلـة من جهـة وبيـن هـــؤلاء مـن جهـة أخــرى وهـــم يدافـعـون عــن النائـب الأول لرئيــس هـذا التجمـع الـذي ينتسـب إلى كتلتهـم ( ومجلسـهم الإسلامي الأعلـى ) .... حاول دولتــه ... مثلمـا حـاول نائبـه فـي رئاسـة الجنـاح الـذي يقـوده مـن حزب الدعـوة .... أن يبينــوا لنـا بأنهـم قـد حصلـوا على نصـر كبيـر بإجبارهم دولـة كبـرى تحتـل بـلادهـم على الرضـوخ لمطــالبهـم بالجـلاء خـلال 3 سـنوات من الآن .... لا بـل أن معــاليه يتحــدث بمــلأ الفـم عـن خروج آخـر جنــدي عنـد انتهاء مـدة المعاهـدة الغيـر قابلـة للتمــديد والتجــديد إلا بمشـــيئة الحكومــة العراقيـة ذات السـيادة الكاملـة على الأرض والمـاء والسـماء ..... وتنــاسى أن يقنعنــا كيـف أن ( السـيادة الكاملـة ... التـي يتحــدث عنهـا هـو والرئيـس الفيـدرالـي المنتخــب .. علـى أننــا ســوف نمتلكهــا حـال توقيعنــا علـى الاتفاقية ... متنـاسـيا ً إن هـذا المتكــور المدور قــد بشــرنـا بتلــك الســـيادة عنــدمـا وقــع مـع بريمــر علـى ملفـات استلامها قبـل ســـنتين أو أكثـر منـذ الآن .... ويبــدو أن معاليــه قــد أصـــيب بالعـــدوى مـن مــام جــــلال الـذي أجــاب علـى ســؤال أحــدهـم ذات يــوم .... مـن قـــال أن أمريكــا جاءت لتنهــب نفطـــنا ... بـل نحــن الذيــن ننهـب أمريكــا ... ويومهـا كـان يشـير إلى المبالـغ التـي صـرفـت كمكــافآت لهـم ولأحزابهـم على الدور الخيـاني المتجسـد فـي المسـاعدة على احتلال العراق الـذي لـم يكـن في يوم من الأيـام يعنـي لهـم ما يعنيـه بالنسـبة لشـرائح الوطنييـن من أبنـاءه( وأعنـي بهـا مبلـغ 18 مليـار دولار مـن أمـوال دافعـي الضـرائـب الأمريكان والتــي خصصـها الكونغـرس تحـت يافطـة إعادة أعمـار العـراق ثم أختفـت دون أن يعـرف أحـد أين ذهـبت منـذ ذلـك التاريخ ) مـن جـاء بهـذا العـدد الكبيـر مـن الجنـود وقــدم كـل تلـك التضحــيات التي جاءت ذات يـوم علـى شـكل عثـرة لسـان لقائـد جمعهـم إلـى مزبلـة التاريخ ( بوش الأحمـق ) عنـدمـا وصـف العراق بأنــه الاستثمار الأعلـى كلفـة فـي مجمـل تاريخ الولايـات المتحـدة مـن حيـث عـدد قتلـى الجيـش والأمـوال المصـروفـة على إدامة العمليـات العسـكرية .... والســؤال الـذي يفـرض نفســه علـى معالـي دولتـه وعلـى السـيد رئيســنا الفيـدرالـي المنتخـب وشـريكـه فـي النهـب المنظـم لثروات كردســتان والعراق ... هـو هـل مـن مغفـل فـي الشـعب العراقـي ســـيصدق هـذه الدعـاوي الفارغــة ؟ الجــواب بالتأكيـد كــلا .. فهــل يعقــل أن مســـتثمـر كآيـة الله ( بوش ) قدس سـره ..... ســيـرتضـي بأن يخــرج من المولــد بــلا حمــص ... كمــا يقـول المصــريـون .. أن كــان هنـاك مـن يقـول بأنهـم قـد استعادوا قســما ً كبيـرا ً من أســتثمارتهـم فـي كميـات البتـرول التـي شـــفطوهـا خـلال السـنوات المنصـرمـة ... وهنــا سـيعود السـؤال ليفرض نفسه ؟ وهـــل رأى أحــد منــا ومنكــم مســتثمرا ً يرتضـي بأن يحصـل على نصـف أو ربـع ما كـان يحلـم بـه ويتـرك كـل شـئ ويرحـل ؟ علـى مـن ســـيدي رئــيس الوزراء تريــد أن تضحــك عنــدمـا أن المعاهــدة لـم تتضمـن أشــارة إلى النفـط ؟ أن مســاهمـة حكومتــك ( حكومــة الوحـدة الخيــانية ) فـي التخفيــف عـن كـاهـل حكومـة الاحتلال عبـر بيـع النفــط العـراقـي لهـا بسـعر 40 دولارا ً للبرميـل فـي حيـن أن أسعاره فـي السـوق العالميــة كـانت قـد شـارفـت علـى الـ 150 دولار .... ومصـادقة حكومتـك ومجلـس ( الغـفـلـة ) علـى قـانون الأسـتـثمـار رقـم 13 لسـنة 2006 هـو خطـوة ترتقـي إلى مصـاف الخيـانـة العظمـى .. حيـث أن هـذا القانـون البائـس ما هـو فـي حقيقـة الأمـر إلا عمليـة بيـع للوطـن ولأجـل طويـل يصـل إلى حـدود القـرن من الزمـن ... بيـع للوطـن بالجملـة والمفـرق , أن الأحـاديث التـي رشــحت سـابقا ً ومـا زالـت ترشــح حتـى يومنــا هـذا تشـــير وبوضــوح ( يعــزز وجهـة نظـرنا فيكـم ) إلـى نيـة السـاسة الأمريكان بالبقـاء طــويل الأمـد فـي العـراق ومثلمـا جـاء فـي تصـريح لــ ( جون مـاكين ) قبـل اشــتداد الحملـة الانتخابية ( نحـن بحـاجـة للبقـاء فـي العراق لمائة عام قادمـة ) وهـذا مـا أكــدتـه أحــاديث وكتــابات كثيـرة لمنظـري ومخططـي السـياسة الأميركيـة . أن مـن أكبـر الجـرائـم بحـق الشــعوب .... هـو وجــود قيــادات مثلكـم مسلــطة علـى رؤوسـها بفعـل ( التحـريـر ) الغــزو رغـم أن هـذا يشـكل غايـة المكـافئـات التـي يمكــن أن يقدمهـا الغــزاة لخــدمهـم المصنــفيـن ضمــن ملـف ( أصدقائنا خــونـة بلــدانهـم ) فـي كابينـات المخابرات المركزيـة الأمريكيـة , لكـن الجـريمـة الأكبـر أن نجــد قــوى يســارية إنخـرطـت فـي العمليــة الســياسية وكـان لقيــاداتهـا المناضلـة السابقة السـبق الأكبـر فـي إسقاط معاهــدات مثيلـة لهـا في الأهــداف والغايــات ولـم تتوانى عـن ذلـك حتـى عنــدما كلفها ثمنا ًباهظا ً فـي حســابات القيــادة الحاليـة , وأعنـي بذلـك التضحيــة بالأرواح فـي ســبيل إنتصــار قضيـة الشـعب والوطـن وعــدم تمــريـر إتفاقيــة ( بورتســموث ) ... لكـن القيــادة الحاليـــة وبحكـم تشـابك مصــالحهـا الخاصـة مـع مصــالح القوميـين الكورد والطائفييـن الشــيعة داسـت علـى مقـدرات الشـعب والوطـن مبتعــدة فـي ذلــك عـن كـل مـا يمــت للوطنيــة بصلــة وفاضحــة نفســها كقيـادة تربطهـــا ســـلسـلـة ( ذرعهــا سـبعـون ذراعـا )... بالمخططــات الشــيطانيـــــة لقـوى التحـالفات القوميـة والطــائفيـة وأخـــذت تبشــر بجــوانـب كثيـرة جيــدة فـي المعــاهدة وهـي التـي ســمحـت لوزيـرها فـي حكومـة ( المهـزلـة ) الوطنيــة بالتــوقيــع عليهــا , لكـــن الأدهـــى والأمـــر أن تبـــرز علـى الســـاحــة قوة ســـياسية تدعــي الوطنيـــة وتحــاول أعـــادة الأمـــور إلــى نصــابهـا الصحيـــح فـي ذلــك الحـــزب و لا ترضـــى أن تحـــدد موقفــا ً مـن الاتفاقية إلا بعـد أن تظهـر نتائـج القراءات الأولـى والثانيـة وبعــد أن يــوقـع عليهـــا ( شــــلة المغفليــن ) اللذيــن عنــاهـم ذلــك الفنـــان الفـــذ الـذي ( مَـصـَّرَ ) مســـرحية المفتــش العــام لغــوغـــول والتــي أضطــلع ببطــولتهـا الفنــان الكبيـــر ( محمــد رضــا ) والـــذي كــان كلمــا أراد تمريــر أمــر مــا نادى علـى الحاجـــب ( جمـــع لــي شــــلة الغجــــر ) , فــي ســـابقـة خطيـــرة فـي تاريــخ الحــركـة الوطنيــة وســائر الحـــركات التصحيحيـــة . إن الوضـــوح فـي تحـــديد مكمــن الخطــورة فـي رهـــن إرادة الشــعب والوطــن وثرواتهمــا القوميـــة لـدى المحتــل وتركهمــا لقمــة ســـائغــة لـــه يلتهــم منهـــا مـا يشــاء وكيـــف يشـــاء هــو المطلـــوب جمــاهيــريا ً , إن استشراف صـــورة الغـــد عبـــر قراءة ودراسـة وتحليــل أحــداث اليــوم والأمـــس هـــي مهمـــة الشـــيوعيــون ...... وليـــس الانتظار لنهاية المطــاف لرؤيــة مـا ســـيحـدث وبعــدهـا يكــون القـــرار .. وهــذا هـو ديــدن كـل القـوى الانتهازية البائســـة ممثلــة بأبطــال العمليــة الســـياسية ومشـــاركيهـم وعلـى الأخص القيـــادة الحاليـة للحزب الشـيوعـي العراقـي التـي صـارت أدبياتهــا متخمــة بــ ( ننتظــر النتائـج وبعـد ذاك لكـل حـــادث حديـــث ). أن هــــؤلاء الأنتظــاريـون يغفـل أذكـى من فيهـم عـن تهيئـة شـنطة سـفره وحجـــز تذكـرتـه للســـفر بعيــداً عـن تطلعات شــعبـه وآمـال الطبقـة العاملـة وشـغيلـة الفكـر واليـد ( اللذيـن يمثلـون أكثـر من 70 % فـي تقـديرات محايدة مـن أبنـاء الشـعب العراقـي ) ويـدا ً بيـد مـع أبطـال العمليـة السـياسية وقيـادة حزبهـم التـي خرجـوا عـنها لانحراف مسـيرتها كمـا تزعـم بياناتهـم وطـرق عملهـم و وسـائل نضـالهـم , أن تصحيـح الأمـور فـي أي اتجاه ومجــال يبتدئ مـن امتلاك المعـرفـة الماركسـية الحقـة القائمـة علـى الأسـس النظريـة والتطبيقيـة التـي تحـدثنـا عنهــا والتـي أثبتت كـل مجـريـات التطـور العلمـي صحتهــا والقائلــة بالدراسـة أولا ً والتحليـل ثانيـا ً والاستنتاج ثالثــا ً , أن أي موقـف يتخــذ مـن قبـل أيـة قــوة تدعـي أنتمـائها للماركســـية ومـن أي ظاهرة أو قضـية بعــيدا ً عـن هـذه الأســس الثـــلاث يجـــرد تلـك القــوة مـن الهـــويـة التــي تدعـي الانتماء إليهـــا , وهــذا مـا هـو حـاصـل بالنســـبة للقيـــادة المنحـــرفـة للحـــزب والتـــي باتـــت فـي معظـــم أطروحاتهــا ( تنتظــر النتــائج ليكـــون لكـل حـادث حديـــث ) و التي ظلـت تلـك الأدبيـات تحدثنـا عنهـم وعلـى مـدى عقـود طويلـــة فـي رؤيـة الوطـن الحـر والشـعب السـعيـد متحققـا َ لا مـن خـلال التحجج بعـدم الحاجـة إلى مزيـد من التضحيـات وتدميـر البنـى التحتيـة للوطـن عبـر المجابهـــة المجنـونة لأعتـى قوة عسـكرية فـي الكـون والتـي تبحث عـن سـبل لإطالة أمـد وجـودهـا فـي بـلادنـا والتـي توفـرها لهـا عمليـات صغـار العمـلاء وأيتــام النظــام الســابق ....!!! ( أدعيــاء المقــاومـة الوطنيــة المســلحــة ) كمــا يطلقهــا أطـــلاق البعــض للريـــاح مـن توهـم اليـوم بأنـه قائـد تاريخي لنضـال الشـعب العراقـي من أجـل التحـريـر والاستقلال عبـر الارتباط بالمحتـــل بالمعاهــدة القائمـــة مُسَـــفـِّهـا ً بذلـك الانـتحــار الجنـــونـي لقادة حزبـــه عـام 1949 والـذي أثمـر عـن تدميـر المســتقبـل الزاهــر الــذي كــان ينتظـــر البــــلاد فـي ظـل معـــاهدة ( بورتســـموث ) . أن الموقــف الصحيــح الـذي يجــب أن تجــذره قـوى اليســار الماركسـي والشـيوعيـون على رأسـهم .. هـو الرفـض التام لهـذه الإرتباطـات المشـبوهـة مهمـا كـانت المســميات التـي تنضــوي تحتهــا ... أمنيـة .. إنسـحاب قـوات ... الخ . إن بلــدا ً كالعــراق الجــديد ( فـي رأيي المتواضـع ) بحــاجـة لعـقـد ســلسـة من الاتفاقيات القائمـة على أساس التكــافؤ بينـه وبيـن بلـدان الجـوار فحـــواهـا الاحترام المتبــادل وعـدم التدخـل فـي الشــؤون الداخليـة لأي منهـا ...سيجعلـه فـي غنــى عـن الحاجــة إلى عقـد معاهـــدة مـع دولـة يراد أن يجمــل تاريخــها القـــذر مـن خـــلال خنــوع مزدوجـــي الجنســـية والولاء لإرادتهـا متعكــزين على حــالة الضــعف التـي أصــابت البــــلاد بعــد إنهيــار المؤسســات المدنيــة والعســـكرية على أثـر ســـقوط الطاغيـة فـي الحـرب القذرة المدفـوعـة الثمـن مســـبقا ُ والتــي ســميت زوراً مـن قبلهـم وقبـل أسيادهم ( حرب تحريـر العراق ) . أمـا عـن هـذه القـوى الثــوريــة التـي تدعـي التصحيـح والتوحـد فـي ظـل مـا تطـرحـه مـن مشـروع ضـــبابـي فمـا عليهــا إلا مراجعــة النفـــس والتفكيـــر المنطقــي أمــا بأن ( تنــاضـل ) كمـا ينـاضل الآخـرون أو أن تعلــن عـن عــدم شــــفائهـا مـن المرض الـذي أصــاب أجيــال كاملــة مـن الســاسة العراقيين بفعـل الخطـوات المبرمجــة والمنهجيــة التـي اتبعتــها الإدارات الأميـركية المتعاقبــة وعبـر عمــيلها الرئيـسي ( حزب البعـث ) من خـلال حكمـه العراق لعقـود ثـلاث , هـذا المـرض الذي تمثـل فـي زرع روح الانكسار والهزيمــة واليأس والرضـا بمـا موجــود فـي أذهـان السـاسة والجمــاهير مـن أبناء شــعبنـا العراقي حتـى يحيـن أوان قطـــف الثمـــار المتمثـل فـي التحــدي المثيــر للإعجاب لبطـل التحــرير القــومـي لإرادة أسياده وإدخالهم العراق بــعد أن مهـد لدخــولهـم الميــاه الدافئـة فـي الخليـج العربـي – الفارسـي ...ســموه كمــا تشاءون عبـر مـا كـان يمثـل الفصـل الأول مـن المســرحيـة والـذي تمثل فـي غزو الكويـت بعلـم ورضـا القزم المــأبون أميـر الكويـت الراحـل ومبــاركـة حكــام إمــارة آل ســـعود قادة قــوى الرجعيــة والظـــلال فـي الأمتين العربيــة والإسلامية . وأمـا بإعـــلان رأيهــا الصـــريح والواضــح فـي رفـض مثـل هـذه الاتفاقيات لا البحــث عـن الجــوانـب الإيجــابيـة فيهـا والتــي لا تمثـــل إلا ( عســـلا ً ) ممـــزوج بالســـم , فتكـــون بذلـــك قـــد اقتربت مـن المزاج الجمــاهيـري العام المتمثـل فـي رفـض الانقياد وإعطاء يــد الوطــن إعطــاء الذليـــل لتكبيلهـــا .
#حميد_الحلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لتذهب إلى الجحيم كل إجراءاتكم التعسفية أيها الأقزام
-
المعاهدة الأمنية العراقية الأميركية ... ( 1 )
-
الاتفاقية العراقية الأميركية ......... ( . )
-
المعاهدة الأمنية العراقية الأمريكية ....(2)
-
المعاهدة الأمنية العراقية الأمريكية ....( 3 )
-
رسائل حكومة المالكي المبطنة للعراقيين
-
ما هكذا يتمدن الحوار ياسادة , كلمة عتاب أخوي لا غير ...!!
-
ثورة أكتوبر .. منجزات مذهلة تتحدى النسيان
-
الذكرى العطرة خالدة في أذهان الشيوعيين الحقيقيين
-
يوميات مقر الأندلس
-
تُف ٍّ................ و أ ُف ٍ......... (2)
-
قراءة في بيان طلابي
-
- بشت أشان - و ربع قرن من الزمان
-
الوجه الأخر لزيارة المالكي لبروكسل
-
في عيد العمال تتجدد الآمال ويشتد النضال
-
في الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
-
ما هكذا يبنى الدفاع عن قيادة الحزب يانبيل
-
مرة أخرى مع - أبو زاهد - الذي نصب نفسه قيما ً على أفكار الآخ
...
-
كيف تشاد مؤسات ولاية الفقيه في العراق
-
مالدي طرأ على المسيرة لتحتاج التصحيح - قراءة في البلاغ الصاد
...
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|