بقلوب فاجعة والم عميق استقبل الشعب العراقي, بكل اديانه وطوائفه وقومياته, انباء العمليات الأرهابية الأجرامية التي اسفرت عن مقتل وجرح المئات من المواطنين المدنيين الأبرياء من جموع المعزين والزائرين في مدينة كربلاء والكاظمية المقدستين. ان يد الغدر والأرهاب والدم تسعى بعملياتها هذه اذكاء نارالطائفية واشعال حرب اهلية.. في محاولة يائسة لزعزعة لحمة المجتمع العراقي ليكون لقمة سائغة لتحقيق اهدافهم الأرهابية البشعة. ان هذه العملية الجبانة, التي تتزامن مع اعلان قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية الذي اقره اعضاء مجلس الحكم بالاجماع, هي الورقة الخاسرة الأخيرة التي تراهن عليها زمر القتل والأرهاب.
لقد عمل النظام البائد طيلة حكمه الديكتاتوري على حرمان ابناء الطائفة الشيعية من احدى حقوقها المشروعة بممارسة طقوسها الدينية, وكان يخشى ان تتحول مثل هذه التجمعات الجماهيرية الى مضاهرات حاشدة ضد ممارساته الأجرامية وبالتالي الى زعزعة اركان حكمه.
لقد فتحت قوى الأرهاب والردة بعملياتها هذه الباب على مصراعيه وسوف تمارسها في اماكن اخرى وبشكل اشد واكثر قسوة وضراوة اذا لم تكن هناك خطة مدروسة لمجابهتها والحد منها والمسولية تقع على عاتق الجميع. فأضافة الى الأهمية الكبيرة التي يجب ان يوليها مجلس الحكم لتكثيف تفتيش نقاط الحدود ومنع المتسللين واعطاء صلاحيات اكثر للشرطة العراقية, يكون تعاون الناس واخبار الجهات المختصة والأمنية عن اي مشتبه به والتمتع بالحذر, واجب وطني مقدس يجب التاكيد عليه.
ان القنابل البشرية الأتية من خارج الحدود مصابة بالهلع والهيستيرية فكل العمليات الأرهابية التي قامت بها لم تستطع ان تحقق الحد الأدنى من اهدافها الأجرامية. حاولت التفرقة بين العرب والأكراد ففشلت فشلا ذريعا بذلك بل ازداد التلاحم الأخوي بين كل القوميات والأقليات; حاولت منع مسيرة العملية السياسية الديمقراطية وهاهي تصاب بالجنون وهي تسمع اعلان قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية الذي تم الأتفاق عليه بالأجماع , قتلت المئات من افراد الشرطة العراقية في محاولة لمنع التطوع الى هذه المؤسسة وفشلت بذلك , وهاهي اليوم تحاول من خلال العملية الجبانة ان تمزق النسيج العراقي المتلاحم ولكنها ستفشل بالتأكيد. ان الياس والقنوط والأبتذال هو المصير المحتوم لزمر القتل والأرهاب اعداء الدين والأنسانية المندسين الى مجتمعنا وبلدنا من خارج الحدود بهدف زعزعة الأمن والأستقرار وشل المجتمع العراقي في السير بعجلة الديمقراطية نحو الأمام.
المجد والخلود لضحايا مدينة كربلاء والكاظمية المقدستين
الشفاء العاجل للجرحى والمصابين
الخزي والعار لأعداء الدين والأنسانية