سُلاف رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2476 - 2008 / 11 / 25 - 09:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليس وحده غبار وحشة الغربة يملأ عيوني ، وإنما دمع الحزن والألم ،على وطن يضيعه أبنائه بتحريض من الغرباء ، ويقتل بعضهم بعضا ، وتُهجر عوائل َ فقيرة من منازلها، وتهرب بجلدها كي تنجو من الذبح .
ليس وحدها هموم وحشة الغربة تملأ صدري ، وإنما رعب الخوف في عيون أطفال مسيحي الموصل ، تجرهم أمهاتهم في دروب ترابية ، خشية أن يقعوا بأيدي من لا يرحمون .
ليس وحده سهاد وحشة الغربة يعانق جفنيَّ، وإنما رماد تشرد نساء مسيحي الموصل،
وهن يبحثنَ عن ملجأ ، يأوين َ إليه وأطفالهن ، بعيداً عن خوف الاغتصاب والاعتداء عليهنَّ .
ليس وحدها حيرة وحشة الغربة تشلّ تفكيري، وإنما تلك الحيرة التي تطغي على وجوه وعقول وعيون، شيوخ مسيحي الموصل، وهم يودعون طفولتهم وشبابهم وذكرياتهم، حبهم وفرحهم، حزنهم وموتاهم، يودعونهم رغماً عنهم، خشية أن تهان كهولتهم وكرامتهم.
ليس وحده حزن الغربة يملأ روحي ، وإنما ذلك الحزن والانكسار في أرواح مسيحي الموصل ، وهم لا يقوون على رد الاعتداء عليهم ، من عصابات القتل والتهجير الإجباري لهم وعوائلهم .
هل من قوة في الكون تقف في وجه دعاة الشر هؤلاء ؟، هل من صوت للحق يرتفع كي يوقظ في ضمير العالم نخوة الإنسانية ؟، فينتصر لأطفال ونساء وشيوخ ورجال مسيحي الموصل، هل من يستجيب لبكاء النسوة والأطفال فيعيد إلى القلوب الطمأنينة والأمان ؟هل ... ؟؟ هل ...؟ هل ......؟ ...؟
يا الله ما أكثر الأسئلة حول معاناة مسيحي الموصل.
#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟