أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم سوزه - قريب جداً من سيد القمني














المزيد.....


قريب جداً من سيد القمني


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2476 - 2008 / 11 / 25 - 09:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت محظوظاً هذه المرة ولم اندب حظي كما في عدد من المرات السابقة، حينما سنحت لي الفرصة ان اتابع برنامجي المفضل على الاطلاق (قريب جداً) لصاحبه المبدع جوزيف عيساوي من على شاشة الحرة الامريكية الاحد 23 نوفمبر من 2008، حيث كان المفكر والباحث المصري سيد القمني هو ضيف اللقاء لترقى المتعة والاثارة وحبس الانفاس الى ذروتها مع حركات يده وغمزات وجهه التي نستطيع تحسّسها حتى في كتاباته من على صفحات الحوار المتمدن.

سيد القمني كان كعادته جريئاً في طرحه غير مبالياً بما تفرضه عليه قيود الحوار وادبيات الالتزام بالخط العام للموضوع، ولم يكن متردداً في الاجابة على اسئلة عيساوي الراقية، سوى ان البرنامج لم يكن منصفاً معه ولا مع المشاهدين مثل كل حلقاته السابقة الذي يضطر فيها المقدم مقاطعة الضيف والانتقال الى محور آخر نتيجة ً لضيق الوقت.
مع ذلك طرح القمني جملة من المفاهيم والمصطلحات القيمة بلغته الفكاهية السلسة مُتعرّضاً لظاهرة النفاق الثقافي التي تكتسح مجتمعاتنا العربية، والتي ما ان يعلن فيها المثقف العربي انحيازه على سبيل المثال نحو الليبرالية والعصرنة في مفهومها السياسي والاجتماعي، حتى ينزع جلده في اقرب وخزة حداثة تتعرض لها قوميته المهزومة او اسلاميته الراديكالية المعترضة على كل شيء من اجل لا شيء.

ما يُميّز القمني عن عدد آخر كبير ممّن يُسمّون بالليبراليين هو اسلوبه الهادئ والمقنع في اثارة المواضيع المعقدة والخطيرة التي تنطوي عليها الاديان السماوية سيما الاسلام .. فقد عُرف بالطرح العلمي البعيد عن الاستفزاز اللامبرّر والذي يكون غالباً السبب وراء استنفار المجتمعات من الافكار الليبرالية المُحفزة على اعادة صياغة الدولة سياسياً واقتصادياً وثقافياً. فحينما يتبنى دُعاة الليبرالية خطاً متشدداً في دعوتهم لليبرلة مجتمعاتهم وترك الموروث الديني بالكامل، بل مهاجمته بطريقة تعسفية، لا يمكن ان يؤدي ذلك الاّ الى استنفار معاكس من قبل مجاميع الظلام التي ارهبت النص الديني اولاً قبل ان ترهب الآخر، وبهذا يكون قد ساهم الليبراليون الجدد في المزيد من الاحتقان والتشدّد في مجتمعاتنا العربية وشجّعوا على الردة الى بيئة النص الاساسية قبل اكثر من الف واربعمائة عام لاستيحاء الملامح الشكلية له، بدلاً ان يكونوا دعاة تحرّر نحو التقدّم والعقلانية.

باعتقادي ان المشكلة الدينية (باعتبارها لبساً تأويلياً وليس نصاً تنزيلياً لا يقبل الانحراف عن معانيه السرمدية) لا يمكن حلها او ازالتها من الاذهان بطريقة الطرح العدائية التي يتبناها بعض ممّن نحن بصددهم، والتجارب المادية اثبتت بما لا يقبل الشك، بأن لك فعل رد فعل، يعاكسه في الاتجاه، وقد يفوقه بالمقدار اضعاف، اذا لم نحسن استخدام آلة النقد وفق المنهج العلمي الحديث.

وهذا ما لم ينتبه له الاستاذ كامل النجار ولا السيدة وفاء سلطان في كتاباتهما (عكس القمني)، الاّ اذا كانا متعمّدين في تلكم الطريقة التي لا اقول بصحتها اطلاقاً، حتى لو كان جزء من كلامهما صحيحاً يقيناً.

كثيراً ما كان يعترض علي بعضهم ويستنكر وصفي لنفسي باسلامي ليبرالي وكيف ان الليبرالية تجتمع مع الدين .. وبصراحة كنت اعاني ومازلت من صعوبة اقناع الآخرين بهذا الامر ليس لاني قاصر في هذا، بل لان الامر اشبه بنكتة العام نظراً لانها المزاوجة الاولى من نوعها في عالمنا اليوم المليء بالمتناقضات والاضداد.
لكني ومهما تكون التسمية اضع الليبرالية في سياق جديد بعيد عن جذور الكلمة ومناشئها الاصلية.

فعندي الليبرالية هي تحرير المجتمع من عقدة الخوف من الآخر ومحاربة الانزواء عن العصرنة والحداثة باعتبارها منتج انساني لا يخص عرق او دين، بل يخص الانسان بكافة الوانه .. الليبرالية التي ابغيها هي تأسيس مجتمع مدني حضاري يمقت العنصرية ويدعو للانفتاح على ثقافة الآخر دون تحقير معتقدات الانسان اياً كانت تلك المعتقدات.

قد اكون نعم اسلامي بذاتي، لكن ليس بالضرورة ان ادعو لدولة اسلامية، بل الى دولة ليبرالية بالمعنى المُحترِم لجميع الاديان والثقافات، وهذا هو الفرق الاساس بين الليبرالي المعتدل والليبرالي المتطرف مثله مثل الاسلامي المعتدل والمتطرف.

على العموم الجميع رهائن بيد السلطات الحاكمة في بلداننا العربية كمن يكونوا في طائرة مخطوفة كما يقول القمني في لقائه المثير ذاك، وما علينا سوى تهذيب وترويض المجتمع لتقبّل الحداثة كي يكون مؤهلاً للجلوس في قمرة القيادة والحفاظ على المسار الطبيعي لحركة الدولة دون تشتت او ضياع كما تنذر به الملامح المرصودة في دولنا العربية التي لا تتجه الاّ الى المزيد من التطرّف والانغلاق.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن هم الرافضون للاتفاقية الامنية
- الاتفاقية الامنية وتردّد الكتل السياسية
- لماذا يخالف السيستاني الاجماع في مسألة العيد
- يالها من طامّة، الفيليّون محجوزون سياسيون وليسوا سجناء سياسي ...
- ايّهما انتصر، اسلاميو 11 سبتمبر ام الامريكيون
- هل تخلّى المجلس الاعلى عن فيدرالية الوسط والجنوب
- رجال الثقافة، موهيكانز مهدّدون بالانقراض
- نقطة نظام
- منظمات المجتمع المدني في العراق
- خطوة جيدة
- الجمهورية الموريتانية الانقلابية
- الخيار الجديد لجيش المهدي، خطوة متأخرة جداً
- كركوك (قدس) كوردستان ام (كشمير) العراق؟
- انقذوا النساء
- قريباً البشير على طريقة صدام
- (اتصالنا) نموذج آخر للنصب والاحتيال
- نكتة (الحسم) مرة ً ثانية
- الحريري في بغداد
- اين هم معارضو الاحتلال الامريكي؟
- يهودي في مؤتمر سعودي


المزيد.....




- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم سوزه - قريب جداً من سيد القمني