أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام محمود فهمي - الشريعة السعودية..














المزيد.....


الشريعة السعودية..


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 09:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألفٌ وخمسمائة جلدة وعشرون سنة سجناً لطبيبين مصريين يعملان بالسعودية، السفارةُ السعوديةُ بالقاهرة تؤكد أن الإعلامَ يبالغُ ويهولُ، العقوبةُ لا تتجاوزُ الألفَ ومائة جلدة، بالإضافةِ إلي السجنِ!! الصحفُ الحكوميةُ في مصرلا تري ولا تسمعُ ولا تتكلمُ، كالعادةِ؛ الصحفُ المستقلةُ والمعارضةُ لم تسكتْ، من واجبِها ومن حقِها. الشقيقةُ الكبري مصر يجبُ أن تتحملَ، من نصبَها شقيقةً، ومن وكبرَها؟ يُسألُ في ذلك من يحكمون وإعلامُهم، الدولُ المجاورةُ لا تعترفُ بأنها شقيقةً أو كبري، والدليلُ كل ما يلقاه المصري من صنوفِ الهوانِ والمذلةِ، لا تنصبُ عليه وحدِه ولو طالته سياطُها، إذا توهمَ الجالسون علي الكراسي.
العملُ في السعويةِ والخليجِ، عند الكثيرين، مهربٌ من شظفِ عيشِهم، تسابقوا عليه وتهافتوا، داسوا علي كرامتِهم من أجلِ الاستمرار فيه، ظروفٌ غيرُ أدميةٍ تتلقفُهم، أجورُهم متدنيةٌ، ومع ذلك راضون، ما رماك علي المرِ إلا ما هو أشدُ مرارةً. ما نالَت مصرُ من العملِ في الخليجِ إلا كل أذيً، ضاعَت شخصيتُها واختفَت وراءَ أزياءٍ سوداءٍ قاتمةٍ وجلاليبٍ قصيرةٍ ووجوهٍ مكفهرةٍ رافضةٍ، غابَ الفكرُ وحورِبَ، عمَت غلظةُ البداوةِ في التعاملاتِ، أصبحَت الحياةُ ممنوعاتٍ في ممنوعاتٍ. مصر، لم تعدْ مركزَ اشعاعٍ، تابعٌ هي بضيقِ يدِها وتردي أوضاعِها السياسيةِ، استباحَها من وجدوا المالَ سهلاً، أغنياءٌ بلا سندٍ، اشتروا كلَ ما تطولُه أياديهُم، إعلامُهم علي أرضِها للتهجمِ عليها، سبوبةٌ لهم، يتربحون من سيرتِها، يُعتمون بها علي خطايا مجتمعاتِهم.
مصر، تجترُ ماضيها، حاضرُها عاجزٌ، حاكموها لا يشغلُهم إلا استمرارُهم، ضاقَت صدورُهم بمعاناةِ شعبٍ اعتادَ القهرَ، الشرطةُ اختلَ دورُها، تحولَ من حمايةِ المواطنِ إلي الدفاعِ عن أهلِ الكرسي، أسلحتُها موجهةٌ إلي رؤوس العزلِ وصدورِهم، برطعَ المجرمون وفردوا، استولوا علي أراضي الدولة من السلومِ إلي سيناء، عمَ الفسادُ والبلطجةُ، حياةُ غابٍ لا مكانَ فيها لضعيفٍ، لا قانونَ إلا ما تراه القوةُ. لماذا يُطلبُ من الأغرابِ حسنُ معاملةِ المصريين بينما هم مُداسون علي أرضِها؟ تُنتهكُ أدميتُهم في طوابيرِ الأكلِ والشربِ والسكنِ، وأمامَ السفاراتِ الأجنبيةِ. ما الذي يدفعُ مصريٌ تحت هذه الظروفِ للانتماءِ، للتغني بالمصريين أهمه؟ ليغير جلدَه، ليلبسُ مثل من بأموالِهم اشتروه، ليفكرُ مثلهم، ليكفرُ ويحرمُ كما يفعلون، وأكثر، بقدرِ ما يدفعون، بقدرِ ما يستمرُ عندَهم.
عقودُ العملِ في السعودية، عقودُ رقٍ وعبوديةٍ، يتصورونها أسلوبَ دعوةٍ، لا تسري إلا علي المصريين، في الأغلبِ، وكذلك العقوباتُ المبتكرةُ للتنكيلِ بهم وإذلالِهم، غيرُ قابلةٍ للتطبيقِ علي من يردون الإساءةِ بعشراتِ ومئاتِ أمثالِها، يدعون أنهم حماةُ الدينِ وهم أسوأُ أمثلتِه، يخافون ولا يستحون، لم ترْ الحضارةُ الإنسانيةُ منهم إلا رفضَ الآخرين والتجمدَ والجلوسَ علي الأرائكِ الوثيرةِ بالأحذيةِ، يسبون حضارةَ الغربِ وهم أولُ المستفيدين من بذخِها، لا علمِها.
يتصورون أنهم مباركون بالمالِ الكثيرِ، أنهم محلُ غيرةٍ، من فرطِ تغفيلِهم، ومن خيبةِ غيرهم، أيضاً،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيا نبلطج.. هيا نتحرش
- نصرة قوية يا أوباما..
- وكأنه حقيقي وبصحيح وبجد...
- الجمعةُ الغرقانةُ!!
- تصويتٌ علي نشرِ صورةِ سوزان تميم مقتولةً!!
- أنا أفتي.. إذاً أنا موجود
- في الجامعاتِ الأجيالُ لا تتواصلُ..
- في تشكيلِ اللجانِ العلميةِ للترقياتِ
- شعبٌ شامتٌ
- الحكومةُ الإلكترونيةُ
- الكذبُ والإدارةُ
- المالُ والسلطةُ .. والطبقةُ المتوسطةُ
- الكراسي عنوانُ النظامِ
- أخفض رأسك يا ...
- مصر في بكين..
- الجامعات..بين الغضب والأسف
- بدءُ الدراسةِ.. تربوياً
- القانونُ الجديدٌ للمرورِ.. والماشطة!!
- هل تُحملُ المرأة وحدها بالتكليفات؟
- مصرُ.. بعضُها يأكلُ بعضَه


المزيد.....




- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام محمود فهمي - الشريعة السعودية..