أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - سلطة غير قابلة للاصلاح















المزيد.....

سلطة غير قابلة للاصلاح


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 148 - 2002 / 6 / 2 - 09:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


صوّت الشعب التونسي باغلبية 95% على الاصلاحات الدستورية التي اقترحتها الحكومة في دعوتها للاصلاح الديموقراطي. ترى ماذا يعني الاصلاح الديموقراطي في قاموس الانظمة العربية؟ في تونس مثلا، سيسمح تعديل الدستور للرئيس زين العابدين بن علي بترشيح نفسه لولايتين اضافيتين طول الواحدة خمس سنوات، أي انه سيضمن بقاءه في الحكم حتى عام 2014. وكان المفروض ان يتنحى بن علي عن الحكم الذي تسلمه قبل 13 عاما، بعد عامين مع انجاز ولايته الثالثة والاخيرة التي انتخب لها باغلبية 99%. الطريف ان هذه هي المرة الثانية التي يقوم فيها بن علي بتعديل الدستور، وكانت الاولى عام 1987 عندما شطب البند الذي سمح لسلفه الحبيب برقيبة بالبقاء في منصبه مدى الحياة، ليحتل هو مكانه.

هذا النموذج في العمل الديموقراطي ملائم جدا للرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، المطالَب اليوم بإحداث اصلاحات في نظامه. حسب هذا المفهوم، يمكنه ان يستفتي شعبه حول اقرار دستور يضمن له ما هو مقبول في عالمنا العربي، الرئاسة لمدى الحياة. فاذا اراد الامريكيون ادخال اصلاحات ديموقراطية فعلا، فليبدؤوا بمصر التي يحكمها مبارك منذ 20 عاما، ثم ليعرجوا على السعودية التي تفوح منها رائحة الفساد والتي تعتبر الديموقراطية الكفر بذاته.

لا نقول كلامنا هذا من باب تأييد السلطة الفلسطينية، بل لفضح المطلب الامريكي الاسرائيلي غير النزيه. ان الفساد الفلسطيني هو اختراع امريكي واسرائيلي، وطالما خدمهما كان جيدا. ان الفساد ظاهرة عالمية، تبدأ في واشنطن حيث تشتري الشركات الكبرى ولاء الرئيس، وتنتهي في كل اقطار العالم العربي. فقبل عدة اسابيع فقط تم اعتقال النائبة الاردنية توجان الفيصل بسبب كشفها عن تورط رئيس الحكومة في قضايا فساد. امريكا واسرائيل لا تريدان القضاء على فساد الانظمة ومنح الديموقراطية للشعوب، بل استبدال عناصر فاسدة بعناصر فاسدة اخرى اكثر اخلاصا لمصالحهما.

الحقيقة المرة ان هذه السلطة، كسائر الانظمة العربية، غير قابلة للاصلاح. ان المكان الطبيعي لهذه الانظمة هو حضن امريكا التي توفر لها اهم ما تريد، وهو ادامة حكمها ومصالحها الطبقية الخاصة بها، مقابل الاعتراف بهيمنة الولايات المتحدة وضمان مصالحها الاستعمارية. الفساد هو نتيجة للنظام الرأسمالي الذي يخلق الفجوات الاجتماعية الشاسعة، وهو وسيلة لضمان مصالح الاقلية البرجوازية الغنية على حساب الاغلبية الفقيرة من العمال والفلاحين.

ومن هنا، فالدعوات الفلسطينية لاصلاح السلطة ليست في احسن الاحوال اكثر من تسجيل موقف. الاصلاح ليس عملية ادارية تنحصر في الشعار المبتذل "الانسان المناسب في المكان المناسب". بل هو عملية سياسية من الدرجة الاولى، مربوطة ببرنامج سياسي مؤسس على خطوط عريضة هدفها التخلص من الاحتلال.

قبل الخوض في الاصلاح على الشعب الفلسطيني ان يقرر موقفه من استراتيجية السلام المزيفة، من المبادرة السعودية الامريكية الاسرائيلية، من قيادته واسلوبها الانتهازي المتأرجح بين التبعية الامنية المطلقة لاسرائيل وبين العمليات الانتحارية. عليه ان يقرر موقفه من النظام الذي يخدم مصالح النخبة الفلسطينية على حساب مصلحة الطبقة العاملة الفلسطينية الغارقة في البطالة، بعد ان فقدت اماكن عملها في اسرائيل.

ان الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة لمراجعة شاملة، تبدأ بقمة الهرم وتنتهي بالتفاصيل الدقيقة التي تتعلق باساليب مواصلة النضال ضد الاحتلال، في الظروف الدولية والعربية الصعبة الراهنة. ولكن المصيبة الكبرى ان لا احد من الفصائل او الشخصيات الفلسطينية مستعد ان يقف ويقول: اخطأنا. اخطأنا عندما وقّعنا على اوسلو، واخطأنا عندما خضنا مواجهة مسلحة غير متوازنة. اخطأنا في البرنامج وفي طريقة ادارة حياتنا. اخطأنا في السلام واخطأنا في الحرب. واليوم ندفع جميعا ثمنا غاليا على هذه الاخطاء.

اذا خرج من قلب هذا الشعب الجبار شخص او مجموعة او فصيل، وتجرأ على قول هذه الحقيقة، لمنح هذا الشعب الذي تحدى الموت الفرصة ليثبت انه يستطيع ايضا تحدي الحياة.



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتداب يعود لفلسطين
- انجازات جمعية معاً العمالية
- حصار مع وقف التنفيذ
- عمال البناء العرب بين مطرقة الحكومة الاسرائيلية وسندان المقا ...
- مظاهرة تضامنية مع رافضي الجندية الاسرائيليين
- ايام رام الله الاخيرة
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- امريكا تنسحب من معاهدة منع انتشار الاسلحة ....الحرب الحقيقية ...
- حوار : بعد انحسار الانتفاضة الشعب الفلسطيني في ارباك
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- ليطلق سراح اسير الضمير يئير حلو
- حملة بوش ضد الارهاب النظام الامريكي ينزع قناعه الديمقراطي
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- دولة فلسطينية ورقة توت للسعودية


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - سلطة غير قابلة للاصلاح