أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - جنود ميثولوجيا زقورة أور..














المزيد.....

جنود ميثولوجيا زقورة أور..


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 09:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الاسطورة ، هو ما نرثهُ من حكاياتٍ خياليةٍ كتبها أناسٌ قبلنا ، وربما ما نحكيه اليوم من واقع وخيال في صحائف ثقافتنا من فكرٍ ورواياتٍ ودواوينَ شعر وحتى دفاتر الكلمات المتقاطعة سيصبحُ في يوم ما بالنسبة لأجيالنا القادمة أساطير لغراباتها وقدمها ليتساءلون بدهشةٍ : كيف كنا نعيش هكذا ، مثلما نتساءل نحن اليوم بذات الغرابة كيف كان انسان العصر الحجري يعيش ، وكيف كانت قبائل عرب الجاهلية يعيشون لهيب الصحراء بدون مكيفات الهواء وشامبو الغسيل والهمبركر..
ورثنا من غرائب الأمس حكاية الجدة ، ومن غرائب هذا الزمن نرث الحزن وخواطر العشق وقبول ما يدفعنا حكامنا لقبوله ، عندما يتعين عليكَ الحصول على موافقة الأجنبي لتزور آثار بلدك ، وهذا ما تعرضت له أكثر من مرة عندما كنا نحاول زيارة زقورة اور حيث يتعين على منظم الزيارة حكومي كان أو مؤسسة مجتمع مدني ان يحصل على موافقة الجانب الأيطالي ، والجانب الأيطالي عليه ان يحصل على موافقة الجانب الأمريكي ، هذا يعني أنك أن اردت أن تشم رائحة الميثولوجيا لأزمنتك الغابرة عليك أن تحصل على موافقة روما وواشنطن ..
هذا كان في سنتي الأحتلال الأولى .. وحين غادرت العراق تصورت أن مع تَسلمْ الملف الأمني للحكومات المحلية والشرطة الوطنية قد تنتفي الحاجة لموافقة الدول الكبرى والحصول على أذن الزيارة ، وحسدت أصدقائي أنه سيكون بمقدورهم أن يقضوا الخميس والجمعة بصحبة نزلاء اقبية المقبرة الملكية لسلالة اور الثالثة من امراء وملوك ، وسيستمتعون بالنغم العذب لقيثارة شبعاد ، وحتماً سيختلط معه صوت أبوذية داخل حسن الذي كنت أراه أمتداداً لكل تلك الأماسي والمهرجانات التي كان يقيمها أهل اور في اعيادهم السنوية من عيد زواج آلهة القمر وحتى اعياد الحصاد وجز الصوف وشواء السمك..
غير أني أعتصرت الماً لأنني عرفت إن روتين الزيارة واذوناتها ما زال قائماً ، ذلك عندما شاهدت المشاركين في المؤتمر العلمي لجامعة ذي قار يزورون المكان الأثري وبصحبة الجنود الأجانب ، وكانوا معهم خطوة بخطوة وزوار المدينة الأثرية يتسلقون سلم المعبد المدرج او يتجولون في شوارع المدينة الأثارية وفي فناء بيت النبي إبراهيم ( ع )..
والغريب إن من التقتهم قناة الفيحاء التي غطت الزيارة وفعاليات المؤتمر قد أجرت في طريق العودة من المنطقة الأثرية حواراً مع أساتذة واكاديميين من جامعات مختلفة قد تحدثوا عن اهمية الزيارة وفي كلامهم غصة وتساءل عن جدوى بقاء الأثر تحت رحمة وحماية الأجنبي..
ربما هذا التساؤل قد لايخدش مشاعر المسؤول بحجة أنه ينتظر تخلص العراق من البند السابع ويكون بمقدورنا ان لا نستعطف الأجنبي كي نزور آثارنا ..وربما قد تكون الزيارة اعلاه قد حدثت بدون إذن ..ولكن حين ترى في التقرير اعداد الجنود الأجانب تصاب بخيبة وأنت ترى استاذا جامعياً او مثقفاً اكاديمياً خطوة بخطوة مع الجندي الأجنبي..
إنها حسرة وغصة الميثولوجيا تلك التي فضل فيها الملك السومري نرام ـــ سين أن يموت منتحرا ولا يضع يديه في أصفاد المحتل العيلامي...

زولنكن 12/ 11/ 2008




#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيون خضر ، فراشة حمراء ، وماعون صيني...
- بطيخ من المريخ ..مشمش من العواشك ...
- مدينة عفك ، لا تحب مدينة شيكاغو...
- مديح لزهور حسين ..عتب على البرلمان ...
- دموع التماسيح ودموع المطر ...
- كلام عن أنوثة المحظور..في وطن محتل
- مسيحيو سهل نينوى ...
- مارتن لوثر .. وعشائر بني ركاب ..
- الدجاج وبطون اهل النيجر والمشخاب ..!
- ساهر الناي وشارب الشاي وغولدا مائير ..
- صيف مدينة العمارة
- الموت في العراق هو ثمن الشجاعة
- نعوم جوميسكي ..والمستكي ...
- أفارقة البصرة ..وأغنيات الهله هولو ..
- اليوم العالمي لغسل اليدين بالماء والصابون ..
- أسد وعلى خده شامه ...
- تفاحة الخد .. وشفاه البنت والولد..!
- القناة الفضائية للحزب الشيوعي العراقي..
- بعض غنوص يحيى المندائي ...
- 11 سبتمبر كما تخيلهُ جَدُنا جلجامش


المزيد.....




- سوريا: -سوء التغذية الحاد- يحدق بأكثر من 400 ألف طفل جراء تع ...
- ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبن ...
- إصابة ثلاثة أشخاص في غارة بمسيرة روسية على مدينة أوديسا الأو ...
- انقسام فريق ترامب حول إيران: الحوار أم الضربة العسكرية؟
- حريق يستهدف أحد السجون بجنوب فرنسا ووزير العدل يصف تصاعد اله ...
- المبادرة المصرية تحصل على رابع حكم بالتعويض من -تيتان للأسمن ...
- تصاعد الخلاف الفرنسي الجزائري مع تبادل طرد الدبلوماسيين.. فإ ...
- حادث مرسى مطروح: روايات متضاربة بين الأهالي والشرطة المصرية ...
- رشيد حموني : التحول الإيجابي في العلاقة المغربية الفرنسية خي ...
- ما وراء سحب الجيش الأمريكي بعض قواته من دير الزور السورية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - جنود ميثولوجيا زقورة أور..