أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - كابوس الجلسات البرلمانية














المزيد.....


كابوس الجلسات البرلمانية


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 09:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تابعت بقلق ام ّ خائفة على رضيعها المريض , جلسات البرلمان العراقي الثلاث الاخيرة التي قـُرأت فيها – بصخب وعراك - بنود الاتفاقية الامنية , ورأيت مالم يره النائم من كوابيس لا تصدق .
رأيت كل الفوضى التي سادت مجلس النواب , رأيت نائبات ونواب ينقلون تصرفات الجهلة والرعاع الى جلسات البرلمان ويحاولون تكسير كل مايرونه امامهم ويطرقون الطاولات والكراسي بملفاتهم وباسلوب احتجاج لا يرقى الى مستوى برلمان ومعنى كلمة ديمقراطية وكلمة حوار التي طالما تشدقوا بها امام الكاميرات والاعلام ..
رأيت مالم يره النائم في نومه من كوابيس جهل , ابطالها شخصيات عراقية منحهم الشعب ثقته , يخلطون في الامور القانونية دونما معرفة بها , فاحدهم يستنكر على الجندي الامريكي مسائلة سائق السيارة الذي لايلبس حزام الامان , ويجد ان الجندي مخطيء في هذا , والنائب هذا لا يدري ان حزام الأمان قد وُضع أساسا لأمان السائق العراقي وليس لأمان الجندي الامريكي , وان الالتزام به امر حضاري لصالح حياة الانسان , وتذكرت العقوبة في هولندا ومقدارها 70 يورو لاي مواطن لا يضع حزام الامان , لانه يعرض حياته للخطر والاستهتار بالحياة مرفوض لدولة تريد الحياة للجميع, وكثيرة هي الامور العجيبة في برلماننا , كأن يرفع نائب آخر يده طالبا التنبيه لنقطة نظامية يتضح بعد ذلك ان ما لديه لاعلاقة لها بالنظام , بل هو اراد ان يطرح وجهة نظره باغتصاب الوقت من زميله الاخر الذي بدأ يتحدث , كما رأيت نائبا آخر يمسك بتلفونه النقال مسترسلا بحديث ضاحك اثناء سير المناقشات وكأنه غير موجود تحت قبة يقرر بها مصير شعب ووطن . ..
ماهذا البرلمان الذي يقود شعبنا , وماهذا المستوى الذي عليه ان يشرع قوانين يسير عليها الناس لسنوات واجيال ؟
كمن يرى كابوسا , عجبت من ممثلي الشعب وعجبت كيف وصلوا الى هذا المجلس بكل هذه البساطة, لكن عجبي يزول حينما اتذكر اننا امة طالما تظاهرت رافضة ما لم تقرأه , لان غالبية المتظاهرين من الأميين , كما يزول عجبي حينما اتذكر اننا امة تحارب البكتريا والامراض بالتمتمات والتعاويذ وزيارة قبور الاولياء..
لست مزايدة على وطنية اعضاء البرلمان , فالجميع يحب العراق من الرافضين والمؤيدين للاتفاقية , ومن البديهي انه لا يوجد وطني يحب وجود الاجنبي بأرضه , وسيكون رفض الاتفاقية مؤكدا من الجميع لو كان العراق بظرف يستطيع به الحفاظ على امن المواطن وحياته وهو الأهم , يضاف لهذا الصراعات المتوقعة في المنطقة والتي لايعرف مداها احد من العرب , أو من الغارقين بتقليب كتب القرون الوسطى .
و لو عدنا الى الوراء ودرسنا تاريخ القضية الفلسطينية جيدا سنتعظ حتما, وسنتقبل الاتفاقية الامنية حبا للوطن وكرامة للذين يمكن ان يموتوا بعد الان , بل كرامة للاطفال الذين سيولدون , اما اننا نركب موجة السيد مقتدى الصدر بمواجهة الامريكان لنجر البلاد الى الموت والخراب , فهو الانتحار والجنون بعينه , اذ ان عالم اليوم لديه قيم اخرى ومواجهاته وحروبه غير التي قادها العرب والمسلمون بالسيوف والابل لتنطبق عليهم اليوم آية " كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة " .
اليوم الاسلحة المدمرة والفتاكة حتما ستسحق الضعيفة والعلم ماعاد يعترف للاسف بقدرة الفئة الضعيفة على النصر , لقد تجاوزنا الزمن وماعلينا الا ان نقول:
"رحم الله امريء عرف قدر نفسه "
في جلسات البرلمان العراقي رأيت نائبة عصبية, اعتبرت الاتفاقية تمكينا للكفرة على المسلمين , بدليل افتراضها تمزيق القرآن من قبل جندي امريكي دون الخوف على المئات من ابناء الشعب من التفجيرات والتفخيخات والاغتيالات وعلى اموال الوطن التي تسرق بالبلايين وتدمر حيث يبقى العراق تحت الاحتلال كما بقيت فلسطين وذابت وذهبت القضية ادراج الرياح تحت تأثير مزايدات عربية ذات روح قومية متعصبة قادها حزب البعث ليقسم العرب - الذين ما اتفقوا طوال تاريخهم - خاصة بعد ان دق اسفينه باحتلال الكويت , ومزايدات واطماع اسلامية أخرى قادتها جهات ارهابية كالقاعدة بشخصياتها المريضة التي تجد في العنف لذة ونشوة وتعتبره نصرا ودخولا للفردوس, ناشرة سمومها واموالها على كبر خارطة العالم واولها العالم العربي الزاخر بالفقر والجهل والبطالة, كذلك ايران بخلقها عداوات أدت الى تراجع قضية فلسطين الى مادون نقطة الصفر, بل زادت على ذلك بنقل الخراب والدمار الى لبنان وابقاء مشاكلها دائمة مادات الجمهورية الاسلامية ترفع شعاراتها الطنانة وتدعي حماية المسلمين من العرب دونما ذكر لأطماعها بتوسيع امبراطوريتها لتشمل كل المناطق العربية , وما الحركات الاسلامية التي تنبثق يوميا هنا وهناك في العالم العربي, وبدعم من ايران الا دليل عليها .
اخيرا , اننا الطرف الضعيف والمحتاج لتوقيع الاتفاقية, لان الولايات المتحدة اساسا - وبدون الاتفاقية - هي الطرف المحتل والتي تستطيع فعل ماتشاء لتسير الامور بدون العودة لنا , وقد راينا ما استهترت به قواتها بخصوص كرامة الانسان العراقي , اذن الاتفاقية هي الحل الوحيد للبقاء على العراق , وهي الحل الوحيد للمحافظة على كرامة العراقيين , وهي الحل الوحيد لضمان انسحاب كامل من الاراضي العراقية , ولو حصل الفلسطينيون على هكذا اتفاقية مع اسرائيل ولو بالانسحاب بعد عشرين عاما , حتما سيوافقون , اذ لا ضمان بتحريرهم ولو بعد الف عام بمساعدة احد, لا من اخوانهم العرب اصحاب المزايدات والشعارات و ولا من حلفائهم الاسلاميين اصحاب التهديدات بحرق بلد هنا ومحو بلد هناك .
هل للكوابيس البرلمانية التي نراها من زوال لصالح العراق وشعبه؟ ...



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهمجية في العراق , تكسر الرقم القياسي
- سمّار برلين
- البرلمان العراقي ومكونات الشعب
- اللهم اصلح وسائل الاعلام!
- سناء الفن الحقيقي
- ما بين العصبية القبلية والحوار المفتوح
- فاقد الشيء لايعطيه, رئيس البرلمان العراقي نموذجا
- فضائيات المسابقات الغبيّة
- أوروبا تدخل العراق ..
- النار تخلّف رمادا, بين فرض القانون وحقوق الانسان
- مرحى ليوم المرأة في العراق
- مسامير بذاكرةِ الياسمين ؟
- المرأة العربية في -دنيا جات-
- الحوار المتمدن, الاجمل في الاعلام العربي
- تعالوا انظروا , الدم في الشوارع..
- صوت المسافات
- في هذه البقعة من الأرض
- العرب واشكالية الانتماء والاستقلالية
- ماذا سنكتشف بالعراق بعد؟
- جنازة الملائكة


المزيد.....




- بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟ ...
- هرب باستخدام معقم يدين وورق.. رواية صادمة لرجل -حبسته- زوجة ...
- بعد فورة صراخ.. اقتياد رجل عرّف عن نفسه بأنه من المحاربين ال ...
- الكرملين: بوتين أرسل عبر ويتكوف معلومات وإشارات إضافية إلى ت ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الك ...
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يناقش مجددا تجريد هنغاري ...
- -نبي الكوارث- يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خل ...
- مصر.. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان ويحدث جدلا في البلاد ...
- بيان مشترك للصين وروسيا وإيران يؤكد على الدبلوماسية والحوار ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - كابوس الجلسات البرلمانية