حذاء ومبادرة عربية

صفوت بلاصي

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 09:04
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

لم اعد قادرا على التمييز ... فالكل يتحدث باسم الوطن ,والكل يسعى من اجل خدمة الثوابت حتى إنني نسيت عن أي ثوابت يتحدثون .. فالوطن هذه الصفقة التجارية بالنسبة لهم اخذ منحنيات بعيده كل البعد عن التراث الثوري وحتى عن مفاهيم النضال .

فلم اعد قادرا على التمييز بين شركة مطاعم كنتا كي العالمية وبين الانظمه العربية الرسمية ,
فكلا الاثنين يروج ويسوق نفسه في الإعلانات وفي الصحف ,لكن كنتا كي أخذت التميز والافضليه عن نظريتها الانظمه العربية كونها تسوق وتروج لنفسها عالمياً ,إما شركة الانظمه العربية لم ترى على ما يبدو سوى المستهلك الإسرائيلي لتعرض نفسها عليها بطريقة مهينه ومذلة .
فهذا التراث والقومية العربية بما فيه من تاريخ وحضارة ,هذه العروبة التي شكلت محور حضارات الأرض والتي حملت الأديان السماوية , نراها اليوم مشوهة ذليلة ,اقل من أن تكون بضاعة رخيصة غير رائجة , هذا ما آل به الحال بوطن عربي ضم بين جناحيه رسول الإسلام محمد , عيسى بن مريم عليه السلام , المتنبي ,جمال عبد الناصر ,جورج حبش , كنفاني درويش وعبد الرحمن منيف .
وطن عربي ,اثنان وعشرون دوله ,ملايين الجنود ,وشعوب ,تحولوا متسولين لنيل رضا المواطن الإسرائيلي , في عرض سخيف ومهين لمبادرة عربية أكثر سخافة ومهانة من عارضيها ,مبادرة تبيح للإسرائيلي حق الاحتلال والتطبيع وإقامة علاقات طبيعية ,لتزيد من حالة الخذلان والامتهان العربية .
أي مشهد هذا الذي نحن فيه الان !! إلى أين سيذهبون بنا هؤلاء المسوخ ؟!!
الم نعد قادرين على حماية كرامتنا التي تباع في صفقات وتعرض في المزادات ,لقد تحولت العروبة إلى ماده مستهلكه تروج لها ,وهذه الانظمه الشركات هي الوصية عليها .

لقد كان إرثا ثقيلا ,فهذه الحضارة الساحقة في التاريخ , هذا الحجم من التاريخ بكل ما يحمله من قوة ومجد وثقافة وعلوم و هذه السنوات الستون من عمر الثورة الفلسطينية , ستون عاما من الصعود نحو المجد باتجاه الشمس , على أعتاب سلم صنع من دماء الشهداء وأهات الجرحى وبرد الزنازين , شكل حملاً ثقيلا وثقيلا جدا اكبر من طاقة هؤلاء الأقزام ,لذلك تخلو عنه , وقادونا إلى نفق مظلم لنرى في نهايته حذاء بالي وقصاصة من صحيفة كتب عليها مبادرة عربية .

#صفوت_بلاصي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات